متفرقات

هل تكبير الصدر باستخدام "الفيلر" آمن... أم هناك مخاطر للإصابة بسرطان الثدي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهد مجال تكبير الثدي تطورات ملحوظة على مر الزمن، في البداية كانت العمليات الجراحية باستخدام حشوات السيليكون أو المحلول الملحي، الخيار الوحيد المتاح للنساء الراغبات في تحسين مظهر صدورهن. مؤخراً، برزت تقنية جديدة تعتمد على تكبير وشد الثدي بواسطة إبر الفيلر، والتي توفر بديلاً أقل تعقيداً من التدخلات الطبية التقليدية.

رغم سهولة هذا الإجراء، تظل الظاهرة تثير التساؤلات حول سلامته قائمة على المدى القريب والبعيد، خاصة مع المخاطر الصحية المحتملة مثل الالتهابات أو التشوهات، إضافة إلى الاستفسارات حول تأثيره في احتمالية الإصابة بأمراض خطرة مثل سرطان الثدي.

تراجع زخم العمليات الطبية!

في السنوات الأخيرة، تزايد الاهتمام باستخدام الفيلر لتكبير الثدي، كبديل للعمليات الجراحية الكبرى. ينبع هذا التوجه من ميول العديد من النساء في الحصول على هيئة طبيعية دون اللجوء إلى جراحة معقدة، أو الحاجة الى فترات تعافٍ طويلة. يعمل الفيلر الذي يُحقن مباشرة في أنسجة الثدي، على تكبيره ورفعه فورا، وهو ما يجذب السيدات الراغبات في تحسينه دون جراحة.

من هنا يُعد هذا العمل مناسباً للنساء اللواتي يبحثن عن تعديلات طفيفة في شكل الثدي، أو يرغبن في رفعه دون تغييرات كبيرة في الحجم. ومع ذلك، هناك فئات قد يُمنع عنها هذا العلاج مثل اللواتي يعانين من أمراض مزمنة، أو لديهن تاريخ مرضي مع الأورام، أو مشكلات جلدية في منطقة الصدر. لذلك يجب التحقّق من أن المادة المستخدمة في الفيلر ذات جودة عالية، لأن الرديء منها قد يتسبب بالتهابات أو تكتلات تحت الجلد.

الدعايات

بالموازاة، تؤثر الإعلانات التي تروج لحقن الفيلر لتكبير الثدي بشكل كبير في الصحة العامة، خصوصاً عندما تركز على الجوانب الإيجابية فقط ، دون الإشارة إلى المخاطر. قد تغري هذه الحملات النساء بإجراء سريع وسهل دون إدراك للمهالك، ما قد يؤدي إلى اعراض صحية لاحقة، في حال كانت المواد المحقونة غير آمنة أو منخفضة الجودة.

الاسعار "مش رخيصة"!

لمتابعة هذا الموضوع عن كثب، رصدت "الديار" العديد من الدعايات التي تسوق لتكبير الثدي، حيث تبلغ تكلفة إبرة الفيلر حوالى 200 دولار، وقد يستلزم الثدي الواحد من 6 إلى 10 إبر، ما يعني أن التكلفة يمكن أن تتراوح بين 1,200 و2,000 دولار لكل ثدي. وبما ان النتائج ليست دائمة، يتطلب الامر تجديد الحقن دوريا كل 12 إلى 18 شهراً، ما يزيد من النفقات على المدى الطويل.

انطلاقا من كل ما تقدم، قد تدفع الإعلانات الرنانة النساء إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة تتعلق بتكبير الثدي باستخدام الفيلر، ما قد يعرضهن لمخاطر صحية. لذلك من الضروري توعيتهن بالمضاعفات المحتملة، والتأكيد على أهمية الاستشارة الطبية قبل اتخاذ أي قرار.

غموض طبي!

من جانبها، توضح المتخصصة في الامراض الجلدية والطب التجميلي الدكتورة غادة قصير لـ "الديار" ان "عملية تكبير الصدر من الإجراءات الشائعة جدا حاليا. في السابق، كان هذا التدخل مقتصرا على الأمهات بعد الولادات وأعمار معينة. لكن ما يثير الانتباه هو أن هذه التقنية تشهد إقبالا متزايدا من الفتيات الصغيرات في السن، لا سيما أن بعض انواعها لا تتعارض مع الرضاعة الطبيعية أو مع أي إجراءات قد تحتاج إليها المرأة مستقبلا".

وتشير الى "انه يتم اختيار مساحة آمنة بعيدا عن نسيج الثدي عند استخدام الحشوات، مثل السيليكون في منطقة غير مرئية، أي تحت العضلات. وأود ان أوضح أن أي مادة توضع في منطقة الثدي يجب أن تكون مغلفة".

انتقاء المنطقة

وتؤكد قصير انه "يجب وضع السيليكون بالقرب من النسيج وليس تحت العضلة، ومن المفترض ان يكون مغلفا وآمنا. وبالتالي، إذا تطلب الامر القيام بفحص مستقبلي مثل صورة للثدي، ستظهر الحشوة بشكل واضح ومحدد". وتلفت الى "ان اجراءات تعبئة الثدي بواسطة الدهون أو الفيلر، غير معتمدة من قبل وزارة الصحة العالمية أو البروتوكولات الطبية، وقد تظهر مشكلات في الصور التي يخضع لها الفرد. لذلك، قد يكون من الصعب تشخيص الحالة بدقة إذا كان هناك سرطان أو أي عوارض صحية أخرى، لأن الصورة قد لا تكون واضحة لنا كأطباء. رغم كل ذلك، لا يمكننا الجزم أن الفيلر أو أي إجراء آخر يسبب السرطان، لكنه قد يجعل التحليل أكثر صعوبة، وهذه هي العقبة التي ما زلنا نعاني منها".

أما بالنسبة الى الأصناف المستخدمة، فتقول قصير: "ان نوعية الفيلر مهمة، حيث توجد فئات محددة يمكن اعتمادها. على سبيل المثال السيليكون، الذي يتميز بكونه مغلفا لا يصل إلى النسيج، لكنه قد يتداخل معه. اذ توجد احجام معينة منه تؤدي الى نتائج تجميلية مرضية، ويمكن ان يستمر لمدة قد تصل إلى 15 عاما. الا ان المحصلة النهائية قد تختلف من شخص الى آخر عند حقن الفيلر، سواء من حيث الكميات أو السعر الذي قد يتجاوز تكلفة السيليكون. لذلك تعتبر جودته وكميته من العوائق التي نواجهها، ولا يدوم أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، ويحتاج الى تجديد، وقد لا تكون النتائج التجميلية دائما مرضية".

وعن الحالات التي يمكنها الخضوع لحقن الفيلر، تشدد قصير على انه "عندما يكون هناك وضع استثنائي، مثل حالة عدم تناسق بين الثديين، نقوم بحقن الفيلر لتصحيح هذا الاختلاف البسيط. ومن الناحية الاقتصادية قد يكون هذا الاجراء أفضل للمريض من خضوعه الى عملية جراحية دقيقة، واعتقد ان هذه الفئة هي الوحيدة التي يمكنها الاستفادة من هذا التكنيك".

وتحذر قصير في الختام من "مخاطر مرتبطة بالفيلر، مثل حدوث التهابات أو تحسس إذا لم تنفذ الإجراءات بشكل صحيح. وقد تكون الاضرار في هذه المناطق أكبر مقارنة بالوجه الذي يحتاج الى كميات قليلة من الفيلر، بينما يتطلب الصدر نسبا أكبر، وهذا ينطبق أيضا على حقن الفيلر في المؤخرة. لذا، فان أي مضاعفات قد تظهر في هذه الأماكن قد تكون أكثر خطورة".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا