نتنياهو أخطر من شارون
ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيلُ إلى رمي مناشيرِ التهديد والتحذير فوق لبنان.
لا يخفي وزيرُ الدفاع الإسرائيلي وبعضُ جنرالاته رغبتَهم في تكرار مشاهدِ غزةَ على أرض لبنان. يرون في الحرب مع ««حزب الله» بديلاً للحرب مع إيران نفسِها. يعتبرونها حرباً مع إيران لكن على أرض لبنان. تدخل في هذا السياق أحلامُ استعادةِ الردع وفرض وقف طويل للنار وتدفيع لبنانَ ثمناً باهظاً لخيار «حرب المشاغلة» التي اختار «حزبُ الله» في الحساباتِ السابقة كان المراقبُ يستبعد أن تخوضَ إسرائيلُ حرباً واسعة ضد لبنان. ««حزب الله» ليس مطوَّقاً على غرارِ ما هي عليه «حماس» في غزة. ترسانتُه متطورةُ وطرقُ إمدادِه مفتوحةٌ عبر سوريا، ومنها إلى إيران عبر العراق.
في قراءة الخطرِ المحدق بلبنان لا بدَّ من الالتفات إلى تغيير طرأ في إسرائيل. في الشهورِ الماضية نجح رئيسُ الوزراء الأخطر بنيامين نتنياهو في تحويل الحرب في قطاع غزةَ إلى حرب وجود وليس مجرد حربِ تأديب أو انتقام. أغلب الظَّن أنَّ يحيى السنوارنفسَه لم يتوقّع ذلك. كانَ الرأي السائدُ أنَّ إسرائيلَ لا تستطيع احتمال مقتلِ مئات من الجنود وخوض حربٍ طويلة ترهق سكانَها وتستنزف اقتصادَها.
نجح نتنياهو أيضاً في إطالة الحرب إلى موعد دخول أميركا في الغيبوبة الانتخابية، خصوصاً بعدما تأكَّد من أساطيلها أنَّها لا تملك غيرَ خيار الانخراط معه في حالِ اندلاع حرب إقليمية واسعة.
في الشهور الماضية أظهر نتنياهو قدرةً على التَّمردِ على النصائحِ والتحذيرات الأميركية. كأنَّه يحاول جعلَ الحرب الحالية حرباً حاسمة تعفي إسرائيل من حروب جديدة في العقود المقبلة. الاتهامات الغربية الأخيرة لإيرانَ بتزويدِ روسيا صواريخ ومسيّرات وإخفاء نواياها النووية قد تضاعف ميلَه إلى خوض حربٍ كبيرة على أرضِ لبنان. لن تكون حربُه سهلةً بالتأكيد. ولن يقتصرَ الدمارُ على الجانبِ اللبناني لكنَّ الحربَ الطويلة في غزة تكشف أنَّ تغييراً حدث في إسرائيل في موضوع القدرة على خوض حربٍ طويلة.
واضحٌ أنَّ لبنانَ ينزلق أكثرَ في دائرة الخطر. بلد منهك تعارض أكثريةُ أبنائِه الانخراطَ في حرب واسعة مفتوحة، لكنَّه لا يملك أوراقاً لإبعادِ شبح الحرب. وحده الجانبُ الأميركي يستطيع إبعادَ الخطر المقترب، لكنَّ لبنانَ ليس مستعداً لدفع ثمن الدور الأميركي. إسرائيل نتنياهو أخطرُ من إسرائيل شارون.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|