تعب وإرهاق في "كابوس الأمس"... جهاز فاعل يفتقد لمقومات الصمود!

لم يعبأ عناصر الدفاع المدني بالمسيرات التي تحلق فوق الرؤوس لمنعهم من انقاذ الأرواح التي استهدفها غارات العدو على امتداد القرى الجنوبية، حيث لم تحيّد الطائرات الإسرائيلية فرق الإنقاذ وقامت باستهدافهم في أكثر من موقع حتى أن البعض منهم استشهد أثناء القيام بمهامه.

عن الواقع الأليم الذي تعانيه فرق الدفاع المدني في الجنوب، ينقل رئيس مركز صور عبد الله الموسوي المشهد المرعب، وما باتت تعانيه المراكز في مناطق الجنوب يفوق الوصف حيث باتت مادة البنزين شحيحة جداً مع إقفال كافة المحطات أبوابها في تلك المناطق وتضرر آليات لم يتمكنوا من إصلاحها.

ويتحدث الموسوي لـ "ليبانون ديبايت"، عن "حجم الغارات الكبير الذي يؤدي إلى هدم مبانٍ بأكملها مما يستوجب التدخل السريع لإنقاذ أرواح من بداخلها، كاشفاً عن غدر العدو للفرق أثناء القيام بهذه المهام حيث يقوم باستهداف السيارات لمنعها من تقديم المساعدة فتذهب العناصر للإنقاذ لتحتاج هي إلى من ينقذها".

وإذ يعدد البلدات في الدائرة التابعة له وحجم الغارات التي استهدفتها في أقل من 24 ساعة، يعتب على الدولة اللبنانية التي تركت الناس حبيسة الطرقات لساعات فاقت الـ24 ساعة مما تسبب باستشهاد بعضهم كما حصل في استهداف صيدلية في العاقبية حيت مات الناس داخل سياراتهم على الطريق بالقرب من المكان المستهدف وقد انتشل الدفاع المدني من هناك 10 جثث وعشرات الجرحى.

ويكشف عن حادثة غريبة حيث باغت المخاض سيدة حامل وهي حبيسة الطرقات فتدخل الدفاع المدني للمساعدة في توليدها.

واذ يؤكد انه لم تمر عليه حروب مشابهة للذي حصل أمس والذي يصفه بالكابوس يعلن بكل صراحة أن الصمود المطلوب بحاجة الى مقومات وهذه المقومات اليوم غير موجودة مقارنة مع المهمات الكبيرة المطلوبة من الدفاع المدني.

لكنه يناشد الدولة والجيش للعمل على فتح الطرقات بفتح الخط المتوجه من بيروت إلى الجنوب ليصبح نزولا أي من الجنوب الى بيروت لأن الوضع مأساوي بكل ما للكلمة من معنى وهناك مرضى يفقدون حياتهم على الطرقات.

ويتمنى أن تمد الدولة مراكز الدفاع المدني بمقومات الصمود لاستكمال مهامهم لا سيما أن العناصر اليوم تشعر بكثير من التعب الجسدي والمعنوي جاء العمل المتواصل بدون نوم وجراء الوحشية التي تتجلى في همجية الغارات على المنازل وسقوط الكثير من الاطفال والنساء.