لديبلوماسيّة محليّة برتبة "جنرال" تجنّب لبنان الخراب الكبير...

إذا أخذنا في الاعتبار أن ما هو مطلوب من الديبلوماسية اللبنانية اليوم، يُعادل أو حتى يتجاوز ما يحصل في ساحات المعارك والحروب، من حيث التعويل عليها لتجنيب لبنان الانزلاق في مزيد من التصعيد العسكري المؤدي الى حرب كبرى، فإنه يُصبح من حقّ الجميع مطالبتها (الديبلوماسية اللبنانية) بالكثير، وبالأكثر منه.

ولكن المردود على أرض الواقع يبدو هزيلاً، إذا ما قارنّاه بالدمار الذي لا تزال بعض القرى والمناطق اللبنانية تشهده يومياً، حتى الساعة.

نقلة نوعية

صحيح أنه لا يُمكن المُطالَبَة بالمستحيلات في حين أن الحرب الدائرة في المنطقة اليوم شديدة التعقيد، ومتعدّدة الأشكال، والمُنطَلَقات، والأهداف النهائية. ولكن هناك نقلة نوعية لا بدّ من أن تحصل على مستوى التحرّك الديبلوماسي المحلّي ليُصبح أقوى، وأشدّ فاعلية، رغم التعقيدات السياسية التي تنعكس عليه، وتكبّله في مفاصل عديدة منه.

غير موجودة؟

تعليقاً على الجهود الديبلوماسية التي تواكب اليوميات الأمنية والعسكرية اللبنانية على وقع الحرب في قطاع غزة، رأى مصدر مُتابِع أن "لا ديبلوماسية بالمعنى التام في لبنان الآن، للأسف. صحيح أن لدينا وزارة خارجية ووزير خارجية، ولكن ليس لدينا ديبلوماسية فعليّة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "وزير الخارجية لا يتحمّل مسؤولية ذلك كلّه لوحده، وبمعزل عمّن يكون في هذه الحقبة أو تلك. فالقوى السياسية في لبنان هي عبارة عن قوى متفرّقة عن بعضها، ومختلفة مع بعضها. وما تراه بعضها على أساس أنه مثالي، يراه غيرها على أساس أنه خطأ، والعكس صحيح أيضاً. وهذا الوضع جعل الديبلوماسية في لبنان عاجزة ومتلقّية وغير فعّالة. والنتيجة هي أن الديبلوماسية اللبنانية تتلقّى ما يُقال لها من الخارج، ومن دون أن يكون لديها قدرة على فرض طروحاتها وأفكارها على أحد".

وختم:"يزداد الوضع صعوبة الآن، انطلاقاً من أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال. بالإضافة الى أن وزير الخارجية الحالي ينتمي الى خطّ سياسي غير مُتّفِق تماماً مع رئيس الحكومة حول معظم الأمور، لا سيّما ما يتعلّق منها بدور مجلس الوزراء في ظلّ الفراغ الرئاسي، والدعوة الى عقد جلسات حكومية وحضورها. وهذا كلّه يساهم بتكريس جعل الديبلوماسية اللبنانية عاجزة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"