محليات

بين اليأس والرعب: يوميات اللبناني في ظل حرب مفتوحة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يتمنى كثيرون في لبنان لو يعود بهم التاريخ إلى الوراء، لا هم ان كان لشهرين أو ثلاثة او ربما أكثر.. إنما المهم أن يعود إليهم بعض الروتين المفقود اليوم في ظل حرب باتت مفتوحة على أسوأ السيناريوهات.

يرغب هؤلاء الا يرتعبوا، الا ييأسوا من جدبد، الا يحملهم الخوف على اولادهم  او ترك كل شيء خلفهم والاتجاه نحو مصير مجهول.

أنها ليست مبالغة، فيكفي النظر إلى وجه ذاك المواطن اللبناني الذي اختار أن يبقى في منزله على تخوم المواجهات، حتى يظهر الحزن على ملامحه بسرعة البرق، لا حاجة ليشرح يومياته من قلق على المصير: يبقى في منزله الخطر داهم أو يغادره فيكون مشروع سرقة أو مصادرة أو غير ذلك.

 من حقه أن يقلق وأن يرتعب سواء كان في منزله أو خارجه، يرتعب من محيطه ومن الاشتباه بهم في لحظات خوف وصراع، هذا الاشتباه يتحكم به اثناء مروره على الطريق أو في أي مكان.

نعم، إلى هذه الدرجة دب الرعب في نفوس البعض، وإلى هذه الدرجة تقهقهر النوم وقرر البعض البقاء "صاحيا" يراقب الرسائل على  هاتفه: واحدة تطمئنه وأخرى تدفعه إلى الفرار مع حقيبة جهزها منذ اليوم الأول في حال اشتدت الحرب.

 "ما من بقعة آمنة في الحرب".. عبارة يرددها كثيرون بعدما أصبحت مناطق تعد محايدة تحت زنار النار.

وفي الوقت نفسه، لا يزال البعض يراهن على مكان آمن بعيد عن أصوات القنابل والصواريخ. ويرسم البعض الآخر مشاهد سوداوية عن اطالة أمد الحرب، وعن استمرار آلة القتل والدمار والتهجير ويغوص في التحليلات التي يسمعها من محللين ومتابعين، فتنتابه موجات جديدة من اليأس والسلبية. و"بلا نفس" ، هي ايضا عبارة يكررها البعض في توصيف الأعمال التي يقومون بها.

 إنما في المقلب الآخر هناك من يرفض فكرة الاستسلام انطلاقا من الواقع القائل أن "لبنان مثل طائر الفينيق يحلق من جديد"... فيتمسك ببارقة الامل.

وبين هذا وذاك، تعود فكرة الهجرة لتطرق باب أفكار اللبناني إنما الهواجس كثيرة: الى اين الوجهة؟ هل من تسهيلات؟...وهل من راحة مؤكدة؟!

أما الأسئلة  التي لا تتوقف عن تكرار نفسها فهي المتعلقة بالمصير وبالانتظار الكبير:  هل هناك من انفراجات؟ أي واقع يفرض نفسه، أي مستقبل مرسوم للبنان واللبنانيين على اختلاف طوائفهم.. وكيف ستكون العلاقة بين المكونات اللبنانية.

اخيرا، أي سؤال اليوم هو مشروع ومن حق الجميع أن يوجهه طالما أن ما من أحد قادر على أخذ زمام المبادرة ومنح الجواب الشافي.

اما الخطوة الأبرز التي ينتظرها معظم الشعب اللبناني اليوم فهي وقف اطلاق النار. ولكن يبدو أن هذا الأمل بعيد المنال اقله حتى الأن ...

اما اللبناني فلا حول له إلا أن يتكيف أو يغرق في المزيد من الأحباط... وهاتان الحالتان أسوأ من بعضهما البعض.

كارول سلوم - "اخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا