هل يفعلها نتنياهو قبيل سفره إلى نيويورك؟

تخوف سياسيون مطلعون على الموقف الأميركي من أقدام إسرائيل قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني المقبل على شن عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان تهدف إلى احتلال منطقة جنوب الليطاني لإبعاد المقاومة عن المستوطنات الشمالية لتمكين سكانها التي نزحوا منها منذ الثامن من تشرين الثاني الماضي من العودة إلى منازلهم.

وقال هؤلاء السياسيون أن إسرائيل تهدف أيضا من هذه العملية إلى إعادة الاعتبار لقوة الردع التي فقدتها بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي وحتى الآن محاولة تحقيق "النصر المطلق" على حركة "حماس" عبر إفقادها الإسناد الذي يوفره لها حزب الله في جنوب لبنان عبر استنزاف إسرائيل ومشاغلتها عسكريا لئلا تتفرد بها في القطاع.

ولم يستبعد هؤلاء السياسية احتمال أن يبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الحرب على الجبهة الجنوبية اللبنانية قبيل سفره المقرر إلى نيويورك في 24 من أيلول الجاري لإلقاء كلمة إسرائيل أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بحيث يخاطب دول العالم من خلالها داعيا إلى دعم ما يسميه "حرب إسرائيل على البرابرة" مؤكدا أنها "تدافع عن العالم الحر وعن الحضارة" في مواجهة "الإرهاب والتوحش" داعيا دول العالم للوقوف إلى جانبها في هذه الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية كما في جنوب لبنان.

وأشار هؤلاء السياسيون إلى أن خطاب نتنياهو في نيويورك سيكون نسخة منقحة عن خطابه الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن قبل أسابيع من الصيف الجاري، وتضمن سردية مأساوية عن حرب إسرائيل على قطاع غزة حاول من خلالها استعطاف الرأي العام الأميركي والسلطات الأميركية للحصول على الدعم المادي والعسكري اللازم في هذه الحرب، وقد حصل على هذا الدعم إثر عودته إلى إسرائيل، وبلغت قيمته عشرين مليار دولار.

وأكد السياسيون إياهم أن الإدارة الأميركية لا تمتلك القدرة الآن وهي منغمسة في الانتخابات الرئاسية على منع نتنياهو من شن هذه الحرب حيث إنه سيحاول من خلالها احتلال منطقة جنوب الليطاني كليا وجعل المنطقة الممتدة من شمال الليطاني وصولا إلى نهر الأولي شمال صيدا أشبه بمنطقة نزوح وتحت مرمى النار الإسرائيلية، ويدل إلى ذلك القصف الذي بدأه منذ مدة مستهدفا قرى وبلدات منطقتي صور والنبطية محاولا تهجير سكانها إلى هاتين المدينتين وإلى مدينة صيدا وضواحيها.