من العراق... مرحلة هدوء واستقرار أو حقبة مواجهات جديدة قد تستمرّ لعقود؟؟؟
لا يزال العراق محوراً للأحداث ولمحاولات حلّ المشاكل في المنطقة، وذلك الى جانب كونه ساحة مواجهة أيضاً، بين الأميركيين والإيرانيين.
من بغداد؟
فرغم مساعي الفصائل العراقية المسلّحة المدعومة من إيران لزيادة نفوذها على مستوى القرار السياسي والأمني العراقي، يبقى العراق أحد أبرز شركاء الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وسط تعدّد وتشابك المصالح الأميركية - الإيرانية - العربية - التركية فيه. وهذا واقع يدفع بعض المراقبين الى القول إن لا حلّ فعلياً في المنطقة، وتحديداً في لبنان وسوريا وقطاع غزة، وصولاً الى اليمن، ومروراً باختتام زمن وجود "التحالف الدولي" لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، إلا إذا انطلق من بغداد.
هل يرتاح؟
فهل يرتاح العراق كبداية أولى للسماح بجعل المنطقة كلّها ترتاح؟ وهل يكون ذلك بمعزل عن الاتفاق النووي بين الأميركيين والغربيين من جهة، والإيرانيين من جهة أخرى؟ وهل يقبل اللاعبون الإقليميون والدوليون بذلك في شكل جذري، ورغم صعوبة الاتّفاق على الملف العراقي الحافل بكل ما يخترنه من موقع جغرافي استراتيجي، ومن قوة تأثير إقليمية، ومن ثروات كثيرة، ومن مقوّمات قادرة وحدها على أن تتسبّب بعقود جديدة من التصارُع الإقليمي - الإقليمي، والدولي - الدولي، والإقليمي - الدولي؟
تغيير جيوسياسي
ذكّر مصدر واسع الاطلاع بأن "التحضير لنظام شرق أوسطي جديد مرّ بحرب العراق التي شكلت تمهيداً له، والذي لا نزال ندفع ثمنه حتى اليوم. والثمن الأكبر لهذا النظام ظهر بما جرى للمسيحيين في العراق، ومن ثم في سوريا، وصولاً الى تناقُص العدد الديموغرافي للمسيحيين في المنطقة عموماً بشكل مستمرّ".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإطار العام للنظام في العراق بات أكثر استقراراً، وذلك بمعزل عمّا حصل ويحصل في سوريا ولبنان والمنطقة من مشاكل وفوضى بعد حرب العراق، وهي مشاكل تضغط على الشرق الأوسط كلّه، وترافق مرحلة المتغيرات الجيوسياسية الكبيرة التي تتمّ الآن".
وختم:"تحسين أوضاع العراق بشكل يساعد المنطقة كلّها على أن ترتاح، هو مسألة تحتاج الى اتصالات واتفاقات واسعة النطاق، تشمل الولايات المتحدة الأميركية وإيران والدول العربية عموماً والدول الخليجية، بالإضافة الى تركيا والصين وروسيا. فنحن اليوم أمام مرحلة تغيير جيوسياسي كبير ستؤثر بالديموغرافيا، وبالاقتصاد، وبشؤون المنطقة ككلّ".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|