الداخلية الإماراتية تواصل البحث عن شخص من الجنسية المولدوفية
فورة بيوت الضيافة تُغيّر الخارطة السياحية في لبنان
يواصل اللبنانيون سياحتهم الداخلية واكتشاف منتجعات وبيوت ضيافة وفنادق جديدة في بلدهم. وبالرغم من ان هذه السياحة قد تتخطى أحيانا في تكاليفها أسعار السفر الى تركيا او قبرص أو شرم الشيخ، إلا ان الإقبال من مقيمين ومغتربين يجعل الحجوزات مقفلة أمام الراغبين لفترة طويلة.
وتحولت أسعار واحدة من الشاليهات الثلاثة في قرية زاغارين السياحية على تلال بلدة حومين الفوقا في الجنوب، الى مادة تهكم على وسائل التواصل الاجتماعي. وشهدت الأخيرة عرضا لقصة لبناني حضر مع عائلته من أستراليا لتمضية إجازة شهر في ربوع وطنه الأم، لكنه غادر بعد أسبوع الى تركيا، حيث الكهرباء مؤمنة 24 ساعة، وأسعار الفنادق والطعام أرخص.
لا يقف ارتفاع الأسعار عائقا أمام اللبنانيين ولا غياب الخدمات البديهية من كهرباء وإنترنت وتردي خدمة الاتصالات الخليوية، لأن الأمر تعدى ذلك الى حب اللبناني اكتشاف بلده، والتوغل في مناطق نائية، حيث مشروعات صغيرة بمبادرات فردية توفر خدمات أنيقة وفاخرة، تقوم على بيوت ضيافة ومنتجعات صغيرة موزعة في كافة المناطق. عبر تطبيقي «فيسبوك» و«انستغرام» وغيرهما، يجد اللبناني خارطة حافلة بالأماكن والوجهات السياحة، وقرى دون أهلها اسمها عليها، من بينها فتري ومشمش والبربارة في قضاء جبيل، حيث بيوت ضيافة تستقطب السياح من اللبنانيين المقيمين والمغتربين، وخربة قنافار في البقاع الغربي التي يقصدها هواة المشي في الطبيعة في إطار مشروع «نزهات خربة قنافار» لصاحبيه جورج ويسرى شديد، ومرتفعات كفرذبيان حيث الفنادق والشاليهات في كسروان، واللقلوق في جبيل وغيرها من المناطق على امتداد الساحل المتوسطي اللبناني والسهول الداخلية والجبال.
وكذلك تشهد مدينة البترون (والقضاء بمجمله) فورة سياحية غير مسبوقة مع ازدهار النشاطات الترفيهية والرياضية البحرية فيها.
الأسعار بالدولار النقدي في غالبية الفنادق وبيوت الضيافة، إضافة الى قبول البطاقات الممغنطة الخاصة بـ «الدولار الطازج» لدى البعض.
اتخذ جوزف وعائلته الذين حضروا من قبرص حيث يقيمون بحكم عمله، من شاليه في كسروان مقرا صيفيا لهم بعيدا من منزلهم في ساحل المتن الشمالي. وها هو يجول مع زوجته وأصدقاء مقربين في منتجعات صغيرة جبلية وأخرى على البحر. «متوسط الأسعار 200 دولار لليلة الواحدة مع الفطور، وسنجول على 3 أماكن نقصدها للمرة الأولى، وقد تعرفنا إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
الشيء عينه يتحدث عنه زوجان حضرا من المملكة العربية السعودية مع عائلتهما. سياحة داخلية في منتجعات بحرية وجبلية، وتسجيل الأولاد في برامج خاصة بالعطلة الصيفية تتضمن نشاطات ترفيهية، «والدفع بالدولار الطازج ولكن اقل مما اعتدنا عليه في السنوات الماضية».
من جهة أخرى، ارتفع الطلب على إيجار المنازل في مدن الاصطياف والشاليهات في المنتجعات البحرية. في الأخيرة، كان الحجز شبه مقفل اعتبارا من مايو الماضي، بينما عرفت أسعار البيوت الصيفية عودة الى تعرفة مرتفعة بالدولار الأميركي، لم يكن يتجرأ أصحاب المنازل على طلبها العام الماضي، علما انها تبقى أقل مما كانت عليه قبل الأزمة. يتوقع إميل صاحب شركة سياحة «ان تخف الفورة على السياحة الداخلية في الموسم المقبل». ويعزو السبب الى ارتفاع الأسعار، «لكن المشكلة تكمن في ان هذه المنتجعات تقوم على مبادرات فردية، ولن يتمكن أصحابها من خفض الأسعار والتنافس مع الخارج، بسبب ارتفاع الأكلاف التشغيلية من تأمين الكهرباء والماء والخدمات الفاخرة وفي طليعتها الطعام والشراب. غالبية هذه المنتجعات متاحة للميسورين، علما انه لا يصح الحديث حاليا عن ذوي الدخل المحدود».
ويتحدث أصحاب شركات السفر عن «حركة أفضل هذا الموسم»، وعن «رحلات تشارتر الى تركيا والجزر اليونانية». وتقول رانيا مديرة قسم السياحة الخارجية في شركة سياحية عريقة: «تخطى الزبائن قصة وقف العمل بالبطاقات الممغنطة الصادرة عن المصارف اللبنانية. قسم كبير يستعين بالأموال النقدية، وقسم آخر يستخدم بطاقات مصرفية جديدة خاصة بالدولارات الطازجة. لكن الواضح ان الأوراق النقدية من العملات الأجنبية مطلوبة أكثر من قبل من السياح اللبنانيين».
بين السياحتين الداخلية والخارجية، يعود الاقتصاد اللبناني الى الاعتماد على الخدمات السياحية بما تيسر، كما كانت الحال منذ ما قبل الستينيات. مسيرة الإنفاق السياحي انطلقت من جديد، ولو تبدلت بعض الوجهات، وظهرت على الساحة مناطق لطالما كانت خارج الخارطة السياحية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|