الحكمة والصدفة والانهاك... اجتمعت على أرض لبنان فهل يولد حل!
سُئل وزير خارجية فرنسا الاسبق ميشال جوبير يوما عن الحلول في منطقة الشرق الأوسط، فكان جوابه أن "الحل يأتي: إمّا من الحكمة وإمّا من الصدفة وإمّا من الانهاك."
مرجع وزاري مخضرم عاد الى هذا الكلام، عبر وكالة "أخبار اليوم"، ليقول: العناصر الثلاثة تم استجماعها في لبنان، من خلال اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، النزوح المكثف الذي ادى الى تعب على مستوى الوطن، اما الحكمة فيبدو ان بعض المسؤولين الممسكين بزمام الامور بدأوا يتحلون بها بدليل توافقهم على تطبيق القرار 1701 ووقف اطلاق النار وانتشار الجيش في الجنوب ومن ثم المبادرة الى انتخاب رئيس من دون الوقوف عند تفاصيل شكلية.
وهنا يأتي دور الديبلوماسية لا سيما الفرنسية، حيث من المرتقب ان يزور وزير الخارجية جان نويل بارو بيروت، نهاية الأسبوع، في زيارة هي الثانية له خلال أسبوع.
وتنطلق الحركة الفرنسية من البيان المشترك الصادر في 25 ايلول الفائت الموقع من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بشأن وقف اطلاق النار في لبنان لمدة 21 يوما وفتح المجال امام المفاوضات.
وفي هذا السياق، يرى المرجع ان الانطلاقة تمت في لبنان بمجرد ان اثنى على البيان المشترك الرئيس نبيه بري، الذي تقع على عاتقه المهمة المستحيلة او المتعذرة بلم الشمل الشيعي اليوم بعد فقدان البوصلة والضياع والتهجير والنزوح داخل الوطن. بدليل ان اللقاء الثلاثي (الذي عقد منذ يومين في عين التينة وضم كل من بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط) تناول هذا البيان ايجابا. مذكرا بما قاله بري "واصبح محط كلام كبير" بانه قبل استشهاده السيد نصر الله وافق على وقف اطلاق النار لمدة 21 يوما تمهيدا لاجراء مفاوضات، وبالتالي عندما يوافق الامين العام الشهيد على وقف هذا الامر فإن ذلك يعني في مكان ما فك الارتباط عن غزة، لكن دون ان يعني استسلاما للضغط الاسرائيلي الكبير جدا من القتل الى الدمار المناهض لكل المعايير الانسانية والشرائع الدولية.
ويلفت المرجع عينه الى ان هذا الجهد الديبلوماسي يلاقيه المسؤولون اللبنانييون ببعض الحكمة بعد الانهاك والتيقن ان الحرب قد تصبح عبثية في ظل غياب موازين القوى نظرا الى التقدم التكنولوجي للعدو الاسرائيلي والدعم الاميركي اللامتناهي له بالسلاح الثقيل سيما القنابل الخارقة للتحصينات والمدمرة.
لذا، يرى المرجع انه لا بدّ من بعض الواقعية دون ان يعني ذلك استسلاما، قائلا: اللبناني لا يستسلم وان كان احيانا يقبّل بعض الايدي ويدعو لها بالكسر او يناور في احيان اخرى... لكن يبقى في مكان ما ان الكرامة الوطنية تسمو على كل اعتبار.
وهل يمكن البناء ايجابا على ما يحصل، يجيب المصدر: آمل خيرا لا سيما بعدما زار ميقاتي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لاطلاعه على المساعي، اذ يبدو ان المجتمعين في عين التينة وجدوا ان الميزان الميثاقي لن يستوي على ما يجب ان يكون عليه بعد اتفاق الطائف، الا بوجود المكون المسيحي، فذهبوا الى المرجعية الروحية لطرح ما لديهم، لا سيما وانه لن نكون امام رئيس تحدٍ، بل رئيس يرضي جميع اللبنانيين، لتبدأ مهمة انهاض الوطن من كبوته.
وردا على سؤال، يشدد المصدر على ضرورة الحفاظ على الميثاق بالحد الادنى لا سيما في ظل التشرذم المسيحي الخطير والذي يزيد من خطورته ما نعيشه اليوم من ظروف قاهرة.
ويختم يجب راهنا الخروج من الاصطفافات وحسابات الربح والخسارة.
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|