إيران في تراجع تكتيكي..!!
هل يمكن للجماهير الإيرانية أن تقبل بأن تدفع من أموالها، ومن جيوبها، من أجل "إعادة ترميم" القدرات القتالية للفصائل المسلّحة الحليفة لإيران، والناشطة على امتداد المنطقة، خلال السنوات القادمة أيضاً؟
العالم يتغيّر...
فتلك التنظيمات لم تصل الى القوة التي كانت عليها عشية 7 أكتوبر 2023 خلال أعوام قليلة، بل بمدى زمني يُقارب العقود الأربعة. وتمويل كل تلك القدرات كبّدت الشعب الإيراني من جيوبه ومن حيوية وفاعلية اقتصاد بلده كثيراً، خلال كل تلك المدة الزمنية أيضاً.
ولكن العالم تغيّر ويتغيّر أكثر فأكثر الآن، لا سيّما بفعل الأزمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة التي عصفت بكل بلدانه خلال السنوات الأخيرة، والتي جعلت الشعوب الأقوى نفسها تتضايق كثيراً، بالإضافة الى تلك الخاضعة للعقوبات والأزمات الاقتصادية والمالية والحياتية المتعاقِبَة أصلاً منذ عقود؟ فهل يدفع الإيرانيون من جيوبهم أكثر بعد؟
تراجع تكتيكي
أشار باحث في الشؤون الدولية الى "تحوّلات واضحة تحصل في البُنية السياسية للحكم الإيراني الآن. فحتى "مرشد الجمهورية" علي خامنئي أعطى الإذن بانتخاب رئيس إصلاحي (مسعود بزشكيان)، وبتفعيل الصّبر الاستراتيجي، رغم قمة التوتّر الإقليمي".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "القيادة الإيرانية الحالية تتراجع تكتيكيّاً لتخطب ودّ الغرب والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً. وهذا التراجع التكتيكي لا يشمل فقط عدم التحرّك العسكري المباشر لدعم الفصائل العسكرية التابعة لطهران في المنطقة، بل يطال الدعم المالي لتلك الجماعات أيضاً. ففي عام 2006، دفعت إيران لدعم صمود البيئة الشعبية التابعة لها في لبنان، في الوقت الفاصل بين انتهاء الحرب من جهة، وبين وضع برامج المساعدات العربية والأجنبية قيد التنفيذ آنذاك، من جهة أخرى. وأما اليوم، فلا شيء واضحاً على هذا الصعيد حتى الساعة، ولا إشارات إيرانية الى أي شيء يتعلّق بإعادة الإعمار بعد وقف الحرب، فيما يعيش بعض النازحين من مناطق المواجهات في لبنان من بيع مقتنياتهم مع الأسف، لا سيّما أن خطة الطوارىء الحكومية أثبتت فشلاً هائلاً وواضحاً، والمساعدات المتوفرة غير قادرة على تأمين الحاجات الكثيرة. وهذا تعبير عن تراجع تكتيكي إيراني شامل".
وختم:"تخشى إيران من أن تبادر إسرائيل الى قصف البرنامج النووي الإيراني، والمصالح الإيرانية الحيوية، وسط الظروف الإقليمية والدولية التي توفر الغطاء لمثل تلك الهجمات. فهذا سيجعل طهران تفقد كل ما لديها من أوراق قوة على طاولة مفاوضات وتسويات ما بعد الحرب. وهو سبب رئيسي بالتراجع التكتيكي الإيراني عن كل ما يتعلّق بشؤون تنظيماتها المسلّحة في المنطقة، والتي تؤكد للجميع بشكل غير مباشر، بأنها لن تمسّ به حالياً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|