محليات

الحرب الطويلة: ترانسفير شيعي إلى العراق.. المسيحيون إلى الغرب؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يختصر الكاتب والسياسي والمحلل داوود إبراهيم، مشهد لبنان اليوم، بأنه "مزيج من النار والجحيم، لأن لبنان كله قد دخل فعلياً في جحيم الحرب، وطبيعة الاستهدافات التي لا تفرق بين مناطق سكنية وغيرها واتساع الرقعة المستهدفة لتشمل مناطق في جبيل وكسروان والشوف إضافة إلى البقاع والجنوب وبيروت وضاحيتها الجنوبية، تؤشر على أن لبنان في أتون النار. أما الحديث عن اجتياح بري محدود أو عمليات برية محدودة فهو ملهاة، لأن ما يحصل عند الحدود البرية هو خرق للسيادة من قبل العدو براً بعد التهديد بالخرق البحري."

والمشكلة التي تواجه لبنان، وفق ما يقول المحلل إبراهيم ، هي أن "العالم يقف عاجزاً أو متآمراً، وقد سقطت شرعية الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ولم يعد من سبيل لأخذ الحق إلا بالقوة. بالتالي وإن لم يستمر التمرد على شكل دول، ستكون منظمات حول العالم تعمل وفق أجندتها الخاصة وحساباتها التي لا تعير وزناً لمجتمع دولي لا يهتم إلا بمصالحه ولو كانت فوق ركام المدن وأضرحة مئات آلاف الضحايا."

ويلاحظ إبراهيم أن الوضع يشبه عشية العام 1982، وإن وقع اجتياح جديد، سيعقبه مقاومة وتحرير أكيد. لكن هذه المرة هي حرب لألف سنة إضافية، ولن يكون العالم الغربي قادراً على لجم أو منع انهيار إسرائيل، لأنه سيكون هو الآخر غارقاً في لملمة ذيول خساراته ورهاناته القاتلة على كل الصعد وفي كل الساحات.

بالحديث عن الحراك الدبلوماسي، يضيف إبراهيم أن إسرائيل اغتالته قبل أن يبدأ، وذلك بعد التفافها على مبادرة وقف إطلاق النار باغتيال أمين عام "حزب الله". وأكد أن الأميركي لا يمكن أن يكون وسيطاً، فيما هو يعلن جهاراً وقوفه إلى جانب الاحتلال بل يزوّده بأحدث العتاد الذي يحصد آلاف المدنيين اللبنانيين. أما الفرنسي، فلا بد من السؤال حول ما إذا كانت وساطته تأتي "قبل الصفعة أو بعدها".

ويؤكد إبراهيم أن "الإهانة العلنية التي تلقاها من بنيامين نتنياهو، أخرست الفرنسي من أعلى الهرم إلى أسفله، وأوروبا التي لم يضرها إهانة رئيس في اتحادها من قبل متسول أسلحة وذخائر ومعونات، أيعقل أن تتحرك لنجدة هذا الوطن الصغير لبنان؟ بينما العالم العربي، فلا أجده على الخريطة لأسأل عن دوره."

وبالتالي، فإن المسعى لوقف إطلاق النار لن يتحقق ما لم تدفع إسرائيل ثمناً باهظاً وما لم تتألم في تكرار لتجربة وادي الحجير في العام 2006 وما اصطلح على تسميته "مقبرة المركافا".

وعلى مستوى المحاولات الداخلية لإنجاز الانتخابات الرئاسية، يكشف إبراهيم أنها تبدو في هذا التوقيت "تقطيعاً للوقت أو محاولة لرصد رد الفعل الغربي وما إذا كان سيهتم ويسعى للمساعدة، إنما صوت المعركة أعلى من أي صوت آخر. بينما هناك من بدأ في لبنان يستعد لرئيس ما بعد حزب الله، بمعنى أنه يتعامل مع التطورات وفق منطق الغالب والمغلوب، والرهان على خسارة الحزب يدفع البعض لعدم استعجال انتخاب رئيس توافقي."

ورداً على سؤال عن أزمة النزوح وتداعياتها داخلياً، يرى فيها إبراهيم الحلقة الأخيرة من حلقات خنق لبنان في محاولة لاستكمال القضاء على كل قدراته. وهي سلسلة بدأت برهن لبنان مالياً للخارج عبر الاستدانة، وضرب قطاعاته المنتجة، وحصاره الاقتصادي والتجاري، وتحويله إلى بؤرة للنازحين السوريين والفوضى وتدفيعه ثمن تصديه للمشاريع الكبرى وأهمها الشرق الأوسط الجديد.

ويكشف إبراهيم عن خطة "لتفكيك هذا البلد وتحويله إلى ملعب خلفي يمكن حشر النازحين السوريين مع الفلسطينيين الجدد في أرضه وتهجير سكانه الأصليين. وقد بدأنا نقرأ عن ترانسفير شيعي إلى العراق، كما أن مشروع كيسنجر لتصدير المسيحيين إلى الغرب لا يزال على الطاولة، ولهم عبرة في العراق بعد الغزو الأميركي، وصولاً إلى "الغرب المسيحي والشرق المسلم"، إذ هكذا تحدث برنارد لويس وتلامذته.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا