بينها الاكتئاب والسمنة.. علامات تحذيرية تنبئ ببداية الزهايمر
"حزب الله" يردّ على التهديدات الإسرائيلية: كلما تعّمقت أزمة تل أبيب ارتفع تهويلها
مع اقتراب المواجهات الحدودية بين "حزب الله" والإسرائيليين من سنتها الأولى والتداعيات الناجمة عن واقع الحال هذا، يبدو أنه صار لزاماً على الحزب أن يقدّم لبيئته "جردة حساب" ولائحة دفوعات تثبت أن القرار الصعب الذي اتّخذه في 8 تشرين الأول الماضي لم يكن خاطئاً أو ارتجالياً، وأنه استطراداً لم يكن عبارة عن مكمن انزاح إليه بلا وعي، وبناءً على ذلك بات عليه أن يحصد ثماره المرة، ونتائجه الخائبة لفترة مديدة من الزمن خصوصاً بعدما أقر الحزب أخيراً بأن الجنوب برمّته دخل حرب استنزاف طويلة الأمد ولا يمكن لأحد أن يستشرف نهايتها.
وفي هذا الإطار ذكرت معلومات نقلاً عن مصادر في الحزب أن القيادات المعنية فيه، قد أقرت أخيراً الشروع في حملة إعلامية – سياسية عنوانها العريض "درء الشبهات" التي أحاطت بقرار الحزب المتخذ في 8 تشرين الأول، وأنه استتباعاً لم يندم عليه إطلاقاً وأنه ماضٍ في الالتزام بموجباته ما دامت الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية تتوالى فصولاً.
ووفق المصادر نفسها فإنه أوعز الى القيادات التي اعتادت النطق بلسان الحزب والإضاءة على مواقفه المشاركة في هذه الحملة، على أن تُتوّج بإطلالة لسيد الحزب السيد حسن نصرالله، سيقدّم فيها مطالعة تثبت أن قرار المشاركة في معركة إسناد غزة لم يكن بلا نتائج.
وفي موازاة ذلك كان على الحزب أن يتصدّى في الأيام الماضية لحملة التصعيد الإعلامي – الميداني التي أطلقتها تل أبيب ضد لبنان والحزب. واللافت أن احتدام وتيرة هذه الحملة، دفع البعض الى اعتبارها مقدمة لتجريد تل أبيب حملة عسكرية نوعية ضد الجنوب، حدودها الدنيا اجتياح عام 1982، وحدها الأقصى عمل أوسع يتم خلاله تلافي خطأ تعتقد إسرائيل أنها ارتكبته في ذلك الصيف الناري، عندما لم تقطع كل قنوات وطرق التواصل بين لبنان وسوريا، بحيث تصير خطوط إمداد الحزب التي تصله بسوريا والعراق وصولاً الى إيران مقطوعة تماماً، وعندها فقط يبدأ القضاء التدريجي والمحتوم على أقوى الأذرع الايرانية الضاربة في المنطقة أي "حزب الله"، ولا سيما بعدما وجّهت تل أبيب ضربة قاصمة لحركة "حماس" في غزة والضفة الغربية.
وتندرج في هذا السياق العودة اللافتة للإسرائيليين خلال الأسبوعين الماضيين الى اعتماد لغة التهديد والتهويل ضد لبنان والحزب، وعلى مدى الأيام العشرة الأخيرة كان تركيز الإسرائيليين على أمر أساسي وهو أن المعركة على لبنان حتمية وباتت مسألة وقت لأنها آخذة بالاقتراب.
وانبرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو نفسه ليكون له صوت وتغريد في حفلة "الوعيد" تلك، إذ أعلن قبل نحو 48 ساعة أنه أصدر أمراً للجيش والقوى الأمنية بالاستعداد لتغيير الوضع مع "حزب الله" بالقوة.
وكانت الذروة عندما أعلن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أن بيروت حمل إليها وسيط رسالة من تل أبيب فحواها أنها غير معنيّة "بوقف النار مع لبنان حتى بعد التوصّل الى وقف للنار في غزة".
وفي أرض الميدان كانت إسرائيل توسّع أمداء غارات مسيّراتها وطائراتها على لبنان وتكثفها على نحو غير مسبوق الى درجة أن الدوائر المعنية في بيروت سجلت للمرة الأولى حدوث ما يقرب من 22 غارة خلال أقل من ساعة ونصف ساعة على وادي فرون – الغندورية – قعقعية الجسر الذي يتوسط 6 بلدات جنوبية في ثلاثة أقضية، وتستخدم في تلك الغارات صواريخ فراغية من أحدث طراز وصلتها أخيراً من الترسانة الأميركية، وقد كررت الفعل عينه لاحقاً في 6 أودية في منطقتي صور والنبطية.
وبناءً على ذلك فرضت إسرائيل مجدداً تعميم مناخات ذعر أوحت أن ساعة الحرب دنت.
ووجد الحزب نفسه أمام مهمة الرد وتبديد تلك الأجواء الضاغطة، وكان أول الغيث على لسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي قال: "إن الإسرائيلي يعلم أن جهوزيتنا عالية لدرجة أننا لا نخشى التهديدات وأننا حاضرون للمواجهة".
وفي معرض تأكيده أن تهديدات إسرائيل للحزب ولبنان وإن علت، "فهي بمثابة جعجعة" يقول النائب #حسن عز الدين "بعد أقل من 24 ساعة على الانطلاق في حرب الإسناد في 8 تشرين الأول فتح العدو أبواب حملات التهويل والوعيد بحرب قاصمة حاسمة ضدنا من شأنها أن تضع حداً للحرب. واللافت أنه بعد 11 شهراً ما زال على الوتيرة نفسها، والتحوّل الوحيد هو أن غالانت كفّ عن إطلاق هذه التهديدات وتولّاها سواه".
أضاف عز الدين "بين الفينة والأخرى يطرحون علينا عبر وسطاء مسألة تراجع مقاتلي الحزب الى الليطاني ليتسنّى لهم إعادة نازحي مستوطنات الجليل الى بيوتهم. ونحن هنا نعيد على آذانهم ما سبق أن قاله دولة الرئيس بري رداً على هذا العرض وفحواه أنه أهون علينا أن نسحب الليطاني الى الحدود من أن نسحب المقاومين الى حدود هذا النهر".
ورداً على سؤال قال عز الدين: "نحن بفعل التجارب السابقة رصدنا أن القيادة الإسرائيلية تلجأ الى أسلوب التهويل والتصعيد هذا عندما تجد نفسها تراوح في أزماتها الداخلية، ونحن نرى أن تلك الأزمات تعمقت بعد مشهد تظاهرة النصف مليون إسرائيلي الذين خرجوا الى الشارع ليعبّروا عن رفضهم لأداء نتانياهو. وهو تأكيد إضافي أن المجتمع الإسرائيلي يعاني التفكّك وعدم الانسجام".
وحول مسألة إصرار الإسرائيلي والغرب عموماً على انسحاب الحزب من المنطقة الحدودية شرطاً للتهدئة أجاب عز الدين: "هذا أمر من الماضي، وهو واقع لن نرتضي به بعد اليوم أي إننا لن نعيد تكرار تجربة عام ٢٠٠٦ إذ إن ثمة تحولات حصلت وفرضت نفسها فضلاً عن أن مقاتلي الحزب هم أبناء الأرض.
ورداً على سؤال آخر قال "بنتيجة رصدنا للواقع الميداني نستنتج أن الاحتلال الإسرائيلي لم يخلّ بقواعد الاشتباك فهو ملتزم بها بحدود معينة وإن كنا نسجل فلتات أو تجاوزات هنا أو هناك ونحن أبلغنا من يعنيهم الأمر بأننا سنرد عندما نستشعر أن العدو كسر الخطوط الحمر".
ورداً على كل ما أعلنته إسرائيل من أن الاستعدادات أنجزت لساعة العمل العسكري الواسع قال: "نحن نراقب بدقة الميدان وقد سجّلنا أنه ليس هناك أي حشود أو تبديلات على الجانب الآخر من الحدود توحي بهذا الأمر".
ويخلص عز الدين إلى أنه "قبل أيام كرّس رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين معادلة جديدة لم ينتبه إليها إلا قلة وذلك عندما قال إن تل أبيب أصبحت ضمن قائمة بنك أهداف المقاومة، وهي نقلة نوعية وتحدٍّ إضافي في إطار الصراع مع الاحتلال وردّ غير مباشر على كل تهديداته".
"النهار"- ابراهيم بيرم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|