مصرف الإسكان مستمر في إعطاء القروض رغم الصعوبات
"صمد لبنان عبر تاريخه الغني والمضطرب في وجه تجارب لا تعدّ، وتمكن من الإبحار عبر موجات من الشدائد التي كوّنت طابعه. فواجه لبنان باستمرار خلال تاريخه الحديث عدداً من التجارب بدءًا من الحروب المدمرة، إلى الانهيارات الاقتصادية، والاضطرابات السياسية، والصراعات المستمرة. مع ذلك، ومثل طائر الفينيق الأسطوري، فقد وجد دائمًا طريقه للنهوض من الرماد، أقوى وأكثر حضوراً.
واليوم، يقف لبنان مرة أخرى عند مفترق طرق، ويواجه عدداً من أشد تحدياته. غير أن التاريخ قد علّمنا أن داخل كل أزمة تكمن بذور التجديد؛ ففي مثل هذه اللّحظات الحرجة، يصبح التفاؤل ليس مجرد طريقة تفكير وحسب، بل حافزًا للتغيير، فأهم تحوّلات الأمة تحدث دائمًا من خلال قدرتها على الأمل وتصوّر غدٍ أفضل حتى في أحلك اللّحظات.
تتحمل القيادة، وخاصة في هذه الأوقات، مسؤولية جوهرية؛ فثقل الريبة قد يكون ساحقًا، ولكن في هذه اللحظات بالذات يشرق التفاؤل أكثر. إن القادة الذين يتبنون منظورًا استشرافيًا يلهمون فِرَق عملهم على البقاء منخرطين ومركّزين ومحفّزين، حتى عندما تكون الظروف الخارجية متعبة. من خلال تعزيز بيئة من الأمل، يوفر هؤلاء القادة شعورًا بالاستقرار، مما يحفّز فِرَق عملهم على التركيز على ما هو ممكن تحقيقه بدلاً مما هو خارج عن سيطرتهم.
تقدّم التحديات التي يواجهها لبنان حالياً أيضًا فرصًا – هي فرصٌ للنمو والابتكار والتكيّف؛ فالقيادة المتفائلة لا تعني تجاهل الصعوبات، بل رؤية ما هو أبعد وتحديد إمكانية تحقيق نتائج إيجابية حيث لا يرى الآخرون سوى العقبات، مع الإدراك أن المثابرة ضرورية لتحويل هذه الإمكانيات إلى واقع. يمكن لهذا التحوّل في المنظور أن يفتح آفاقًا جديدة للتقدّم، مما يمكّن فِرَق العمل من توجيه طاقاتها إلى عملٍ بنّاء.
يُعتبر قرار مصرف الإسكان الهادف إلى استئناف قروض الإسكان في خضمّ الأزمة الحالية التي يمرّ بها لبنان، مثلًا صارخًا لهذه الرؤية المتفائلة. هذه الخطوة الجريئة هي منارة أمل للعديد من اللبنانيين، وهي تقدم لهم الوعد بالاستقرار والمنزل خلال زمن يطغى عليه القلق؛ هي أكثر من مجرّد مبادرة مالية، إنّها رمز لقوة القيادة التي تقوم على التفاؤل – الإيمان بأنه حتى في أوقات الشدة، فإن التعافي ممكن وأن أيامًا أكثر إشراقًا بانتظارنا.
تذكّرنا رؤية مصرف الإسكان بأن التفاؤل ليس مجرّد مثال، بل هو قوة يمكنها تشكيل الواقع. ومن خلال الإيمان بإمكانات لبنان، يساهم مصرف الإسكان في تعافي هذا البلد ويُظهر كيف أن النهج الإيجابي والاستباقي يؤثر على المجتمع ككل. كما تُظهر أن حتى عندما يكون التيار معاكساً لنا، فإن الإيمان بمستقبل أفضل يمكن أن يحوّل التيار لصالحنا.
أخيراً، يمكن القول إن التفاؤل ليس مجرّد سمة قيادية؛ بل هو أداة تحويلية تعزّز المرونة، والابتكار، والأمل الجَماعي. وفي هذه الأوقات الصعبة، يحتاج لبنان إلى قادة يلهمون فريق عملهم، ومنظماتهم، ومجتمعهم بتفاؤلٍ لا يتزعزع للارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجههم.
إلى كل أولئك الذين يرشدوننا عبر هذه المياه العاصفة - قودوا بتفاؤل، لأن من خلال الإيجابية سنستطيع إعادة البناء، والنجاح، والازدهار مرّة أخرى".
مايا طوط
*مصرف الإسكان*
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|