عربي ودولي

هل يجب على أوكرانيا استخدام الأسلحة الغربية في عمق روسيا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رفض الرئيس بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى ضدّ أهداف عسكرية روسية، لكن يبدو أنّه يتردّد في موقفه. فالتصاعد القاتل في استخدام روسيا لقنابل موجّهة إلى المدن الأوكرانية - وصل العدد إلى حوالي 800 في أسبوع واحد هذا الصيف - أدخل إحساساً جديداً بالعجلة في النقاش الطويل حول ما إذا كان يجب السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ غربية لضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.

وسط دلائل على أنّ الرئيس بايدن يتردّد، ستكون هذه المسألة مطروحة على الطاولة عندما يلتقي اليوم الجمعة في واشنطن مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بعد أن أرسل الزعيمان دبلوماسيِّيهما إلى كييف الأربعاء للاستماع إلى آخر المناشدات من الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي.

طلبت أوكرانيا لعدة أشهر استخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لمهاجمة المزيد من المواقع العسكرية التي تستخدمها روسيا لإطلاق الصواريخ وإيواء الطائرات الحربية التي تُسقِط القنابل الضخمة الحُرة السقوط وتثير الدمار في صفوف القوات والمدن الأوكرانية.

في الربيع الماضي، وضع بايدن حدوداً مُحدّدة (حوالي 60 ميلاً) على مدى إمكانية إطلاق أنظمة الصواريخ التكتيكية الأمريكية (ATACMS) نحو روسيا، خشية أن يؤدّي ذلك إلى انتقام قاسٍ من الرئيس فلاديمير بوتين.

وأوضح مسؤولون أمريكيّون إنّ بريطانيا وفرنسا، اللتَين منحتا أوكرانيا صواريخ "مخترقة للمخابئ" بعيدة المدى في عام 2023، يبدو أنّهما تنتظران موافقة بايدن قبل السماح لتلك الصواريخ الأوروبية بضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. وطلب هؤلاء المسؤولون، مثل غيرهم من المسؤولين الأمريكيِّين الذين تمّت مقابلتهم لهذا المقال، عدم الكشف عن هويّتهم لأنّهم غير مخوّلين بالحديث علناً عن المسألة.

وحذّر المتحدّث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، الأربعاء من أنّ روسيا تستعدّ "لإجراءات مضادة مناسبة" في حال منح الغرب لأوكرانيا صلاحيات أوسع، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا نوفوستي".

لكنّ الاستفزازات السابقة التي قاومت إدارة بايدن الردّ عليها - بما في ذلك إرسال دبابات غربية وطائرات F-16 إلى القتال، بالإضافة إلى توغّل أوكرانيا في كورسك، المنطقة الحدودية الروسية - لم تؤدِّ إلى انتقام روسي ضدّ الناتو.

ويواصل زيلينسكي الآن الضغط للحصول على هذه الأذونات بشكل شبه يومي. وأشار الأحد إلى أنّه "لا يمكن إيقاف الإرهاب بشكل مَوثوق إلّا بطريقة واحدة: من خلال ضرب المطارات العسكرية الروسية، وقواعدهم، والخدمات اللوجستية للإرهاب الروسي. يجب علينا تحقيق ذلك".

أيضاً، يواجه بايدن ضغوطاً في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية لتخفيف القيود. فلم يَعُد كبار المُخطِّطين العسكريِّين الأمريكيِّين ينصحون بعدم تخفيفها، كما حثّه دبلوماسيّون وجنرالات أمريكيّون سابقون رفيعو المستوى في رسالة الثلاثاء على "السماح لأوكرانيا بالدفاع عن نفسها".

الأربعاء، أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بن كاردين، الديمقراطي من ولاية ماريلاند، إلى التصعيد الأخير في الضربات الجوية الروسية، قائلاً: "حان الوقت لتخفيف القيود على استخدام الأوكرانيِّين للأسلحة المقدّمة من الولايات المتحدة".

لكنّ مسؤولاً أمريكياً آخر حذّر من أنّه لا يتوقع أي تغيير وشيك في القيود. وفي النهاية، يعتمد القرار على بايدن. وأكّد بايدن، الثلاثاء، للصحافيِّين: "نحن نعمل على ذلك الآن".

في ما يلي كيف يمكن لأوكرانيا استخدام هذه الصلاحيات الموسعة:

في الوقت الحالي، يبدو أنّ بايدن يَدرس إلى أيّ مدى يمكن لأوكرانيا إطلاق أنظمة الصواريخ التكتيكية (ATACMS)، التي تُعرَف باسم "أتاك إيمز"، التي قدّمتها الولايات المتحدة لكييف لأول مرة العام الماضي. ويبلغ مدى هذه الصواريخ حوالي 190 ميلاً.

في أيار، وافق بايدن على مضض على السماح لأوكرانيا بإطلاق ATACMS على روسيا لاستهداف القواعد العسكرية التي تُستَخدم لشنّ هجمات على مدينة خاركيف الحدودية الأوكرانية. وامتدّت تلك الصلاحية حوالي 60 ميلاً، لكنّ المسؤولين العسكريِّين الأمريكيِّين والأوروبيِّين يقولون الآن إنّ روسيا نقلت 90% من القواعد الجوية التي تحتوي على قاذفاتها الحربية خارج نطاق صواريخ ATACMS.

وأوضح العقيد ماركوس ريزنر، الذي يُشرف على تطوير القوات في الأكاديمية العسكرية الرئيسية في النمسا ويتابع عن كثب كيفية استخدام الأسلحة في الحرب في أوكرانيا: "لقد كانت فرصة ضائعة لمهاجمتهم عندما كانوا لا يزالون في النطاق".

ويرى الخبراء إنّ صواريخ ATACMS يمكن أن تستهدف أيضاً أنظمة الدفاع الجوي الروسية التي تهدّد أسطول أوكرانيا الناشئ من مقاتلات F-16.

وصلت أول دفعة من طائرات F-16 الأمريكية الصنع - ولا تكشف أوكرانيا عددها، لكن تُقدَّر بحوالي 10 - هذا الصيف. في حين يؤكّد المسؤولون الأوكرانيّون إنّها ستُستخدم في البداية للدفاع الجوي، مثل إسقاط الصواريخ الروسية القادمة، فإنّه من المتوقع أن تقوم مقاتلات F-16 أيضاً بمهام قتالية.

عند استخدامها في هجمات أرضية، يبلغ مدى الطائرات المقاتلة حوالي 500 ميل، وفقاً لسلاح الجو. ويمكن أن تلعب طائرات F-16 دوراً حاسماً ضدّ القنابل الموجهة التي قصفت مراكز سكنية ومنشآت عسكرية في شرق أوكرانيا. ويعتقد الخبراء إنّ أوكرانيا ترغب في استخدام طائرات F-16 لاعتراض الطائرات الحربية الروسية لمنعها من إطلاق القنابل الموجهة.

ويتم إسقاط القنابل الموجّهة، التي تُعَدّ العديد منها رؤوساً حربيةً قديمةً تم تعديلها بأجنحة منبثقة وأنظمة ملاحة عبر الأقمار الصناعية، على بُعد عدة أميال من الحدود - خارج نطاق الصواريخ الأوكرانية قصيرة المدى المضادة للطائرات.

لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا ستستخدم طائرات F-16 في الأراضي الروسية، والدول الأعضاء في الناتو التي تبرّعت بالطائرات منقسمة حول ما إذا كان يجب السماح بذلك.


لكن إذا عبرت الحدود، يمكنها استهداف الطائرات الروسية بصواريخ متوسطة المدى تعرف باسم AMRAAMs، التي أرسلتها الولايات المتحدة بالفعل إلى أوكرانيا. ووفقاً لطرازها، يمكن إطلاق صواريخ AMRAAM من طائرة F-16 في الجو ومن نظام دفاع جوي أرضي. كما يمكن للصواريخ أن تصل إلى أهداف تَبعُد أكثر من 30 ميلاً.

تستعد إدارة بايدن أيضاً لتزويد أوكرانيا بصواريخ كروز تُطلَق من الجو ويمكن استخدامها مع طائرات F-16. هذه الأسلحة، وهي صواريخ "جو-أرض مشتركة بعيدة المدى (JASSMs)"، هي نماذج قديمة، لكنّها تصل إلى مدى حوالي 230 ميلاً وتحمل رأساً حربياً يزن 1000 رطل. يمكنها ضرب أهداف - مثل القواعد الجوية ومستودعات الذخيرة - في عمق الأراضي الروسية من دون مغادرة الأجواء الأوكرانية.

لكنّ مسؤولاً أمريكياً شرح إنّه حتى إذا قرّرت الولايات المتحدة إرسال صواريخ JASSMs إلى أوكرانيا، فإنّها لن تُسلَّم لعدة أشهر. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن ستسمح بإطلاق صواريخ JASSMs في روسيا، بدلاً من شبه جزيرة القرم وأجزاء أخرى من أوكرانيا التي تحتلّها روسيا.

بدورهما، أرسلت بريطانيا وفرنسا بالفعل صواريخ كروز تُطلَق من الجو لأوكرانيا، وقد أصابت حتى الآن أهدافاً روسية في شبه جزيرة القرم وفي البحر الأسود. ويصل مدى تلك الصواريخ إلى حوالي 155 ميلاً، وأطلِقَت من أسطول أوكرانيا القديم من الطائرات الحربية السوفيتية والروسية التصميم. وتُعرف هذه الصواريخ في بريطانيا باسم "ستورم شادو" وفي فرنسا باسم "سكالب".

بالفعل، تستطيع أوكرانيا ضرب العمق الروسي باستخدام طائرات من دون طيار محلية الصنع، وهي تختبر صواريخ جديدة طويلة المدى تُطلق من الأرض ويمكن إطلاقها من دون الحاجة إلى إذن من الغرب. وكانت هذه القدرة الإنتاجية المحلية أحد الأسباب التي جعلت إدارة بايدن تقاوم السماح باستخدام الأسلحة الأمريكية لتلك الهجمات.

مع ذلك، عندما يتعلّق الأمر بمواجهة القنابل الموجّهة تحديداً، يعتقد المسؤولون الأمريكيّون والخبراء إنّ أوكرانيا ستحتاج إلى ضرب العمق الروسي بمزيج من الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي الأرضية - وكلّها تقريباً تتطلّب موافقة الغرب.

وكتب جون هويهن وويليام كورتني، الخبراء في الذخائر والمسؤولون الأمريكيّون السابقون، في تحليل لمؤسسة "راند" في حزيران: "بينما تكتسب أوكرانيا أسلحة وتقنيات غربية جديدة، يمكنها معالجة التهديد بشكل أفضل. لكنّ الغرب سيحتاج أيضاً إلى إظهار المزيد من المرونة في الشروط التي يضعها لاستخدام أوكرانيا للأسلحة المتقدّمة".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا