إسرائيل تريد اشرافا دائما على الحدود ومنطقة عازلة محروقة

تتدحرج الاوضاع السياسية والعسكرية في لبنان من سيئ الى اسوأ وبعدما مهدت اسرائيل لحربها المفتوحة مع لبنان باغتيال غالبية قادة حزب الله وتدمير معظم بيئتة الحزبية والاجتماعية تقدمت في خطوة اضافية متوغلة الى بعض القرى الحدودية في عملية اختبار لقوة حزب الله على الارض تمهيدا لتحقيق هدفها الرئيسي بشل قدراته وابعاده الى ما وراء الليطاني وذلك بعدما ضج الاعلام الاسرائيلي بالحديث عن القرار بشأن عملية برية في لبنان .

يذكر ان الاميركيين كما جهات اسرائيلية حرصت على اشاعة اجواء بأن العملية البرية اذا ما حدثت ستكون سريعة ومحدودة المساحة والزمان .لكن العارفين ببواطن الامور يقولون ان كل ما يشاع لا صلة له بحقيقة ما تنوي اسرائيل القيام به .وان على اللبنانيين توقع حرب قاسية لان اسرائيل لن توفر اي هدف مدني او عسكري في سياق تحقيق مبتغاها خصوصا وانها تتطلع الى تغيير الواقع في لبنان بما يكفل وقف الحرب معها .بعدما باتت تعتقد ان حزب الله اصبح في وضع عسكري وسياسي صعب ولن يكون في مقدوره القيام بما كان يفعله سابقا .

العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والنائب السابق وهبي قاطيشا يقول لـ "المركزية" في السياق ان ما تحشده إسرائيل من الوية وقوات على الحدود الشمالية يشي بأنها تحضر لامر ما هناك . الظاهر ومن الأهداف التي تعمل عليها هناك انها تريد خلق منطقة عازلة خالية من السكان تماما قد يتراوح عرضها بين ثلاثة وخمسة كيلومترات تمكنها الأبراج المنصوبة على الحدود من الاشراف عليها تماما والتحكم بما يجري فيها . اما دخولها الى قرى الحافة والانسحاب منها المراد منه استكشاف قدرات حزب الله الأرضية ورصد الانفاق وفتحاتها، لذا هي تعمد الى دخول المنازل منزلا منزلا وتسعى في الوقت نفسه الى ابعاد ولو موقتا قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني عن مراكزهم. وللتدليل على ان الحزب اقام الانفاق والدشم الى جنب مراكزهم من اجل تحميلهم المسؤولية امام العالم . إسرائيل تخوض معركة استنزاف طويلة الأمد مع حزب الله وتتطلع الى القضاء على الحزب وبيئته بحيث لا يعود هناك من اليوم الى مائة سنة من يهدد امن واستقرار مستوطناتها الشمالية .

ويختم لافتا الى ان رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي بات يحظى بتأييد الداخل والخارج يخوض معركة وجود وبقاء لإسرائيل على حد قوله ويتطلع الى تحقيق اهداف استراتيجية كبرى اقله ما اعلن لخلق واقع جديد في المنطقة .