الصحافة

تحذير أميركي عبر هوكشتاين يسابق الحرب الكبرى

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عودة الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى المنطقة وما سبقها من رسائل أميركية تعني أن الولايات المتحدة تواصل ضغوطها على إسرائيل لتجنيب المنطقة حرباً إقليمية، وهي تحاول وفق مصادر ديبلوماسية فصل جبهة لبنان عن غزة ووقف التصعيد الإسرائيلي وقرار حكومته بتوسيع الحرب. ويطرح هوكشتاين مجدداً ضرورة التوصل إلى تسوية وهو سيعرض وجهة النظر الأميركية من أن الحرب الإقليمية تحمل مخاطر كبرى على إسرائيل، وذلك بالتوازي مع استمرار التفاوض عبر القنوات الخلفية مع إيران بهدف التهدئة، خصوصاً وأن واشنطن سحبت حاملتي طائراتها وبوارجها من المنطقة. لكن الضغط الأميركي على إسرائيل لا يعني التساهل مع "حزب الله" ولا إيران أو المحور الممانع، وفق المصادر، إذ أن واشنطن تعمل بطريقتها لمزيد من العقوبات، وهو ما ترجم بفرضها على شخصيات وكيانات مقربة،والضغط بالتوازي مع التفاوض للتوصل الى ترتيبات بينها فصل جبهة لبنان عن غزة.
سيطرح هوكشتاين وفق ما تنقله المصادر الديبلوماسية العودة إلى قواعد المواجهات التي سبقت التصعيد الأخير منذ اغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شكر ورد الأخير على قاعدة غليلوت، إذ ان الضغوط الأميركية لم تتمكن من وقف الحرب ولا تستطيع بلورة تسوية على جبهة الجنوب وفقاً للقرار 1701 من دون التوصل الى وقف للنار في غزة، لكن سباق هوكشتاين في الوساطة يبقى لمنع توسع المعركة وتحولها الى حرب إقليمية لا تريدها الولايات المتحدة، وهو سيبلغ إسرائيل بأن واشنطن لن تستطيع السير في تغطيتها إذا جرتها إلى الحرب التي ستكون كبيرة جداً ومكلفة على الجميع. وتشير المصادر إلى أن المبعوث الأميركي سيركز على موقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي يختلف مع نتنياهو بتوسيع الحرب على جبهة لبنان في ظل استمرارها في غزة، إذ يتركز الهدف الأميركي على لجم نتنياهو من دون أن يعني ذلك أن الأميركيين قادرون فعلاً على منع الحرب في ضوء انشغالهم بالانتخابات الرئاسية، وعدم حسمهم في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل المرتبطة في شكل رئيسي بالحرب على غزة.

إذا كان جنوب لبنان تحوّل جبهة قائمة بذاتها، إلا أن ارتباطها بغزة لا يزال قائماً، فبالنسبة للأميركيين لا يمكن لإسرائيل أن تخوض حرباً كبرى على كل الجبهات وإن كانت شراراتها تنطلق من لبنان، وبالتالي فإن التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة يمكن أن ينسحب على جبهة لبنان التي سيكون لها ترتيبات خاصة لا تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 8 تشرين الأول 2023، ولذا تتركز الضغوط الأميركية في المرحلة الحالية لمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان تتوسع الى المنطقة، وإن كانت واشنطن تقف إلى جانب تل أبيب وتحذرها أيضاً من أنها لا تستطيع أن تخوض حرباً لوحدها ومن دون تغطية أميركية.
 
كل ذلك لا يعني أن الإدارة الأميركية قادرة على لجم اندفاعة نتنياهو نحو توسيع الحرب، إذ أن الوقائع تؤكد أن جبهة جنوب لبنان قد دخلت مرحلة جديدة، سيكون السباق بين التوصل الى حل ديبلوماسي وبين التصعيد يسير على حبل رفيع في ظل الأخطار القائمة وما كرسته المواجهات من مسارات مفتوحة على احتمالات عدة في ظل فشل المفاوضات حول الهدنة في غزة والرفض الإسرائيلي لأي صفقة إلا وفق شروط نتنياهو. وفي الوقت الذي ترفع إسرائيل من تهديداتها بشن حرب على لبنان، يتسلح محور المقاومة برهاناته التي تعتبر أنها غير قادرة على الحرب رغم نقل قواتها إلى الجبهة الشمالية ووضع خطط للاجتياح، ليأتي الصاروخ اليمني العابر للقبة الحديدية وينعش أمال وحدة الساحات في المواجهة، فيقدم المزيد من الذرائع للاحتلال في توسيع الحرب.
 
يبقى الخطر داهماً على لبنان من توسّع الحرب الإسرائيلية، وهي بالفعل دخلت مرحلة جديدة لا يمكن التكهن بنتائجها رغم المساعي الأميركية. ومنذ شهر تقريباً بات الجنوب ومعه مناطق في البقاع عرضة للقصف التدميري. وبصرف النظر عن السيناريوات التي يجري الحديث عنها لمسار الحرب البرية لتحقيق أهداف معينة، فإن استمرار "حزب الله" في رفع راية المساندة وتشريع مشاركة فصائل فلسطينية في ساحة الجنوب، يقدم الذرائع التي تتحجج بها إسرائيل للحرب، وهي في الأساس لا يبدو أنها تقبل بالعودة إلى ما قبل طوفان الأقصى، فيما "حزب الله" لا يقدم المصلحة اللبنانية في مواجهته أمام الحسابات والاعتبارات الإقليمية، وها مكمن الخطر على البلاد؟

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا