الصحافة

حزب الله يدخل مرحلة "الحساب المفتوح".. ونار الشمال تُسقط عودة المستوطنين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع مطلع أيلول، وفي الأسبوع الأخير منه، وفي أول يوم شتاء مبكر، بدا التحدّي على أشده بين اسرائيل وحزب الله، الذي استعاد المبادرة، وتجاوز محنات تفجيرات البايجرز واللاسلكي واغتيال قائد وحدة الرضوان ابراهيم عقيل ومعاونه و15 قيادياً في وحدة النخبة داخل حزب الله.

وفي وقت، ذهب رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى التباهي بما فعله الجيش الاسرائيلي باستخباراته وقواته الجوية من خلال ما اسماه برسائل الى حزب الله، رفض الحزب استلام الرسائل، وقال على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم في كلمة تأبينية، في تشييع القيادي الكبير ابراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) والقيادي محمود حمد الذي كان في عداد القيادة المجتمعة، ان «ما جرى باستهداف حيفا دفعة على الحساب» مع استخدام صواريخ استراتيجية، بعيدة المدى من نوع «فادي1» و«فادي 2» التي استخدمت في حرب الـ2006، وتستخدم لاول مرة في الحرب الدائرة اليوم بين اسرائيل وحزب الله.

قال قاسم: مستمرون بالاسناد والتهديدات لن توقفنا، ولا نخشى الأخطر، ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية.

اضاف: سكان المستوطنات لن يعودوا بل سيزداد النزوح ويتوسع الاسناد.

وأول طلائع الرد على تفجيرات البايجرز واللاسلكي الثلثاء والاربعاء؟ الماضيين اشعال النار في شركة «رافائيل للصناعات التكنولوجية الحربية في اسرائيل»، ورامات ديفيد، القاعدة الجوية، ضمن 3 قواعد كبرى للاحتلال، وهي محصنة وتقع في عمق حيفا.

وفي رسالة تبجح جديدة، اعلن بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة اسرائيل) «وجّهنا في الايام الأخيرة سلسلة من الضربات لحزب الله لم يكن يتوقعها، وإذا لم يكن قد فهم الرسالة، فإنه سيفهمها بعد هذه الضربات».

وكشفت صحيفة «حدشوت يسرائيل» ان سلاح الجو الاسرائيلي سيوسع هجماته في لبنان.

واعلن المنسق الاميركي جون كيري ان الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لمحاولة منع تمدُّد الحرب بين اسرائيل وحزب الله الى حرب واسعة.

وتتحرك في نيويورك الدبلوماسية اللبنانية ممثلة بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب، بعد قرار الرئيس نجيب ميقاتي صرف النظر عن السفر بسبب التطورات الجارية في لبنان، والتي تقتضي بقاءه لمتابعة الوضع.

وحذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من مخاطر تحويل لبنان الى غزة اخرى.

 لم يتأخّركثيراً ردّ حزب الله «الاوّلي» على مجازر الكيان الاسرائيلي الاخيرة في الضاحية الجنوبية  لبيروت ومناطق جنوبية وبقاعية وشمالية، التي ادت الى ارتقاء اكثرمن 70 شهيداً وآلاف الجرحى بتفجيرات اجهزة الاتصال «بايجر» واللاسلكي، وبالغارة على حي القائم في حارة حريك التي استهدفت قادة ميدانيين للمقاومة وعائلات كاملة من المدنيين، فقصفت المقاومة بعد منتصف ليل السبت- الاحد وبصواريخ ثقيلة (فادي1 و2) تستخدم للمرة الاولى قاعدة «رامات ديفيد» العسكرية ومُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة «رفائيل» المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة «زوفولون» شمال ‏مدينة حيفا المحتلة، وهي اهداف سبق ونشرت المقاومة تقارير مصورة عنها في ما عاد به «الهدهد»الاستطلاعي.

  وإعترفت وسائل اعلام عبرية ظهراً بسقوط 13 جريحاً أحدهم إصابته خطرة واندلاع حرائق وأضرار كبيرة في المباني والسيارات، نتيجة إطلاق صليات الصواريخ من قبل حزب الله. وحيث تم إطلاق اكثرمن 150صاروخاً. وكشفت القناة 12 الإسرائيلية: «أن أكثر من مليون إسرائيلي باتوا في نطاق نيران حزب الله». وأن نصف مليون مستوطن في تل ابيب باتوا ليلتهم في الملاجيء.

  وحسب مصادر مقربة جداً من المقاومة فإنّ هذا «الردّ الاوّلي الثقيل» يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان بنية المقاومة العسكرية ما زالت متينة برغم الضربات الموجعة التي تلقتها الاسبوع الماضي وخسارتها لعدد من كبار القادة الميدانيين، وانها فعلاً ما زالت تحتفظ بمفجآت كبيرة للعدو الاسرائيلي، برغم شدة التصعيد الذي قام به العدو خلال الاسبوعين الماضيين بمئات الغارات على مناطق الجنوب والبقاع عدا المجازر الاخيرة منذ الثلاثاء الماضي.

  وتشير مصادر ميدانية في المقاومة الى «ان الصواريخ الثقيلة التي استخدمتها امس، تؤكد فشل أهداف الحملات الجوية العنيفة التي ينفذها العدو عبر طائراته الحربية على الأودية في جنوب لبنان والبقاع، وتكشف زيف ادعاءاته بتدمير مئات منصات الاطلاق حيث تم اطلاق الصواريخ الثقيلة من الجنوب، وتؤكد قدرة المقاومة على تكبيد العدو خسائر موجعة بالقدر الذي تتطلبه طبيعة المواجهة». 

  وافادت مصادر مقربة جداً من المقاومة لـ «اللواء» ان آليات التنظيم والعمل في هيكلية المقاومة مرنة ودقيقة، بحيث انها تستطيع ان تجدد نفسها بسرعة وتلبّي اي متغيرات او خسائر بشرية بسرعة نظراً للإعداد الدائم للكوادر وتطوير قدراتها واعادة تنظيم الوحدات، لذلك من المنتظر أن يأخذ حزب الله قليلاً من الوقت لملء الشغور في المراكز القيادية العليا وما دونها من مساعدين وكوادر، بحيث تعود بنية المقاومة الى سابق عهدها بعد الخسائر التي منيت بها جراء تفجيرات اجهزة الاتصالات والاغتيالات، بخاصة ان لديها عشرات آلاف المقاتلين المدربين والمُجهّزين. 

   وفي المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية امس، «أن اغتيال القائد العسكري للمقاومة ابراهيم عقيل ومعاونيه كان بمثابة رسالة واضحة للحزب أن حرب الاستنزاف انتهت وقواعد اللعبة تغيّرت». لكن مصادرمتابعة اكدت لـ «اللواء»: ان قصف اهداف حيوية للعدو في حيفا ومناطق اخرى في عمق الكيان الاسرائيلي يؤكد ايضاً ان قواعد المواجهة لدى المقاومة تغيرت ايضاً، وانها نفذت كلامها بأن حيفا ستكون هدفاً مقابل الضاحية الجنوبية، واذا تمادى العدو اكثر بالإعتداء على بيروت ستكون تل ابيب مقابل بيروت. ولدى المقاومة القدرة على تنفيذ ما تقوله حسبما ظهر امس  من قصف حيفا.

وقالت قناة «كان» الاسرائيلية ان حيفا ومحيطها قد تصبح كصفد وروش بنا، بحيث يستخدمها حزب الله بشكل دائم، بعد وصول صواريخ «فادي1» و«فادي 2» إليها.

 وفي واشنطن ذكرت وزارة الدفاع الاميركية ان الوزير لويد أوستن أعرب لنظيره الإسرائيلي «عن قلقه بشأن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في المنطقة».

واعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يوم السبت: انه بحث مع القادة الإسرائيليين كيفية إيجاد طريقة للمضي قدماً للتهدئة مع حزب الله وعودة سكان الشمال إلى منازلهم. وقال: خطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله مرتفع.واعتبر سوليفان: أن الطريقة التي قدّم بها نصرالله خطابه هذا الأسبوع فتحت جبهة الشمال.و أن حزب الله هو من بدأ هذا التصعيد بعد هجوم حماس في تشرين الأول الماضي.

ورأى سوليفان أن (الشهيد) «إبراهيم عقيل يحمل دماء أميركيين قتلوا، وقد رصدنا مكافأة مقابل القبض عليه...ومن الجيد أن يتم تقديم الأشخاص للعدالة» .

وذكرت صحيفة «بوليتيكو» الاميركية ان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخشى اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله بعد الهجمات التي نفذتها تل أبيب خلال الأسبوع الماضي ومقتل قادة كبار في الحزب.

اضافت: أنّ مسؤولَيْن أميركيَّين لم يفصحا عن هويتهما يعتقدان أنّ الهجمات الإسرائيلية يمكن أن تكون بمثابة بداية لحملة عسكرية أكبر في جنوب لبنان.

 وقال مسؤولان أميركيان كبيران مطلعان على المناقشات للصحيفة: يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يشتد القتال بين إسرائيل و«حزب الله» بشكل كبير في الأيّام المقبلة، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الطرفين.. ويشير أحدث تحليل من داخل إدارة بايدن إلى أنّه سيكون من الصعب على الجانبين وقف التصعيد.

 وقال مسؤول أميركي للصحيفة: إنّ الهجمات في لبنان، وتحديدًا في (ضاحية) العاصمة بيروت ستستمرّ، وتعتقد الولايات المتحدة أنّ حزب الله سوف ينتقم من إسرائيل، ربما عبر هجمات بطائرات مسيَّرة. بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لمسؤول أميركي آخر، فإن القتال سيشمل أيضًا عمليات اغتيال لقادة حزب الله، وشن هجمات على مستودعات الأسلحة، وكذلك على البنية التحتية لاتصالات الحزب.

اضاف المسؤولان: إنّ الاشتباكات الدورية في شمال إسرائيل من غير المرجح أن تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع لبنان، لكن الهجمات على الأراضي الإسرائيلية أو اللبنانية تثير القلق ولن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر.

 ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي قوله:«إن مسؤولين بالبيت الأبيض يعتقدون أن استراتيجية إسرائيل الأوسع في لبنان غير واضحة».

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا