مصادرة منازل... هل الضرورات تبيح المحظورات؟!

"أخبار اليوم"

قد يكون اقتحام مجموعة من النازحين اللبنانيين فندق “البريستول” ومحاولة الإقامة فيه بالقوة وبعد أن تدخل الجيش اللبناني واخرجهم منه، الحادثة التي تم تسليط الضوء عليها، كون الفندق لطالما اعتبر من الاهم في العاصمة لسنوات طويلة وله رمزية معينة .

ولكن هذه ليست الحادثة الوحيدة، واذا كانت ادارة البريستول قادرة على اتخاذ اجراءات كإنشاء سواتر حديدية مصفحة ومحكمة على مداخل الفندق الأساسية، الا ان هناك مواطنين "تصادر" منازلهم او ممتلكاتهم، لا قدرة لهم لرفع الصوت

حيث سجلت العديد من حوادث اقتحام لبعض النازحين لمبان فارغة بحثا عن ملجأ، فيقول احد سكان بلدة الحدث انه يقطن في بناية احدى شققها فارغة تعود لقريب له مهاجر، وبسبب القصف الليلي العنيف على الضاحية، نفضل النوم في اماكن اكثر هدوءا، ولكن منذ ايام حين عدنا الى تفقد المنزل وجدنا ان الشقة الفارغة تسكنها عائلة، بعدما تم فتح الباب بالقوة.

وحين سئل: لماذا لم تبلغوا؟ يجيب: ربما هناك مسلحون، نخشى ان يتعرضوا لنا!... ويمكن "مش وقتها"...

وهنا تجدر الاشارة الى ان قوى الامن الداخلي، في بيان لها مطلع الشهر الجاري، كانت قد اعلنت عن ارقام طوارئ لتلقّي شكاوى الدخول إلى الممتلكات الخاصة.

اما على المستوى القانوني، فيشرح مصدر حقوقي، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان مثل هذه الافعال تقع تحت "قبضة القانون"، كـ"جرائم خرق حرمة منزل" او "الاستيلاء على عقار" و"تعدٍ واضح على حقوق المالكين"، وبالتالي يمكن اللجوء الى قانون العقوبات او الى قاضي الامور المستعجلة لطلب ازالة الاعتداء.

لكن في المقابل هناك استثناء وحيد، يضيف المصدر عينه، هو حالة الضرر التي يمكن من خلالها تبرير هذه التعديات اذا توفرت فيها شرط محدد، وهو: وجود ضرورة ماسة لدرء خطر محدق، وعدم وجود اي طريقة اخرى للتخلص من هذا الخطر، وان يكون الفعل متناسبا مع الخطر.

واضاف: امام ما يحصل اليوم في لبنان، فيكون هذا الشرط لحظة القصف من اجل الاحتماء في منزل ما على ان يحصل الخروج منه فور انتهاء القصف، هذه الحالة يمكن ان تعتبر حالة ضرورة ويمكن الاعفاء من العقوبة.

وتابع: لكن هذا الامر لا يصح اذا حصل بعد ايام من القصف، وبالتالي مصادرة اي منزل غير مبررة.

اخيرا، يبقى السؤال، هل ما زال صوت القانون مسموعا، في بلد اصابه الانهيار من كل حدب وصوب، وتتآكله جولات وصولات من الغارات والقتال؟!!!