بعد اغتيال قادة محور المقاومة.. هل يَسهُل استبدالهم؟

لم يكن اغتيال رئيس حركة "حماس" يحيى السنوار حدثاً عادياً، إذ بمقتله يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حقق أحد أهدافه التي لطالما أعرب عن رغبته الشديدة في تحقيقها.

فبعد اغتيال السنوار، وقبله اسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إلى جانب عدد كبير من القادة في "حماس" و"حزب الله" تتعالى الأصوات من أكبر الحلفاء لإسرائيل لإمكانية استغلال فرصة ما حدث وإيقاف إطلاق النار، وهو ما جاء مؤخرا على لسان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن. فكيف أثرت عمليات الاغتيال هذه على استمرارية محور المقاومة؟

العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" ان نصرالله بالنسبة لحزب الله هو الحزب بحد ذاته، وعندما نقول نواب او وزراء حزب الله نعني نصرالله. أصبح كل نشاط حزب الله وحركته الميدانية والسياسية يتعلقان بكلمة من السيد حسن. شخصية سياسية عسكرية ايديولوجية اسثنائية، اختصر الحزب بأكمله بشخص واحد، 32 عاما وهو قائد لهذا الحزب، خاض معارك عدة ومفاصل تاريخية، ليس بالامكان استبداله، يستبدلونه اسميا لكن فعليا لا يُستَبدَل، أقله على المدى المنظور. وبالتالي، فإن خسارته كبيرة بالنسبة للحزب. كان المقاتلون مثلا يسمعون خطابه فيتحمسون، كان رمزا شبه مقدس، ويقولون عندما يموت شخص او تموت عائلته بأكملها "فدى السيد حسن". اليوم فدى مَن سيقولون؟"

ويضيف نادر: "من دون شك اغتيال القادة من الصف الاول والثاني واغتيال الامين العام ليس حدثا عابرا، فقد هزّ كيان الحزب السياسي والعسكري، اليوم سمعنا خطابات الشيخ نعيم قاسم، لكن شتان ما بين الثرى والثريا. لذلك نقول أن وضع "الحزب" غير سليم".

ويتابع: "أما اذا انتقلنا الى "حماس"، نجد ان الاسرائيليين قتلوا محمد الضيف وكان قائداً ميدانياً وتلاه اغتيال هنية والسنوار والكثير من القادة ومنهم قائد لواء رفح وقائد لواء شمال غزة وغيرهم من القادة الميدانيين. السنوار كان بمثابة اسطورة ، وهو مهندس"طوفان الاقصى". ليس بإمكان أي شخص التخطيط لعمليةكهذه. لذلك فإن اغتيال السنوار هز حماس،لكنه لم يلغها. هي كانت قبل السنوار وستبقى بعده لكن بغير نمط وبمعنويات مختلفة، كما "حزب الله" اليوم".

ويختم نادر: "مقتل قادة الاذرع الايرانية يؤثر بشكل كبير، سلبا وتراجعاً على أداء هذه المنظمات" والمستقبل سيظهر الاتجاهات.