نتنياهو يحصّن مناعته ويرمم صورة جيشه.. وينفذ من المحاسبة؟!
يعزز رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، مناعته سياسيا، ويوسّع تدريجيا حلقة الالتفاف حوله... في السياق، أعلن نتنياهو، الأحد، انضمام النائب المعارض جدعون ساعر إلى الحكومة. وقال مكتب نتنياهو أن ساعر تم التصويت عليه بالإجماع، مساء الأحد، للانضمام إلى الائتلاف الحكومي "وزيراً من دون حقيبة"، علماً أن انضمام ساعر جاء بعد أقل من أسبوع من تقارير عن اقتراب انضمامه وزيراً للدفاع مكان يوآف غالانت، ولكن هذه الصفقة فشلت. وذكرت "القناة 12" الإسرائيلية، أن ساعر سينضم أيضاً إلى "مجلس الوزراء الأمني المصغر" في حكومة نتنياهو. وبعد انضمام ساعر، الذي يرأس حزب "أمل جديد"، فإن الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو سيرتفع من 64 إلى 68 (باحتساب الأعضاء الأربعة للحزب في الكنيست)، وهو ما يعني أن الحزبين اليمينيين المتطرفين في الائتلاف، "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش (7 أعضاء في الكنيست)، و"العظمة اليهودية" بزعامة إيتمار بن جفير (6 أعضاء)، لن يكونا قادرين على تهديد الأغلبية في الائتلاف. وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن هذه الخطوة "ستشكل تهديداً مستمراً لوزير الدفاع يوآف غالانت"، بعدما أصبح "بديله المحتمل" الآن عضواً في الحكومة والمجلس الوزاري. كما يمكن أن تمنح هذه الخطوة لنتنياهو "مساحة للتنفس"، وتضمن بقاء حكومته في المستقبل المنظور.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع ساعر، إنه "أعجب بشدة" بـ"رؤيته الواسعة"، وقدرته على "اقتراح حلول إبداعية لمشاكل معقدة" عندما كان في الحكومة. وأشاد نتنياهو بساعر لـ"ارتقاءه إلى مستوى اللحظة"، و"تجاهله لكل الاعتبارات الأخرى". من جهته، قال ساعر إنه دخل الحكومة "بدون اتفاق ائتلافي"، واعترف أنه كانت هناك سنوات من "الانقسام الشخصي والسياسي" مع نتنياهو، رغم أنه عمله معه "عن كثب" في الماضي. وأضاف ساعر أنه توصل إلى استنتاج مفاده أنه "لا جدوى من الاستمرار بالبقاء في المعارضة"، حيث "تختلف آراء معظم أعضائها بشأن الحرب وحتى أنها بعيدة عن مواقفي"، وفق قوله. وأشاد العديد من الوزراء بهذه الخطوة، ومن بينهم سموتريتش وبن جفير.
امام هذه المعطيات، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان نتنياهو الذي انطلق في رئاسة الحكومة التي تشكلت اثر "طوفان الاقصى"، وهو "يعرج"، ويواجه حملة سياسية – شعبية شعواء ضده، وموجةَ انقادات كبيرة تُحمّله مسؤولية الفشل العسكري والاستخباراتي الذي تسبب باحدى اكبر النكبات في الكيان العبري منذ نشأته، يبدو نجح في قلب هذه المعادلة وفي اعادة ترميم صورته اولا وصورة جيشه التي تدمّرت في 7 تشرين الماضي.
هو كان يعلم ان لا مجال له للنفاذ من المحاكمة والسَجن الا من خلال تحقيق انتصار كبير، على مَن ألحقوا الاذية والذل بالاسرائيليين. ففعل كل ما يجب فعله، ولو اقتضى الامر مجازر واغتيالات وقطيعة مع المجتمع الدولي والعواصم الكبرى، من اجل هذا الهدف. وعشية مرور عام على "طوفان الاقصى"، يمكن القول ان نتنياهو نجح الى حد كبير في انقاذ نفسه من المحاسبة وذلك من خلال اعادة الاعتبار الى هيبة جيشه خاصة بعد انهائه وجود حماس العسكري في غزة (في شكل شبه تام)، واغتياله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.. الا ان التحدي الاكبر الذي لا يزال يواجهه هو تحرير الرهائن، فهل ينجح في ذلك؟
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|