هذا عدوّ "الحزب" أيضاً… لا إسرائيل فقط!

يواجه حزب الله عدوّاً لجميع اللبنانيّين، بغضّ النظر عن رأي قسمٍ كبيرٍ منهم بهذه الحرب. ولكنّه يواجه أيضاً عدوّاً آخر قد يخلّف ضرراً مماثلاً لما يخلّفه العدوّ الإسرائيلي.

هذا العدوّ هو، بصراحة، بعض جمهور حزب الله. هذا الجمهور الذي يملأ "السوشال ميديا" بفيديوهات يقولون فيها "متل ما بدا إجرو للسيّد بدّو يصير بالبلد".
هذا الجمهور الذي يهدّد بما سيفعله بـ "الخنازير الذين يقفون ضدّنا بعد انتهاء هذه الحرب".
هذا الجمهور الذي يقتحم بعضه حرمات البيوت والفنادق للسكن فيها بالقوّة.
هذا الجمهور الذي يختار، في عزّ المواجهة مع إسرائيل، أن يخوّن ابن بلده لمجرّد رفضه لهذه الحرب.
هذا الجمهور الذي يهدّد وسائل إعلام وإعلاميّين وناشطين بالقتل بسبب الاختلاف معهم بالرأي.
هذا الجمهور الذي نظّم مساء أمس مسيرةً على الدراجات الناريّة وأطلق هتافاتٍ استفزازيّة في عددٍ من شوارع بيروت.
هذا الجمهور الذي لا يحترم بعضه الأماكن التي استقبلته، من كنائس ومدارس، ما أدّى الى إشكالاتٍ في بعض المناطق…

تطول اللائحة بعد، مع إصرارنا على عدم تعميم هذه الأمثلة على كامل جمهور حزب الله، وخصوصاً ليس على جميع النازحين، ولكنّنا ندرك بأنّ من يقوم بهذه الممارسات من جمهور حزب الله هو أسوأ عدوّ للحزب، إذ يدفع قسماً كبيراً من اللبنانيّين الى عدم التعاطف معه. هذا إن افترضنا أنّ "الحزب" براء ممّا يفعله بعض جمهوره.