محليات

متهم بارتكاب جرائم حرب... العقل المدبّر وراء توسيع حرب غزّة إلى لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الجنرال السابق الذي حدد معالم الحرب الإسرائيلية على حركة "حماس" في غزة، القوة الأبرز وراء توسيع العمليات العسكرية المتواصلة منذ عام إلى لبنان.

أصرّ السياسي المعروف بمواقفه المتشددة والمنضوي في حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي اختلف معه مرّات عدة بشأن السياسات المتبعة، على أن إسرائيل يجب أن توسع المعركة إلى لبنان، حيث بدأ "حزب الله" شنّ هجمات عبر الحدود بعد هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

ودفع تبادل القصف اليومي تقريباً منذ مطلع تشرين الأول 2023 نحو 60 ألف شخص للنزوح في الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف في جنوب لبنان. ودعا مسؤولون مثل غالانت إلى إبعاد الحزب عن الحدود للسماح بعودة النازحين الإسرائيليين بشكل آمن.


وقال غالانت للمبعوث الأميركي، آموس هوكستين، خلال زيارة قام بها الأخير الشهر الماضي، إن التحرّك العسكري هو "الطريقة الوحيدة لضمان عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم"، وفق ما نقلته "وكالة الصحافة الفرنسية".

وأعلنت إسرائيل هذا الأسبوع أن قواتها البريّة بدأت عمليات ضد "حزب الله" داخل الأراضي اللبنانية، بعد سلسلة هجمات أضعفت الهيكلية القيادية للحزب.

سياسي "مسؤول"

في 18 أيلول، أعلن الوزير الإسرائيلي أن "مركز ثقل" الحملة العسكرية الإسرائيلية "ينتقل إلى الشمال"، واصفاً ذلك بأنه "بداية مرحلة جديدة في الحرب تتطلب الشجاعة والتصميم والصمود".

وقال الخبير الجيوسياسي لدى شركة "لو بيك" للاستشارات الأمنية ومقرها الشرق الأوسط، مايكل هورويتز، إن "غالانت كان أول من أيّد فكرة أن على إسرائيل نقل المبادرة إلى الشمال، بعد أيام فقط من هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".

وأوضح المحلل السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، كاليف بن - دور، أن "الحجة كانت أنه من المفضّل في الحرب قتال العدو الأكثر قوّة أولاً، وقوّة (حزب الله) ضاهت قوة (حماس) بأشواط".

بحسب هورويتز، يُنظر الآن إلى غالانت "سواء كانت تلك النظرة محقّة أم لا"، على أنه كان استشرافياً، وراهن على قدرة إسرائيل على استعادة زمام المبادرة.

وأشار بن - دور إلى أن غالانت، العنصر في القوة البحرية الخاصة والمستشار العسكري لرئيس الوزراء الراحل أرييل شارون والقائد العسكري الرفيع الذي قاد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في 2008 - 2009، فرض نفسه بصفته "سياسياً مسؤولاً".

اتهامات بارتكاب جرائم حرب

أضاف بن - دور: "يُعد (غالانت) شخصية تركّز على الانتصار في الحرب وما يُنظر إليها على أنها المصلحة الوطنية، بدلاً من الخوض في الأمور السياسية السخيفة"، وهو أمر يلقى تقديراً حتى في أوساط الإسرائيليين الذين لا يشاركونه بالضرورة وجهات نظره السياسية.

يواجه غالانت (65 عاماً) اتهامات بارتكاب جرائم حرب على خلفية الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في غزة التي أودت بحياة 41 ألفاً و788 شخصاً على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في القطاع.

أطلقت إسرائيل حملتها العسكرية ردّاً على هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) غير المسبوق الذي تسبب في مقتل 1205 أشخاص في إسرائيل، معظمهم مدنيون أيضاً، بناء على حصيلة لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وفي أيار، طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي توقيف بحق كل من نتنياهو وغالانت بتهم تشمل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والقتل والتجويع المتعمّد للمدنيين، علماً أن المذكرتين لم تصدرا بعد.

"هراء"

اختلف غالانت مراراً مع نتنياهو، بما في ذلك بشأن الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل التي أثارت موجة احتجاجات منذ مطلع 2023، والمفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة.

وأفاد هورويتز بأن وزير الدفاع الذي نجا من محاولة واحدة على الأقل لإقالته، يعد شخصية وطنية "يلتف" الإسرائيليون حولها، مقارنة برئيس الوزراء وحلفائه من اليمين المتشدد.

انضم غالانت، وهو أب لثلاثة أبناء، إلى حزب نتنياهو "الليكود" عام 2019، بعد بضع سنوات من دخوله الساحة السياسية مع حزب "كولانو" (يمين وسط).

أشار هورويتز إلى أن غالانت يعتقد أنه حُرم من تحقيق انتصار كاسح ضد "حماس" في حرب 2008 - 2009 عندما كان قائداً للمنطقة الجنوبية.

وقال: "ساهم ذلك في صنع صورته بصفته قائداً عسكرياً قوياً تبيّن أنه كان محقّاً، خصوصاً بعد هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".

لكن خلال الحرب الحالية، نقل الإعلام الإسرائيلي في آب عن غالانت أنه قلل من أهمية إعلان نتنياهو أن هدف الحرب تحقيق "انتصار كامل" ضد "حماس" في غزة، عادّاً ذلك مجرّد "هراء".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا