محليات

النازحون انسلخوا عن ارضهم: "سنرجع يوما!"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مكتوب على الجنوبيين مرة ثانية أن ينسلخوا عن أرضهم ومنازلهم جراء عدوان إسرائيلي غاشم يفتك بمناطقهم من دون أي رادع. هؤلاء الجنوبيون والبقاعيون نزحوا تحت وطأة اعتداءات وحشية متفلتة من أي احترام للقوانين الدولية، وفي العادة عندما يخرج الجنوبي من أرضه فذاك يعني انه التفت إلى ورائه آلاف المرات، كالنبتة التي تقتلع من جذورها في غمرة نموها.
"سنرجع يوما "... هو لسان حال الكثيرين الذين نزحوا في لحظة سوداوية. فقد تفرق الاحبة من دون فرصة للوداع، ولعل اللقاء قريب. توزع النازحون على مراكز الإيواء في المدارس الرسمية ومن تمكن من استئجار شقة لم يتردد.

في منطقة الشويفات، فتحت المدارس الرسمية أبوابها للنازحين الذين تجاوز عددهم الألف، وهو رقم مرشح للارتفاع، ودخلت البلدية  على خط دعمهم الفوري، وتحول مكتب رئيسها  نضال الجردي إلى خلية نحل لمواكبة عملية الأيواء، فكان تنسيق مع القوى المعنية في المدينة من أحزاب ومتطوعين لتأمين المستلزمات الأساسية. وانطلقت حملات دعم برعاية البلدية، كما كانت هناك مبادرات فردية .

وتقول إحدى النازحات لوكالة "أخبار اليوم" أن الشوق لأبناء أخيها المتواجدين في الجنوب كبير جدا، وان القيمين على المدرسة احتضنوها، ويوميا يزورها شباب وشابات  للأطمئنان إلى أحوالها والوقوف عند حاجاتها، شاكرة جهودهم.

وهذا هو حال نازحين ونازحات مع عائلاتهم، تصل إليهم الأطعمة وحاجات كثيرة، اما اذا كانت هناك من نواقص فيعمل على تأمينها وهي تتصل بالفرش والمخدات والشراشف والأدوية المزمنة وحليب للأطفال والحفاضات.

وتروي جارتها كيف اضطرت إلى المغادرة سريعا من دون اصطحاب معها أي شيء سوى حقيبة من الأدوية، وهنا تذرف الدموع على منزلها الذي ربما تهدم الآن.  وفي الغرفة المجاورة، إمرأه تبكي استشهاد أقرباء لها في البقاع وقد وصلتها الأخبار عبر الهاتف، تحاول كتم غضبها لكنها تعود وتنفجر من البكاء. 

وهنا يتوقف رئيس البلدية عند المساعي التي تقام والاتصالات التي يقوم بها بهدف المواكبة المستمرة، إذ تمكن من تأمين الفرش وبهدف تسهيل العمل وإقامة أكبر شبكة من التعاون في سبيل تقديم المساعدة. وقد تم إنشاء خلية أزمة للمساعدة وطرح أفكار وتنفيذها كما القيام بحملات تطوع دائمة.

وكان الجردي جال أكثر من مرة على مراكز الأيواء للوقوف عند حاجات اهلنا من النازحين كما يقول، معلنا أنه اتصل بالمعنيين وتم تأمين قوارير غاز في عدد من المدارس .

من جهتها، تقول مسؤولة في احدى الأحزاب أن بأمكان السيدات الطهو بعد تأمين الحاجات الأساسية ولاسيما أفران غاز صغيرة، وهذا الأمر يساعدهن على البقاء مشغولات كما انه يوفر المأكل لمعظم النازحين. وهذا ما اشار اليه الجردي الذي يعمل على تأمين هذه الأفران. 

اما بالنسبة إلى الأدوية وفحص المرضى، فهناك أطباء بادروا إلى ذلك ويتعاونون مع خلية الأزمة لهذا الغرض، كما انه يصار إلى تأليف لجنة أطباء  لمتابعة الحالات المرضية في بعض المدارس. 

اما كيفية تأمين الأموال في ظل وضع اقتصادي صعب تعاني منه المؤسسات الرسمية والبلديات على وجه الخصوص، فإن الأتكال على  أصحاب النخوة ومبادرات فردية من رئيس البلدية وبعض الأحزاب والجهات.

وفي الإطارعينه، اوعز الجردي إلى حرس وشرطة الشويفات العمل على تنفيذ المهام الموكلة إليهم والعناصر موزعة على جميع المدارس ضمن دوريات للمتابعة اللازمة، فضلا عن مهمتهم الأساسية في حفظ الأمن .

وتسعى البلدية  كما يؤكد الجردي إلى تلبية الحاجات العاجلة للنازحين من مأكل ومشرب بالتنسيق مع جميع القوى ومن خلال خلية الأزمة، على أن التركيز ينصب على وضع خطط استباقية لاسيما  لفصل الشتاء في حال طال أمد الحرب.

وفي جميع الأحوال التعاون لن ينقطع في ظل هذه الظروف، وكما اليوم الأول فإن جهود البلدية لن تأخذ استراحة في احتضان النازحين.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا