عربي ودولي

هل يدفع تصاعد حدة التوترات الإقليمية إيران لتجاوز "العتبة النووية"؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تجد إيران نفسها حاليا في موقف غير معهود، في أعقاب سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي أضعفت حلفاءها الرئيسيين، حزب الله وحركة حماس، وبعد هجوم صاروخي شنته على إسرائيل، ووصفته الولايات المتحدة بأنه "غير فعال".

واعتبرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أن "الانتكاسات" الأخيرة التي طالت طهران، قد تكون لها عواقب غير متوقعة وذات تداعيات خطيرة.

ونقلت عن مسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة، مخاوفهم من أن الضغوط المتزايدة على إيران "قد تدفعها إلى اتخاذ خطوات متسارعة في برنامجها النووي".

ويحذر المسؤولون الذين لم تسمّهم الوكالة، من أن شعور طهران بأنها محاصرة ومهددة بشكل متزايد، قد يدفعها إلى تسريع وتيرة تطوير قدراتها النووية، أو السعي لامتلاك أسلحة ذرية في مواجهة ما تعتبره "تهديدات متصاعدة لأمنها القومي".

وتطرح تطورات الأسابيع الأخيرة في إيران وفي صفوف وكلائها، تساؤلات بشأن ما إذا كانت طهران ستعيد النظر في استراتيجيتها الإقليمية بشكل جذري، وتبنّي نهج أكثر تشددا يعمد للسلاح النووي كرادع استراتيجي بديل عما تسميه بـ "محور المقاومة"، أو ما إذا كانت قد تفتح الباب أمام مراجعة شاملة لسياساتها الخارجية.

"خيار مصيري"
يرى الكاتب والباحث الإيراني، عارف نصر، أن إيران اعتمدت على مدى العقود الماضية استراتيجية أطلق عليها "الحروب غير المتناظرة"، سعت من خلالها لامتلاك ميليشيات وصواريخ وطائرات مسيرة، كرد على التفوق التكنولوجي العسكري لإسرائيل والولايات المتحدة.

وأشار نصر في تصريح لموقع "الحرة"، إلى أن هذه الاستراتيجية، التي "نجحت سابقا في إبعاد شبح الحرب عن إيران، تواجه تحديات كبيرة منذ أحداث السابع من تشرين الأول".

وأضاف أنه مع إضعاف حركتي حماس وحزب الله وتصفية الكثير من قياداتهما العليا، تجد إيران نفسها أمام خيار مصيري: "إما الاستمرار في نهجها الردعي الدفاعي الحالي، أو التحول نحو استراتيجية جديدة قد تتضمن السعي لامتلاك السلاح النووي". 

وأكد نصر أن إيران تمر حاليا بـ"مرحلة انتقالية"، حيث لم تتخل بشكل نهائي عن استراتيجيتها القديمة، ولم تؤسس بعد لاستراتيجية جديدة بالكامل.

وفي ضوء هذا الوضع، يقيّم الجانب الغربي بدوره، الموقف، لتحديد مدى قدرته على منع إيران من الانتقال إلى المرحلة الثانية من استراتيجيتها، وفقا للمصدر ذاته.

وقد تعتمد خطوات إيران التالية أيضا على كيفية رد إسرائيل  على هجومها الصاروخي الذي شنته الثلاثاء، وتقييم ما إذا كان ذلك الهجوم مصمما فعلا لإلحاق أضرار كبيرة أم مجرد رسالة، بعد أن اخترقت العديد من صواريخ إيران دفاعات إسرائيل الجوية، رغم أنها تسببت في أضرار طفيفة.

وهددت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالرد على إيران. كما أن هناك ضغطا واسع النطاق بين الجمهور الإسرائيلي والسياسيين المعارضين ليكون رد الفعل "قويا". بل وذكرت مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس" الأميركي، أنه قد يطال برنامج طهران النووي.

في هذا الجانب، رأت دانا سترول، وهي مسؤولة سابقة رفيعة في البنتاغون تعمل الآن في "معهد واشنطن"، أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن يدفع كبار القادة الإيرانيين لـ "عبور العتبة النووية، إذا تعرض استثمارهم الذي استمر لعقود في ذلك البرنامج للهجوم"، حسب بلومبيرغ.

بدوره، لفت ناصر إلى أن التطورات المقبلة، خاصة فيما يتعلق بالرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير، ستلعب دورا حاسما في تحديد المسار المستقبلي لإيران، "فإما أن تواصل البحث عن حلول لتعزيز قوة حلفائها الذين يعانون من الإنهاك، أو أن تبقى إيران دولة على العتبة النووية"، مستبعدا توجهها للخيار النووي الكامل. 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا