لهذه الاسباب تتخوف روسيا من حرب عالمية ثالثة وتعمل لتجنبها!

خاص - "اخبار اليوم"

منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الاول العام 2023، رفضت روسيا الصراع في الشرق الاوسط، ودعت الى تجنب توسعه. موقفها الواضح هذا ينطبق على التصعيد بين حزب الله واسرائيل حيث وصل إلى مستوى خطير جدا، وقد أصبح الشرق الأوسط مرّة أخرى على شفير حرب إقليميّة كبرى"، هذا ما يكرره وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الذي يؤكد ان بلاده تعمل مع جميع الجهات للحيلولة دون ذلك.

وفي هذا السياق، اكد النائب السابق أمل ابو زيد وجود تخوف لدى روسيا من ان يؤدي التصعيد الحاصل بين لبنان واسرائيل الى حرب شاملة في المنطقة، وهو الامر الذي ترفضه موسكو بشكل كامل، وتعتبر ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى الى جرّ الاميركيين لحرب واسعة.

وابو زيد الموجود حاليا في موسكو، شرح، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان روسيا لا تفصل منطقة الشرق الاوسط عن الازمة العالمية والتصعيد الحاصل بينها وبين اوروبا. واضاف: لذا هناك تصوران يتم الانطلاق منهما:

اولا: الرأي الديبلوماسي يؤكد ضرورة العمل للتوصل الى حلول سياسية ديبلوماسية بدءا من وقف اطلاق النار على لبنان، وذلك من خلال اتفاق مع الدولة اللبنانية برعاية الامم المتحدة والدول الخمسة الكبرى، شرط الا يكون حبرا على ورق، وفي هذا السياق تنظر روسيا الى حزب الله على انه من "ابناء البلد" وليس مستوردا من الخارج، كما انها تشدد على ان القرار 1701 يجب ان ينفذ من قبل طرفي النزاع وضرورة الالتزام بكافة التفاصيل ومن ابرزها وقف الخروقات الجوية الاسرائيلية.

ثانيا: على المستوى العسكري، تعتبر روسيا انه في حال توسعت الحرب على مستوى الشرق الاوسط، فلا بد لها الا ان تتدخل ولا يمكن ان تبقى مكتوفة الايدي، ومعلوم ان لدى روسيا مصالحها في المنطقة، وفي وضع كهذا ايران ستكون مستعدة للمشاركة، وقد لا تكون الصين بعيدة عن هذا المنحى، وبالتالي مشهد كهذا يعني حرب عالمية ثالثة. لا يمكن للدول الكبرى وفي مقدمها روسيا ان تبقى متفرجة وتخسر نفوذها او مصالحها في الشرق الاوسط ككل وتحديدا في سوريا.

وما هو موقف روسيا من النداء المشترك الغربي العربي الموقع من قبل الولايات المتحدة الأميركية – أستراليا – كندا – الاتحاد الأوروبي – فرنسا – ألمانيا – إيطاليا – اليابان – السعودية – الإمارات – قطر، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والذي يدعو الى وقف اطلاق نار موقت لمدة 21 يوما؟ ذكر ابو زيد ان موسكو هي رئيسة هذه الدورة لمجلس الامن الدولي، وبالتالي دورها اساسي وفاعل في المحادثات الجارية، وهي تشدد على ضرورة الوصول الى وقف "اطلاق النار" بعد "جنون نتنياهو".

وفي هذا السياق، اكد ابو زيد ان اجتماعات كثيفة تحصل في نيويورك، بين كافة الاطراف المعنية بالصراع، كما ان الوفد اللبناني يقوم بسلسلة من اللقاءات في محاولة لوقف الحرب، حيث العنصر الروسي مساعد بشكل كامل في هذا الموضوع.