ما هي منظومة “ثاد” التي نشرتها أميركا في اسرائيل؟
تعتزم الولايات المتحدة إرسال بطارية من منظومة الدفاع الجوي “ثاد” المضادة للصواريخ إلى إسرائيل، بالاضافة إلى الجنود اللازمين لتشغيلها، حسبما ذكر البنتاغون أمس الأحد.
فما هي خصائص هذه المنظومة؟
تستطيع منظومة “ثاد” للدفاع الجوي اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
المنظومة هي الوحيدة في الولايات المتحدة المصممة لاعتراض الأهداف داخل الغلاف الجوي وخارجه، وتستخدمه واشنطن وعدد من حلفائها مثل الامارات العربية المتحدة وإسرائيل، وتعارض الصين وروسيا نشره في كوريا الجنوبية.
مقارنة بنظام باتريوت تغطي منظومة “ثاد” منطقة أكبر، وتعمل بصورة تكاملية مع “باترويت”، ونظام “أيجيس” للدفاع الصاروخي البحري ونظام الدفاع الأرضي، وتوفر “ثاد” طبقة دفاعية إضافية على ارتفاعات أعلى جوياً.
التصميم
صممت “ثاد” عام 1992 عبر شركة “لوكهيد مارتن” وجرت أول تجربة على المنظومة عام 1995.
وبعد 6 تجارب فاشلة، نجحت أول تجربة اعتراضية عام 1999. وبين عامي 2006 و2019، أجرى الجيش ووكالة الدفاع الصاروخي 18 اختباراً، نجح منها 14، وألغيت 4 اختبارات قبل الإطلاق لمشكلات أعطال.
الخصائص
تمتلك منظومة “ثاد”، قاذفاً صاروخياً متحركاً مجهزاً على عربة يبلغ طولها 12 متراً وعرضها 3.2 أمتار، قذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز بين الأهداف الحقيقية والكاذبة، محطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك.
منصة إطلاق “ثاد” مجهزة بالقاذفات، تحمل كل منها من 6 إلى 8 صواريخ، إضافة إلى رادار، ويبلغ نطاق فاعلية المنظومة 200 كيلومتر، وقد يصل ارتفاعها إلى 150 كيلومتراً.
المميزات والقدرات
تعتبر منظومة “ثاد” قابلة للنقل والنشر بسرعة، وقد برهنت تجارب ناجحة عدة على قدرات المنظومة.
تستخدم “ثاد” تكنولوجيا تدمر فيها الطاقة الحركية رؤوس الصواريخ القادمة.
ويمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى أثناء المرحلة النهائية من رحلتها.
يمكن تشغيل “ثاد” مع أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي الأخرى.
تكامل المنظومة مع صاروخ “بي إيه سي-3” وفّر إمكان اعتراض الصواريخ على ارتفاعات تصل إلى 25 كيلومتراً ومدى يصل إلى 40 كيلومتراً.
توفر المنظومة دقة عالية في التحكم، ما يعزز فاعليتها في اعتراض الأهداف،
وتستخدم وقود الهيدرازين المزدوج، وهو ما يعزز أداءها.
الاستخدام والنشر
استخدمت الولايات المتحدة منظومة “ثاد” الصاروخية سنوات لحماية وحداتها العسكرية في أماكن مثل هاواي وجزيرة غوام. ووقعت نهاية عام 2011 العقد الأول من نوعه على مستوى العالم لأنظمة الدفاع الصاروخي، حصلت بموجبه الامارات على بطاريتي صواريخ من نوع “ثاد” إلى جانب 96 صاروخاً، ومجموعة من الرادارات الخاصة.
وكشفت واشنطن وكوريا الجنوبية في تموز 2016 عن اتفاق لنشر منظومة “ثاد” لحماية العاصمة سيول من تهديدات كوريا الشمالية.
وفي شباط 2017 اعترضت الصين بصورة قاطعة على نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأميركي في كوريا الجنوبية، بعد أن قالت سيول إن مسؤوليها الدفاعيين وافقوا على نشرها لمواجهة التهديد الذي تمثله الصواريخ الكورية الشمالية.
أما روسيا فقد أعربت عن قلقها من نشر منظومة “ثاد”، زاعمة أن رادارها قد يخترق أجواءها.
ولكن على الرغم من الاعتراضين الصيني والروسي، بدأت واشنطن في نيسان 2017 نشر منظومة “ثاد” في سيول، وكشفت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء عن بدء نشر بطارية من المنظومة عبر نقل الأجزاء الرئيسية، ومنها 6 منصات للإطلاق ورادار وصواريخ مضادة، في بلدة سيونغجو (جنوب شرقي سيول).
وردت بكين على نشر المنظومة في سيول عبر إغلاق 23 متجراً من متاجر شركة “لوتيه” الكورية الجنوبية، التي وافقت على تخصيص أرض مملوكة لها لنشر منظومة “ثاد”، وحثت وسائل الاعلام الصينية المواطنين على مقاطعة المنتجات الكورية الجنوبية.
وعلى الرغم من أن مدى المنظومة يمكنه اعتراض الأهداف على بعد يصل إلى 200 كيلومتر فقط، فإن رادارها “إيه إن-تي بي واي-2” يتمتع بمدى أكبر يصل إلى نحو ألف كيلومتر. كما يمكنه التبديل إلى وضع أمامي، ما يزيد مداه إلى ألفي كيلومتر.
وترى الصين أن نظام الرادار قد يتجاوز أراضيها، ويفتح الباب أمام مراقبة أجوائها، في حين تعبّر روسيا عن قلقها من أن تطوير المنظومة قد يؤثر سلباً على أمنها، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى حالة من “الجمود” في شبه الجزيرة الكورية.
ونشرت الولايات المتحدة في نيسان 2019 منظومة “ثاد” بصورة مؤقتة في رومانيا، أثناء صيانة نظام “أيجيس أشور”، وفي تشرين الأول من العام نفسه نشرت المنظومة في المملكة العربية السعودية عقب تعرض منشآت نفطية لهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، ثم سُحب النظام منتصف عام 2021.
وعام 2022، نجحت تجربة إلحاق صواريخ “بي إيه سي-3 إم إس إي” بمنظومة “ثاد”، واستطاعت اعتراض هدف صاروخي باليستي تكتيكي، من دون دعم من وحدة إطلاق صواريخ باتريوت.
وأتاح تكامل منظومة “ثاد” مع صواريخ “بي إيه سي-3 إم إس إي” إطلاق الصواريخ لمسافات أطول من قبل، والافادة من القدرة الحركية للصاروخ.
وفي الأول من كانون الثاني 2022، حصلت الإمارات على نسختين من النظام الذي استطاع حينئذ اعتراض صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون.
وفي 21 تشرين الأول 2023، وجهت وزارة الدفاع الأميركية بنشر أنظمة “ثاد” وباتريوت في مواقع مختلفة بالشرق الأوسط، لتعزيز حماية القوات الأميركية وجهود الردع الأميركي، ودعماً ودفاعاً عن إسرائيل، عقب هجوم “حماس” في ٧ تشرين الأول.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|