محليات

جرأة ميقاتي ايرانياً ذاتية ام بضوء اخضر لحقبة جديدة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتكرر مواقف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الرافضة للمواقف الايرانية الفاضحة و"السافرة" على حد تعبيره في الشأن اللبناني. يوم الجمعة الماضي رد بجرأة رجل الدولة على رئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف الذي نصّب نفسه وليّا على لبنان في العلن، مؤكدا في حديث الى صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية "، "ان طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701". وطلب ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الإيراني.  واليوم أعلن أنه "أبلغ القيادات الإيرانية بضرورة تخفيف العاطفة تجاه لبنان". وقال في حديث لـ"العربية"  انه "راجع حوار قاليباف بنفسه وأعرب عن اعتراضه"، مؤكدًا أن "الرسالة وصلت". وان "لا أحد يتحدث نيابة عن الدولة اللبنانية".
مواقف ميقاتي لم ترُق للجمهورية الايرانية، اذ نقلت وكالة "مهر" عن المتحدث باسم الخارجية اسماعیل بقائي أن "إيران ترفض اتهامات رئيس الوزراء اللبناني بالتدخل في شؤون بلاده"، ورأى أن  "أفضل مسار لتسوية الوضع السياسي في لبنان هو وجود حوار لبناني - لبناني".وأوضح أن "إيران تعتبر السعي إلى وقف الإبادة الجماعية الصهيونية ضد غزة ولبنان وظيفة إنسانية وأخلاقية وإسلامية".

التوتر بين ميقاتي وايران حال مستجدة وطارئة لم يألفها لبنان، باعتبار ان الرجل المتناغم مع الحزب الذي لطالما سايره ولم يبداعتراضاً على افعاله ولا تفوه بكلمة ضده حتى حينما هدد القضاء بالعلن وصادر قرار الدولة وجرّها الى حرب مدمرة قتلت وهجرت ابناءه وقضت على اقتصاده ومستقبله. فما الذي تغيّر اليوم حتى هاجم ميقاتي ايران راعية الحزب وعرابته، وهل استوجب الكلام الايراني موقف رفع عتب ام ثمة في الافق جديد؟

في قراءة لمصادر سياسية مراقبة ان رئيس الحكومة لم يطلق مواقفه من تلقاء نفسه ولن يواجه منفردا ايران وحزب الله من دون غطاء محلي وخارجي .وتقول ان الحزب يتلطى وراء الرئيس نبيه بري الذي يقف  خلف الرئيس ميقاتي استعدادا لمشروع الشرق الاوسط الجديد. وتضيف ان ميقاتي كان يترقب هذه اللحظة ليعلن موقفا من ايران، ولم يقدم على ما اقدم عليه من دون "غطاء" من الرئيس بري،علما انهما حددا موقف لبنان الموحد واعلنه ميقاتي من عين التينه وانضم اليهما لاحقا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وفي مقابل عدم صدور اي موقف من بري او من نواب امل او حزب الله، ، سارعت قوى المعارضة الى الثناء والتأييد واعلان الوقوف الى جانب ميقاتي .فيما  بدت لافتة اشادة النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله في اطلالة من المجلس بالدور الذي يلعبه ميقاتي. وتعتبر المصادر في هذا السياق ان اطلالة فضل الله المفاجئة في مكانها وزمانها قد تشكل مؤشرا الى طبيعة المرحلة المقبلة وكيفية التعاطي معها ،اي ان حقبة سياسية جديدة بدأت داخل حزب الله ، لا تعني بالضرورة الخروج عن العباءة الايرانية،خلافا لواقع الحال في سوريا مع نظام الرئيس بشارالاسد الذي ابتعد عن ايران وفق ما تؤكد المصادر، مشيرة الى تجاذب قوي في ايران اليوم بين التيارين المتشدد الممثل بالخامنئي والحرس الثوري، والاصلاحي الذي يسعى الى الاتفاق مع الغرب ولاسيما مع واشنطن حول الاتفاق النووي وابعاد كأس المواجهة الشاملة عن ايران بعدما مُنيت اذرعها في مختلف دول المنطقة بضربات قاضية.

ليست مواقف ميقاتي منعزلة عن الحركة الدبلوماسية المتسارعة في المنطقة مع زيارات وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن والمبعوث الاميركي اموس هوكشتاين وامين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط قبيل انعقاد مؤتمر باريس من اجل لبنان، تزامنا مع استمرار تلقي حزب الله ضربات قاتلة في لبنان واغتيال يحيى السنوار. فهل نضجت الطبخة الدولية لوقف النار وبدء ترسيم الشرق الاوسط الجديد؟

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا