المنطقة مفتوحة يومياً على حرب مفتوحة فعلياً ولكن المرحلة الحالية انتقالية...

منذ 11 شهراً تقريباً، تتهاوى كل أنواع الخطوط الحمراء، أو تلك التي كانت تُوصَّف هكذا في الماضي، سواء على المستويات الأمنية والعسكرية، أو السياسية... محلياً وإقليمياً.

فعلى سبيل المثال، المنطقة مفتوحة على حرب مفتوحة بشكل فعلي وملموس، وسط عمليات القصف، والتهجير، والتدمير، والاغتيالات، والرّدود، والرّدود على الرّدود، والمواجهات الشاملة على مختلف الجبهات.

وما كان يُعتَقَد أنه إشارة أولى لحرب عالمية ربما إذا حصل، أو لأزمات كبرى سواء في لبنان أو المنطقة، قبل سنة تقريباً، بات من اليوميات المحلية والخارجية، فيما يتعامل الجميع مع الوقائع اليومية كما لو أنها عادية.

فهل ان هناك مرحلة قديمة انتهت أو تنتهي بكل شيء فيها؟ وما هو البديل منها؟ ومن يضع القواعد للمستقبل؟ وأي قواعد ممكنة على هذا المستوى؟

اعتبر رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد أن "الأقوى هو من سيضع خطوط المستقبل. فكل ما يحدث حالياً هو شظايا لحدث كبير وهائل حصل في 7 تشرين الأول 2023 في المنطقة، والذي وُصِفَ بـ 11 أيلول العربي، وهذا صحيح".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأكيد هو أن الأوراق تُخلَط. ولكن لا تتخيّلوا أن هناك أطرافاً ستخسر أو تختفي عن المسرح السياسي، مقابل أخرى ستربح. وأبرز مثال على ذلك، هو لبنان بتوازناته. فعندما استشهد كمال جنبلاط، لم تربح الجبهة اللبنانية. وعندما استشهد بشير الجميل، لم تربح الحركة الوطنية. وعندما خسرت قوى 14 آذار، لم تربح قوى 8 آذار، بل طار البلد".

ولفت سعيد الى أنه "مهما حصل من متغيّرات، فهذه لن تطال طبيعة البلد التي هي طبيعة متنوعة. وأنا أُصرّ على القول إن اتفاق الطائف يبقى الإطار الصالح لتنظيم العلاقات اللبنانية - اللبنانية. فهناك من يعتبر أن هذا الاتفاق مرّ عليه الزمن وولّى، بينما أنا أعتقد أنه لا يزال على موعد مع مستقبل لبنان، وربما مع مستقبل المنطقة أيضاً".

وختم:"نحن في قلب مرحلة انتقالية الآن قد تدوم لسنوات. ومن هنا، ندعو الى عدم بناء نهائيات على أحداث سياسية تحصل اليوم، خصوصاً أن لا نهائيات تامة لا في السياسة، ولا في المنطقة. وبالتالي، نحن ضمن مرحلة انتقالية بين قديم ولّى، وجديد لا نعرف ما هي معالمه الفعلية بَعْد".