الرئيس الإيراني يضع لبنان والمنطقة في علبة أكبر ويصف روسيا بدولة "عدوان"!!!
هي قنابل حقيقية تفجّرها إيران في الآونة الأخيرة، على هامش الحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل، على امتداد الشرق الأوسط.
متعدّدة الأطراف
فالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لم يَقُل فقط إن "حزب الله" لا يستطيع وحده أن يقف في وجه دولة مسلّحة تسليحاً جيّداً جداً، ولديها القدرة على الوصول إلى أنظمة أسلحة تتفوق بكثير على أي شيء آخر (إسرائيل)، بل قال أيضاً إنه إذا كانت هناك حاجة الآن، فيجب على الدول الإسلامية عقد اجتماع من أجل صياغة ردّ فعل على ما يحدث. واعتبر أيضاً أنه قبل حدوث أي شيء أكثر خطورة، يجب على المنظمات الدولية أن تجتمع، كما يجب على الدول الإقليمية والدول الإسلامية أن تجلس معاً.
فما هو سرّ الرغبة الإيرانية بجعل حلول ما يجري على مستوى المنطقة حالياً، متعدّدة الأطراف (المنظمات الدولية والدول الإقليمية والإسلامية) وإخراجها من المظلّة الإيرانية حصراً، وذلك رغم الجانب الإيديولوجي (لا العسكري فقط) الإيراني الذي يتحكّم بحروب الشرق الأوسط؟
ماذا يجري؟
هذا في مكان، وما قاله بزشكيان عن الحرب الروسية على أوكرانيا رغم التحالف الروسي - الإيراني الاستراتيجي الكبير، يقع في مكان آخر.
فبعدما نفى الرئيس الإيراني تسليم صواريخ لروسيا، ندّد بـ "عدوانها" على أوكرانيا للمرّة الأولى، قائلاً:"لم نوافق مُطلقاً على العدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية"، مؤكداً أن "إيران تعتقد أنه يمكن حلّ النزاع في أوكرانيا عبر الحوار وليس من خلال القتلى"، ومشدّداً على "وجوب احترام حدود كل دولة".
فماذا عن إعادة القراءة الإيرانية الكبيرة للأحداث الإقليمية والعالمية مع الرئيس الإيراني الجديد؟ وماذا يجري بالفعل؟
لا تغيير إيرانياً...
شدّد مصدر ديبلوماسي على أنه "على عكس كل الاستنتاجات التي تُفيد بأن الإيرانيين يغسلون أيديهم ممّا يجري في الشرق الأوسط، فالواقع هو أن لا تغيير حاصلاً في إيران أبداً، وبخلاف ما يظهر في بعض المواقف".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أكثر ما يهمّ إيران هو الحفاظ على النظام الحالي، وإبعاد أراضيها عن أي انخراط مباشر في المواجهات والحروب. وهذه سياسة إيرانية تعزّزت منذ أكثر من 30 عاماً، وبعدما لمست طهران أن هناك جمهوراً مستعدّاً لأن يحارب بالنيابة عنها، وهو موجود ضمن البلدان العربية. وأمام هذا الواقع، وجدت أنها لا تحتاج للقتال المباشر، ولا لتكبّد هزائم مباشرة، وذلك مقابل توفير التسليح والتدريب والتمويل والعقيدة لتلك الجماهير المستعدّة للقتال من أجل طهران".
تبدّل تكتيكي
وأكد المصدر أن "لا تغيير في إيران الآن، بل مجرّد تبدّل تكتيكي بسيط يظهر في بعض التصريحات السياسية لا أكثر، خصوصاً بعدما لمس النّظام الإيراني أن القضايا الإقليمية والعالمية التي انخرط بها، سواء في الشرق الأوسط أو في أوكرانيا أو بساحات أخرى، باتت كبيرة وخطيرة جدّاً، وهو يحاول أن يكسب عن طريق إظهار رغبته بالمفاوضات، و(إظهار) ليونة في أكثر من ملف جوهري بالنّسبة إليه".
وختم:"إيران ثابتة في ما هي عليه، ولا شيء يعنيها سوى عدم الدخول في حرب مدمرة، وذلك بموازاة ترك العناصر والجماهير "المُمانِعَة" في المنطقة تحارب بالنيابة عنها. فإذا تكبّدت تلك العناصر والجماهير خسائر، لا تكون إيران هي التي خسرت، بل تبقى دولة تحافظ على مصالحها الكبرى مع سائر دول العالم".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|