على غرار "حزب الله".. هل تتولى "قيادة جماعية" زمام "حماس" بعد السنوار؟
توقع محللون سياسيون لجوء حركة "حماس" إلى "القيادة الجماعية"، عقب تصفية زعيمها في غزة يحيى السنوار، على طريقة "حزب الله" الذي يقوده حالياً "مجلس الشورى الجهادي" بعد تصفية الأمين العام الراحل حسن نصر الله.
وأرجع محللون ذلك، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "خليفة السنوار لو تم تنصيبه حالياً فإن ذلك سيجعله مستهدفاً من جانب إسرائيل، ليكون التعامل الواقعي الاتفاق بين مجلس الشورى في "حماس" على وضع اسم يظل طي الكتمان في هذه الفترة لعدم تصفيته من جانب تل أبيب وأن تكون القيادة وفق مشورة العمل الجماعي.
الخطة "ب"
ورجّح خبراء وضع السنوار قبل اغتياله المتوقع الخطة "ب" التي تحمل اسم من يخلفه، وهناك شبة إجماع عليه ولكنه أمر سري للغاية، وسيكون الإفصاح عنه مؤجلاً حتى لا يكون معرضاً للتصفية على يد إسرائيل، التي تنفذ خطة محكمة للتخلص من قيادات الحركة على المستويات كافة.
وترى الباحثة السياسية د. تمارا حداد أن الخطة "ب" التي وضعها السنوار إن وجدت لاختيار خليفة من بعده سيكون من الصعب تحقيقها لعدة اعتبارات، أولها صعوبة الاتصال بين قيادات "حماس" في داخل غزة وخارجها لاعتماد الخليفة الذي قام بترشيحه.
وأضافت حداد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن ما سمته "الصراع بين النفوذ الإيراني والقطري في تنصيب خليفة السنوار سيُظهر الشق الأقوى داخل "حماس"، فإن كانت إيران، سيكون القائد القادم شخصية مقربة من دائرة السنوار وهو ما سينتج عنه صعوبات بخصوص التفاوض حول ملف الأسرى، بينما سيظهر النفوذ القطري إذا تم اختيار شخصية أكثر مرونة تهتم بالتفاوض، ولكن في النهاية سيتم الاصطدام بشروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيتمسك بأن يكون اليوم التالي في غزة من دون حركة "حماس".
وتؤكد "حداد" أن تحديد مرحلة ما بعد السنوار مرتبط على الأقل بعملية توافق وتنسيق بين قيادات الحركة في الخارج والتواصل مع من في الداخل، وهو الذي يعتبر أمر صعباً، وسط مراقبة إسرائيل لكافة أنواع الاتصال بينهم، ويتزامن مع خطة إسرائيلية لاستهداف من تبقى من قيادات الحركة في غزة، وعلى رأسهم محمد السنوار، المسؤول عن خان يونس، ومسؤول لواء رفح محمد شبانة، وأيضا المسؤول عن شمال قطاع غزة جباليا عز الدين الحداد.
وتشير حداد إلى أن عملية اختيار اسم خليفة للسنوار في الوقت الحالي ستكون مستهدفة، مرجحة أن يكون هناك اتفاق بين مجلس الشورى في عملية وضع أسم ولكن يظل طي الكتمان، وأن تكون القيادة وفق مشورة العمل الجماعي على طريقة القيادة حالياً في "حزب الله"، باتباع القيادة الجماعية دون الإعلان عن البديل للأمين العام حسن نصر الله.
ويقول المحلل السياسي راشد الجيلي من جانبه إن خطة البديل للسنوار كانت جاهزة، لاسيما أنه كان على قائمة الاستهدافات.
ويوضح الجيلي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تصفية السنوار داخل غزة الواقعة تحت القصف على مدار الساعة والتتبع والرصد كانت منتظرة وعلى الرغم من ذلك فقد تأخرت كثيراً وهو ما اعتُبر فشلا للاستخبارات الإسرائيلية وحكومة نتنياهو في عدة مناسبات.
وأضاف الجيلي أن السنوار نجح إلى حد كبير في حماية نفسه ودائرته بأقل الإمكانيات على الرغم من تصفية قيادات معادية لإسرائيل، كان القضاء عليهم واستهدافهم مفاجأة إلى حد كبير وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأيضاً القيادي البارز في "حماس" إسماعيل هنية، الذي تم قتله عبر عملية كانت في قلب إيران.
واعتبر أن هناك شبه إجماع على خليفة السنوار، ولكن الأمر سري للغاية، وسيكون الإفصاح عنه مؤجلاً إلا إذا جاءت مستجدات للإعلان عنه، ومن الممكن أن يقوم بهذه القيادة خلال الأيام القليلة القادمة، ولكن بشكل يحمل جانباً من التشويش، حتى لا يكون معرضاً للتصفية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|