الصحافة

"نظريتان متناقضتان" عن إعصار "البيجر".. التفاصيل الكاملة للخرق الإسرائيلي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يشهد التاريخ الحديث ما شهده لبنان وسوريا أمس الثلاثاء في هجوم سيبراني إسرائيلي أوقع آلاف المصابين والضحايا. إنه “إعصار البيجر”، عبارة تختصر ما حصل لمنظومة الاتصال الخاصة بحزب الله. أدّت إلى إصابة ما يزيد عن ألفي شخص من كوادر الحزب على كافة الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى سوريا وما بينهما مقرّ السفارة الإيرانية في بيروت، حيث أصيب السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني وفقاً لما نقلته وكالة “مهر نيوز” الإيرانية.

الهجوم السيبراني الإسرائيلي عبر أجهزة “البيجر” لا يمكن تفسيره إلا عبر نظريتين متناقضتين:

– النظرية الأولى: يرجح خبير كبير في الاتصالات والتكنولوجيا لـ”أساس” أنّ تفجير أجهزة “البيجر” تمّ عبر “شيب” (شريحة) معينة تمكّن واضعها من التحكّم بها إن للتنصت أو لتفجير الجهاز. وبالتالي هناك “ستوك” تمّ استقدامه من قبل الحزب من مصدر معين على الأرجح إيران وتمّ وضع هذا “الشيب” عبر نقطة الاستيراد. وهنا يمكن أن يكون قد حدث الخرق الإسرائيلي. في هذا “الشيب” يمكن تقنياً وضع مواد متفجرة عبارة عن مليغرامات قليلة تحدث انفجاراً يؤدّي إلى تأذي حامل الجهاز.

ويضيف خبير الاتصالات: “هذه النظرية تتقدّم على باقي النظريات في حال كانت خارطة التفجير تشمل كل الجبهات جغرافياً من اليمن وصولاً إلى لبنان. فإن توسّع خارطة الاستهداف نحو اليمن تؤكّد نظرية “الشيب” ويسقط نظرية الموجة الإلكترونية”.

ويختم قائلاً: “رغم ترجيح نظرية “الشيب” لا يمكن الجزم بذلك إلا عبر انتهاء التحقيقات التقنية وتفحّص الأجهزة المنفجرة، ومدى الإصابات التي لحقت بالمستهدفين.

هذه النظرية تعززها ما نقلته القناة 12 العبرية عن مصادر أمنية اسرائيلية قولها إن “الأجهزة التي انفجرت في عناصر حزب الله كان الحزب قد استوردها قبل 3 أشهر”. فيما ذكرت القناة 14 العبرية أنّ “حزب الله قد استورد دفعة أجهزة الاتصال التي انفجرت عن طريق شركة إيرانية تدعى “تيليريم”. الاختراق الإسرائيلي تمّ داخل إيران وليس في لبنان، وقد تمّ برمجة الأجهزة لإصدار صوت قبل التسخين والانفجار لكي يقترب حامل الجهاز منه قدر الإمكان قبيب التفجير”.

– النظرية الثانية: حصلت التفجيرات عبر الموجة التي تعمل عليها تلك الأجهزة ويشرحها خبير الاتصالات المهندس عامر الطبش قائلاً لـ”أساس”: “أصدر الحزب تعمیماً بحظر استعمال الأجھزة الخليویة الذكية في وقت سابق، وجرى الحديث عن اعتماد الحزب على ما یعرف بـ”البيجر” وهو جهاز أحادي الاستقبال، بحيث يتم إرسال رسائل مشفره إلى حاملي تلك الأجهزة ضمن “كودات” متفق عليها لزوم التعبئة، أو توجيه الكوادر القيادية. مثال على ذلك إن أرسل إليك الرقم 111 افتراضاً يعني التجمّع في النقطه المحدّدة مسبقاً. لم يكن لدينا ما يؤكّد امتلاك الحزب لهكذا أجهزه. ما شاهدته من فیدیوھات وصور يؤكّد الأمر. البایجرات تحتوي على بطارية ليثيوم، العدو التقط الموجة المستعملة من قبل الحزب فأحدث نوعاً من الضغط على تلك الأجهزة الموجودة على الموجة المستهدفة فانفجرت البطاريات، وانفجار اللیثیوم مؤذ جداً وهو أمر لا يحصل في الھواتف الذكیة التي تحتوي على أنظمة حماية من الضغط على البطارية. ما حصل تقنياً أنّ العدو الإسرائيلي تقنياً دفع أجهزة “البيجر” الموجودة مع عناصر الحزب إلى الانتحار التقني”.

وأضاف الطبش: “التقاط الموجة يحصل بفعل الرصد التقني، أو عبر خرق بشري للتقنيين المشرفين على هذه الأجهزة وموجاتها. الرصد يمكن أن يحصل عبر عمليات مسح مستمرة”.

وتابع: “اخترقت الموجة وصار العدو الإسرائيلي متأكّد أنّ الحزب يستعملها فقاموا بالهجوم المتزامن. فأدت إلى ما أدّت إليه لكل من كان يحمل جهازاً على الموجة المرصودة في أي بقعة جغرافية”.

ويختم الطبش: “هناك ضربة كبيرة وجّهت لسلاح الاتصالات في الحزب. بداية توقف الهاتف الذكي والشبكة الأرضية والانترنت والكاميرات واليوم البيجر”.

من يقف خلف الاعصار؟

من جهتها الخارجية اللبنانية، وفي بيان لها أدانت الهجوم السيبراني الإسرائيلي ورأت أنّ التصعيد الإسرائيلي الخطير، والمتعمّد يترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسعة رقعة الحرب. وأشار بيان الخارجية اللبنانية إلى أنّ لبنان يُحضّر شكوى إلى مجلس الأمن فور اكتمال المعطيات الخاصة بالاعتداء.

أصابع الاتهام وجّهت مباشرة إلى إسرائيل. بخاصة بعد تغريده لمستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على منصة (إكس)، حيث أشار إلى وقوف إسرائيل خلف العملية ليسارع بعد دقائق إلى حذف التغريدة. لتعلن هيئة البث الإسرائيلية أنّ مجلس الأمن القومي الإسرائيلي طلب من الوزراء عدم الإدلاء بأي تصريحات حول ما يحدث في لبنان. فيما الحزب حمّل إسرائيل مسؤولية ما حصل معتبراً أنه اعتداء على المدنيين، متوعداً بالردّ المناسب. قائلاً في بيانه: “هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم، من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب والله على ما نقول شهيد”. ثم ألحق الحزب بيانه الأول ببيان ثانٍ جاء فيه: “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم فإننا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية كاملة”.

ماذا يعني هذا الهجوم عسكرياً وأمنياً واستراتيجياً؟

– أولاً، من الناحية العسكرية يمكن اعتباره وبحجمه الواسع النطاق والذي أصاب عدداً كبيراً من أفراد الحزب، ضربة كبيرة لمنظومة التحكم والسيطرة بعد انتقال الحزب إلى ما ظنه أنه منظومة اتصال آمنة، بخلاف أي وسيلة اتصال أخرى معرّضة للاختراق. فإذا كان المقصود بالهجوم توجيه ضربة قوية لنظام القيادة والسيطرة تمهيداً للهجوم الواسع النطاق الذي كثر الحديث عنه مؤخراً. لكن إن كان الهجوم غير قريب، فما جرى هو أشبه بمناورة عسكرية قد تكون بدلاً حتى الآن عن هجوم بري مباشر.

– ثانياً، من الناحية الأمنية، هو الهجوم السيبراني الأكثر تعقيداً وخطورة عندما جعل من جهاز اتصال آمن كما هو مفترض إلى أداة اغتيال لكل حامل لهذا الجهاز. وقد يكون حامله عنصراً عادياً أو قائداً عسكرياً أو رفيعاَ. وقد يكون القصد اغتيال شخصيات كبيرة في الحزب من دون تعمّد واضح باعتبار أنّ العملية استهدف مئات الأفراد من مختلف الرتب والمهام. وفي المحصلة، هذا الخرق يشكل مشكلة أمنية عويصة سينشغل في الأيام المقبلة في معالجة هذا الاختراق بأسرع وقت ممكن.

– ثالثاً، من الناحية الاستراتيجية، يمكن تقييم هذا الهجوم على أنه ضربة موازية لما فعلته حركة حماس في تشرين الأول الماضي. وبهذا، يمكن نتنياهو أن يزعم حصوله على صورة النصر التي يريدها واستعادة قوة الردع الإسرائيلية والتي تهاوت في خريف العام الماضي.

زياد عيتاني - اساس ميديا

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا