محليات

خطة وضعها نصرالله.. ضربات إستراتيجية ينفذها "حزب الله"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بصراحةٍ واضحة ولا لُبس فيها، قال نائب العام لـ"حزب الله" الشّيخ نعيم قاسم، الثلاثاء الماضي، إنَّ "حزب الله انتقل من جبهة الإسناد إلى المواجهة ضد إسرائيل التي تشنّ حرباً ضد لبنان".


القراءة لهذا الكلام يمكن أن تكون عميقة، لكنها تكشف عن أمرٍ أساسيّ وهو أنَّ "حزب الله" قرّر تبديل استراتيجيته خلال المعركة الحالية، وبالتالي باتت لديه أوراق كثيرة يمكن أن يلعبها في ظلّ هذه الحرب لإثبات قوّته وترسيخها بعد كل الضربات التي تلقاها.
عملياً، فإنّ "حزب الله" ومن خلال "إنتقاله" من الإسناد إلى المواجهة، منح نفسه حيزاً أكبر للتحرّك عسكرياً وميدانياً.. فكيف ذلك؟ وماذا يعني هذا الإنتقال المهم والمحوري على صعيد المواجهة؟

تقولُ مصادر معنية بالشأن العسكري ومُقرّبة من "حزب الله" لـ"لبنان24" إن الأخير وخلال جبهة إسناده لغزة، التزم بمعايير قتالية ضبطت المواجهة الميدانية أقله على صعيد النطاق العملياتي لهجماته، فكان الأمر مضبوطاً وضمن قواعد أرساها الأمين العام لـ"حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله قبل اغتيالهِ في 27 أيلولَ الماضي.

بالنسبة للمصادر، كان "حزب الله" يعمل تحت سقف الإسناد، رغم أن الكثير من العمليات التي نفذها كانت مُوجعة بالنسبة للإسرائيليين، بينما يكفي تماماً التهجير الذي عانت منه إسرائيل بسبب الإسناد ناهيك عن الأضرار التي طالت الداخل الإسرائيليّ بسبب هذا الأمر.

تلفت المصادر إلى أنّ الحزب بات أكثر تحرراً الآن من الضوابط التي كان وضعها على نفسه، فهو الآن يُطبق مقولة نصرالله "إذا وسّع منوسع"، وتضيف: "كل ما أرساه نصرالله من ضوابط وقواعد لجبهة الإسناد ولمعارك الحرب يجري تطبيقه، ما يعني أن حزب الله يُدار الآن وفق خُطط الحرب التي وُضعت سابقاً من قبل نصرالله، ما يعني أن الإجراءات العملياتية الخاصة به لم تتأثر وهو يعمل عليها وضمنها واستناداً إلى كافة السيناريوهات المفتوحة".

ضرباتٌ أعمق وأخطر

إذاً، ما يظهر هو أن "حزب الله" بات قادراً على تنفيذ ضربات ذات تأثير إستراتيجي كبير، وما حصل في القاعدة العسكرية التي طالها الحزب عبر طائرة مُسيرة في بنيامينا هو خيرُ دليل على ذلك، ناهيك عن قواعد أخرى استهدفها بين يومي الجمعة والسبت وأبرزها قاعدة نشريم جنوب شرق


حيفا وموقع كريات إيلعيزر (قاعدة الدفاع الجوي الرئيسية) غرب مدينة حيفا. أيضاً، فإن الحديث عن استهداف طائرات أطلقت من لبنان لمقر إقامة عائد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنطقة قيسارية، يعتبرُ تحولاً نوعياً نحو لجوء حزب الله إلى تنفيذ ضربات مُستهدفة ومُحدّدة وذلك على غرار ما كان يفعل الجيش الإسرائيلي خلال استهدافه للضاحية الجنوبية لبيروت من أجل تنفيذ اغتيالات تطالُ قادة الحزب.

أضف إلى هذا الأمر، يتضحُ تماماً أن الحزب بات يعتمدُ على رهانات العمليات المتقدمة، في حين أن سيناريوهات المواجهة البرية ستفرضُ عليه اعتماد عمليات قاسية لم تظهر بعد في الميدان، على الرغم من حصول اشتباكٍ مُباشر.

كل هذا الأمر يفتحُ الباب أمام مرحلة صعبة من المواجهات، فـ"حزب الله" قد ينال خسائر إضافية وأكبر من تلك التي حصدها على صعيد الأسرى الذين وقعوا بيد إسرائيل أو على صعيد استهداف البنية التحتية في الجنوب. لكن الأمر الأهم يتصلُ بما سيفعله الحزب على صعيد عمليات نوعية قد ينفذها في أيّ وقت، وتعتبر المصادر أن هناك فُرصاً يسعى الحزب لاغتنامها من الميدان، ومن خلالها يمكن أن يبدل مسار المواجهات وبالتالي يُشكل من خلال نفسه منعطفات جديدة على صعيد الحرب قد تؤدي إلى إنهائها من دون أي مُقدّمات.

كل هذه الأمور تعني أنّ الحرب ستبقى مستمرّة لأسابيع إضافية لأن كل طرفٍ يسعى لإظهار قوّة ما، سواء من جهة الحزب أو من ناحية إسرائيل.. ولكن، السؤال: ما الذي يُخفيه حزب الله في جعبته حتى الآن؟ وما الذي يتستر عليه؟ وأيضاً، ماذا تضع إسرائيل في حوزتها من عمليات جديدة؟ كل الأمور واردة خلال حربٍ مفتوحة، مثلما يقول أحد المسؤولين في "حزب الله"، وعلى هذا الأساس تُرسم المعارك والمواجهات والنتائج.
 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا