محليات

هذه أهداف "الإجتياح الجوي الإسرائيلي"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هي حرب استنزاف متبادلة ولم ترقَ بعد إلى مستوى "حرب شاملة"، تلك التي تدور بين إسرائيل و"حزب الله" منذ الثامن من تشرين الأول الماضي غداة عملية "طوفان الأقصى"، إذ فتح الحزب النار على إسرائيل إسناداً لحركة "حماس" في قطاع غزة حيث شنّت إسرائيل ضدها حملة عسكرية مدعومة أميركياً وغربياً على نطاق واسع من أجل القضاء عليها نهائياً، إنتقاماً لاقتحامها بغتةً، مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة وقتل أكثر من 1200 إسرائيلي عسكري ومدني وأسر أكثر من 200 آخرين.

ويقول مصدر معني لـ"ليبانون ديبايت" إن هذه الحرب التي كانت منذ بدايتها تعنف حيناً وتخفّ أحيانا في ضوء ما كان يتخللها من اغتيالات إسرائيلية لقادة عسكريين كبار ميدانيين ومركزيين في الحزب، بلغت ذروتها قبل شهرين باغتيال القائد العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم بمجزرة تفجير أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" ومن ثم اغتيال خليفة شكر القائد العسكري إبراهيم عقيل مع 17 مسؤولا ميدانياً في قوة "الرضوان" وبقية الفصائل العسكرية للمقاومة الأسبوع الماضي، ما دفع الحزب إلى ردٍ صاروخي عنيف طاول قواعد عسكرية إسرائيلية كبيرة منها قاعدة رامات دافيد الجوية ـ العسكرية والمصانع العسكرية لشركة "رافاييل" في محيط حيفا التي طاول الهجوم ما قبلها وما بعدها وما حولها.


وفي ضوء هذه العملية، تصاعدت الحرب الإستنزافية هذه لتأخذ طابعاً أوسع تجاوز "قواعد الإشتباك" التي كانت تحكمها منذ 8 تشرين الأول وحتى مطلع الأسبوع الماضي، إلى درجة أن ردّ "حزب الله" على اغتيال شكر قبل أسابيع بقصف مراكز الإستخبارات العسكرية ومركز الوحدة 8200 وغيره في "غليلوت" المتاخمة لتل أبيب، ظلّ مراعياً تلك القواعد لعدم إعطاء ذريعة لإسرائيل للذهاب إلى الحرب الشاملة التي يريدها نتنياهو بشدة لإحداث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران التي يعتبرها "رأس محور الشر" ومصدر الخطر الوجودي على إسرائيل.

لكن ردّ الحزب الأخير على مجزرتي "البيجر" والـ" ووكي توكي" واغتيال عقيل الذي اعتبره الحزب "رداً أوليا"، كان موجعاً على ما يبدو بدليل أنه استجلب رداً إسرائيلياً واسعاً وعنيفاً وسّع دائرة حرب الإستنزاف بين الجانبين والمحكومة بقواعد اشتباك "مترجرجة" جعلها تلامس مرتبة الحرب الشاملة، حيث أن القصف الجوي الإسرائيلي التدميري لمنطقة جنوب الليطاني والذي توسع شمالاً ليطاول منطقة البقاع، أوقع أكثر من 500 قتيل وآلاف الجرحى من المدنيين.

وعن دوافع التصعيد الإسرائيلي، يجيب المصدر المعني أن نتنياهو الذي أسقط من يده أمر الموافقة الأميركية على الحرب الشاملة التي يريد، لجأ إلى "خطة B" على ما يبدو، تقوم على تصعيد حرب الإستنزاف لفرض تنفيذ القرار الدولي 1701 في الجنوب بالقوة، بدلالة القصف العنيف الذي يمارسه، يعينه على ذلك العنوان الإنساني لهذه الحرب وهو "إعادة النازحين الإسرائيليين إلى المستوطنات الشمالية" التي كانت خلت من سكانها منذ "طوفان الأقصى" وشنّ "حزب الله" حرب الإسناد في اليوم التالي.

ويضيف المصدر أن إسرائيل تدرك أن الحرب التي تخوضها ضد الحزب لا يمكن أن تعيد النازحين بل على العكس ستتسبب بموجة نزوح جديدة من مستوطنات جديدة في عمق الشمال الإسرائيلي نحو الوسط، ولكن نتنياهو يستغل الموقف الغربي المتعاطف معه في هذا المجال ليشنّ حرباً تدميرية على الحزب لثلاثة أهداف:

ـ الأول، تدمير البنية التحتية للمقاومة عبر قصف مواقعها الصاروخية والعسكرية المنتشرة بين الجنوب وبقية المناطق وتدميرها كلياً.

ـ الثاني، الضغط على الحزب لسحب "قوة الرضوان" من منطقة جنوب الليطاني تحت عنوان تنفيذ القرار 1701 ونشر الجيش البناني وقوة اليونيفيل في تلك المنطقة كما ينص القرار، ما يبعد شمال إسرائيل عن الخطر ويقيم ترتيبات أمنية يصعب اختراقها. ولأجل ذلك لجأت إسرائيل إلى اجتياح جوي للبنان لتحقيق هذا الهدف الذي لا يمكن تحقيقه عبر اجتياح بري محفوف بكثير من المخاطر.

ـ الثالث، تأليب البيئة الحاضنة للحزب ضده بالدرجة الأولى، وتأليب البيئة اللبنانية العامة تحت عنوان تحميله "المسؤولية عن الدمار الذي تلحقه الآلة الحربية الإسرائيلية بممتلكات اللبنانيين والبنى التحتية اللبنانية.

ولذلك، يقول المصدر، إن الإسرائيلي يدرك مخاطر أي مواجهة برية بينه وبين المقاومة إن حاول اجتياح منطقة جنوب الليطاني إذ يمكن ان يتكبد خسائر كبيرة على مستوى الجيش في الأفراد والمعدات، حيث أن القصف الجوي لا يؤدي غالباً إلى نصرٍ في الميدان، بل على العكس لا يفيد في غالب الأحيان.

ويعتقد المصدر أن "حزب الله ينتظر بفارغ الصبر أي اجتياح اسرائيلي للبنان سواء من الجنوب أو من أي خاصرة أخرى حتى يلحق به هزيمةً تساهم أكثر فأكثر في مسار الإنهيار الذي يسير فيه الكيان الإسرائيلي في ظل تآكل قوة الردع التي كان يمتلكها بدءاً من العام 2006، إلى حروب غزة المتلاحقة وآخرها الحرب الحالية."

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا