هل كان يحيى السنوار هو العقبة أمام السلام؟
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "الولايات المتحدة وصفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بأنه "عقبة لا يمكن التغلب عليها" أمام وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن اغتيال السنوار من المرجح أن يرفع الغطاء عن طموحات إسرائيل لمواصلة حربها على غزة. وأبلغ مسؤولون أميركيون الموقع أن وفاة السنوار يمكن أن تنشط محادثات وقف إطلاق النار، وأن الولايات المتحدة تواصلت بالفعل مع قطر ومصر لمعرفة ما إذا كان من الممكن إعادة إحياء المفاوضات. لكن المحللين يقولون إن وفاة السنوار من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على المحادثات لأنها لا تفعل الكثير لتغيير دوافع إسرائيل لمواصلة قصف الجيب المحاصر، بل إنها قد تعزز هذه الجهود".
وبحسب الموقع، "قال خالد الجندي، مدير الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في معهد الشرق الأوسط، للموقع: "من المؤكد أن السنوار كان عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، لكن العقبة الرئيسية كانت نتنياهو، الذي صعّد هذه الحرب عند كل فرصة". وأضاف: "إذا كان السنوار هو السبب الرئيسي وراء عدم التوصل إلى اتفاق، هذا يثير التساؤل: مع خروجه من الصورة، لماذا لا يبدو الطريق واضحا؟" منذ اتخذ الرئيس الأميركي جو بايدن خطوة غير مسبوقة في أيار للكشف عن اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل من البيت الأبيض، لم يحظ الأمر بالكثير من التفاؤل إلى أن اختفى تماما. ويبدو أن البيت الأبيض بدأ بالفعل في كبح جماح الحماس بشأن احتمالات إحياء الاتفاق، وقال بايدن يوم الجمعة إن الولايات المتحدة قد تكون قادرة على إنهاء القتال في لبنان بين حزب الله وإسرائيل، لكن وقف إطلاق النار في غزة "سيكون أكثر صعوبة"."
وتابع الموقع، "يقول المحللون إن حماس وإسرائيل اتخذتا في المفاوضات مواقف متشددة في بعض الأحيان، فغيرتا التفاصيل المعقدة وتشاجرتا بشأن توقيت إطلاق سراح السجناء وانسحاب القوات. وكان السنوار يعتبر متشددًا وصوتًا حاسمًا في أي اتفاق.ويقول المحللون إن حماس، التي تحكم القطاع منذ عام 2007، من منظور استراتيجي للسنوار، كان لديها الوقت للضغط على قضيتها في المحادثات لأن إسرائيل وضعت نفسها في موقف حرب دائم بعد 7 تشرين الأول 2023 وأصبحت أكثر عزلة على الساحة العالمية نتيجة لحملتها المدمرة على غزة".
وأضاف الموقع، "لكن مروان المعشر، السفير الأردني السابق لدى إسرائيل، قال إن فشل الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف إطلاق النار كان بسبب عوامل أكثر من "شخصية السنوار". وأضاف: "هناك فجوات جوهرية بين حماس وإسرائيل". ومن بين هذه الفجوات الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لضمان الأساس للاحتلال الدائم لقطاع غزة على مدى العام الماضي. فقد دمرت إسرائيل مساحات واسعة من المساكن من أجل إنشاء منطقة عازلة على طول محيط غزة مع إسرائيل. كما رسخت قواتها في قطاعين استراتيجيين من الأرض: ممر فيلادلفيا، وهو شريط من الأرض يبلغ طوله 14 كيلومترًا بين غزة ومصر، والذي قالت إسرائيل إن حماس استخدمته لتهريب الأسلحة، وممر نتساريم، وهي منطقة ضيقة حفرتها إسرائيل لفصل شمال غزة عن جنوبها".
وبحسب الموقع، "كان أحد الدوافع الشاملة الأخرى لإسرائيل طوال محادثات وقف إطلاق النار هو حماية مطلبها باستئناف القتال في غزة متى شاءت، حتى بعد أن تعيد حماس الرهائن. لقد عرضت إسرائيل تنازلات تكتيكية على حماس لاستعادة رهائنها، لكن خطواتها لاحتلال غزة ورفضها الموافقة على وقف دائم للأعمال العدائية كانت العقبة الرئيسية أمام وقف إطلاق النار، كما يقول الخبراء. ولكن بحلول ربيع عام 2024، وافقت حماس على معظم شروط إسرائيل، وكانت الحركة تحت الضغط. فقد عزلت إسرائيل غزة فعليًا بعد الاستيلاء على رفح في أيار، وانتشرت المجاعة في أجزاء من المنطقة وتضررت ثلثا مبانيها أو دمرت. وكانت مرونة حماس هي التي خلقت مساحة للتوصل إلى اتفاق".
وتابع الموقع، "أرسلت الولايات المتحدة كبير مفاوضيها، مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، إلى روما للقاء مسؤولين إسرائيليين وقطريين ومصريين. كما وتعتمد الولايات المتحدة على شركائها العرب للتواصل مع حماس، التي تعتبرها منظمة إرهابية. من جانبها، تراجعت إسرائيل عن التنازلات التي قدمتها لسحب القوات من أجزاء من غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا. ثم في 31 تموز، قتلت إسرائيل زعيم حماس في ذلك الوقت، إسماعيل هنية، في هجوم على طهران، ما أثار سؤالاً: لماذا قتلت إسرائيل زعيم حماس الذي كان على استعداد للتفاوض على صفقة كانت قريبة جدًا من خط النهاية؟"
وأضاف الموقع، "ألقت الولايات المتحدة باللوم على حماس عندما انهارت المحادثات، لكن منتقدي إدارة بايدن يقولون إن الولايات المتحدة فشلت في استخدام أقوى أشكال نفوذها مع حليفتها لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات. فمنذ 7 تشرين الأول2023، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل 17.9 مليار دولار كمساعدات عسكرية ودافعت عنها مباشرة مرتين بعد تعرضها لهجوم من إيران، الأمر الذي دفع المحللين للتساؤل عن مدى فعالية الولايات المتحدة كوسيط إذا لم تفرض أي تكاليف على إسرائيل للتراجع أثناء محادثات وقف إطلاق النار".
وبحسب الموقع، "قال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، للموقع: "على الرغم من صدق رغبة أميركا في وقف إطلاق النار، فلن يحدث ذلك. وذلك لأن الولايات المتحدة لا تمانع في أن يكون الأمر وفقًا للشروط التي تريدها إسرائيل". وقال مسؤولون أميركيون تحدثوا للموقع إن الإدارة تعتقد أن هناك الآن نافذة ضيقة لوقف إطلاق النار لأن وفاة السنوار تضعف حماس أكثر. بالنسبة لجرجس، فإن هذا الرأي يؤكد فقط لماذا فشلت الولايات المتحدة في محاولة التوصل إلى اتفاق في المقام الأول. وفي الواقع، إن موت السنوار قد يؤدي فقط إلى تشديد مواقف إسرائيل تجاه حماس وغزة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|