محليات

فرنسا للعالم ولإسرائيل: لن نترك لبنان وحيداً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مرلين وهبة - الجمهورية

يقول مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ»الجمهورية»، إنّ «فرنسا لن تستسلم حتى لو فَقَد لبنان الأمل في الحل الديبلوماسي». ويضيف: «إنّ الرئيس ايمانويل ماكرون أثبت أنّ ملف لبنان يُشكّل أولوية بالنسبة إليه»، مؤكّداً «أنّ هدنة الـ21 يوماً كانت مطروحة على الطاولة قبل اغتيال الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله، واتفق الجميع على أن يتمّ خلالها تكثيف المفاوضات لإيجاد حل ديبلوماسي وإرساء وقف إطلاق نار طويل الأمد لتنفيذ القرار 1701. لكن ما حدث أنّ الموازين تغيّرت على رغم من الإشارات الإيجابية التي وصلتنا عندما بحثنا في النقاط الأخيرة من جميع الأطراف، بمن فيهم الطرف الإسرائيلي، قبل ذهاب نتنياهو إلى نيويورك وخداع الجميع».

يقول المصدر الديبلوماسي الفرنسي «إنّ الخلاف الفرنسي ـ الإسرائيلي كان سببه لبنان، ولم يكن الرئيس يخاطر بالعلاقات الاستراتيجية بين فرنسا وإسرائيل لو كان العنوان بلداً غير لبنان، حتى بين فرنسا وبين كافة دول الغرب. والحقيقة تقال إنّ الرئيس الفرنسي ولأجل لبنان يواجه الجميع وليس فقط على المستوى الأوروبي بل على مستوى كل البلدان المنحازة لإسرائيل، وأنّ فرنسا اتخذت مواقف متقدّمة أولاً دفاعاً عن لبنان، وثانياً كان لا بُدّ من أنّ يقف أحد في وجه الجميع. وكانت هناك ضرورة لتدخّل  بلد له رمزية في المجتمع الدولي لإظهار أنّه لا تزال هناك أصول في هذا العالم، وأنّ لبنان ليس غزة، بل هناك حكومة في لبنان ودولة وشعب».

من هنا، يقول المصدر، «تحاول فرنسا حشد التضامن الأوروبي في المؤتمر الذي سيُعقد غداً من أجل لبنان، ولكن الأمور معقّدة وليست سهلة بحكم مواقف متصلّبة لبعض البلدان».

ويضيف: «بالطبع هناك حدود لتحرّكنا إذا لا يمكننا اليوم الدخول في حرب مع إسرائيل. ونحن حين نبّهنا لبنان اتُهمنا بأنّنا ننقل رسائل تهديد، وقوبل تحذيرنا بالمكابرة. واليوم يدفع لبنان ثمن مكابرة مسؤوليه. لذلك تلوم فرنسا اليوم لبنان ومسؤوليه الذين أوصلوا أنفسهم إلى ما هم عليه اليوم، مع العلم أننا حذرناهم بأنّهم يلعبون بالنار».

لا تسمية

ويقول المصدر الديبلوماسي الفرنسي: «إنّ الجهود الديبلوماسية الرئيسية منكّبة على إتمام الاستحقاق الرئاسي على رغم من التحدّيات». ويضيف، أنّ «الفرنسيين و»الخماسية» لم ولن يدخلوا في تسمية رئيس الجمهورية. فموضوع الأسماء لبناني بحت وليس صحيحا أنّ فرنسا طرحت أسماء، فنحن ما زلنا متمسكين بإتمام الاستحقاق الرئاسي، ونؤمن أنّ الفرصة اليوم ملحّة على الصعيد الإقليمي وليس فقط الداخلي».

مؤتمر باريس

عن مؤتمر باريس يكشف المصدر، أنّه «يأتي بمبادرة من الرئيس ماكرون شخصياً، وغايته محاولة جمع أكبر دعم ممكن من الدول المشاركة، ونطاق المشاركة واسع من دول أوروبية وعربية وجاليات لبنانية من أميركا اللاتينية، وسينعقد على كل الأصعدة الإنسانية والسياسية. اما الشق المادي فهو لجمع أكبر دعم مالي للإغاثة، ومساعدة لبنان في أزمة النازحين. فيما الشق المهمّ فهو المتعلّق بالجيش اللبناني ودعم سلطته على جميع الأراضي اللبنانية حفاظاً على السيادة، وهذا الموضوع أساسي بالنسبة إلى فرنسا التي تعتبر أنّ للجيش دوراً كبيراً يلعبه ضمن القرار الدولي 1701، بل أبعد منه، ويجب مساعدته في أداء هذا الدور خصوصاً نشره في جنوب لبنان وتأمين حاجاته من تطويع وتجهيز قبل الانتشار. ولأنّ فرنسا تؤمن بأنّه مهما أخذت المساحة الديبلوماسية وقتها فسيأتي يوم وينفّذ هذا الأمر، ولذلك من الأفضل أن نكون جاهزين».

الشق السياسي

ويقول المصدر الفرنسي، إنّ من الطبيعي أن تصدر توصية عن هذا المؤتمر بدءاً من تطبيق القرار 1701 وصولاً إلى ضرورة انتخاب رئيس، ومن المؤكّد أنّه سيأتي ضمن Package كاملة تشمل وقف إطلاق النار وتنفيذ المقررات الدولية، والمطالبة ليس برئيس فقط بل بتشكيل حكومة كاملة.

وعن مستوى المشاركة في المؤتمر، يقول المصدر، إنّه ستكون لماكرون مداخلة، كذلك سيشارك وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بعكس ما يتمّ تداوله إعلامياً. مشيراً إلى أنّ فرنسا لم تتسلّم حتى الساعة أي اعتذار عن الحضور. الدول العربية كافة ستشارك، وكذلك دول جنوب إفريقيا والجزائر وأميركا اللاتينية، لافتاً إلى أنّه سيكون هناك تفاوت في مستوى التمثيل، وسيكون هناك مدراء ومسؤولون عن ملفات معينة.

من جهة أخرى، ترى فرنسا أنّ المؤتمر يخلق فرصاً للبحث في كل المواضيع، ولذلك هو ضرورة لأنّه يبرز لبنان كدولة على المستوى الدولي، وسيطرح الرئيس نجيب ميقاتي خطة إنقاذ كاملة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

إسرائيل ليست مدعوة

من الطبيعي ألّا تتمّ دعوة إسرائيل التي في رأي المصدر قد لا تلتزم بتطبيق القرارات، لأنّها عوّدت المجتمع الدولي على عدم الالتزام أو على التزام نسبي بالنسبة إلى المقررات الدولية، لافتاً، «أنّ إسرائيل ليس بالضرورة أن توقف عدوانها، وإنما بالمواقف. ومن المهمّ أن ترى إسرائيل أنّ لبنان ليس وحيداً، وهو ليس على علاقة حصرية مع بعض دول المنطقة، بل هناك مجتمع دولي وراءه يسنده ويقف في وجه إسرائيل، وأن نقول لإسرائيل إنّ هناك عيوناً تراقب ماذا تفعلين في لبنان وفي بيروت».

ويضيف المصدر: «من المؤكّد أن تتخذ فرنسا موقفاً متقدّماً في اتجاه إسرائيل، ليس هو بعدائي بمقدار ما هو رفع صوت والقول لها إنّ عليها أن تهدأ، وإنّ فرنسا ما زالت تدعم أمنهم، لكنّ العلاقة الخاصة بين لبنان وفرنسا تجبرنا على إعلام إسرائيل بأنّ لبنان ليس لوحده، وعليها أن تحتسب حساب الموقف الفرنسي حفاظاً على اللبنانيّين وإيماناً من الدولة الفرنسية بأنّ «حزب الله» قد يمكنه القيامة مجدداً بعد هذه الحرب وليس الدولة اللبنانية».

عن المساعدات

ويشير المصدر: «نحن على علاقة جيدة مع وزارة الصحة بالنسبة إلى إيصال المساعدات ونثق بالخطة الموضوعة لاستيعاب الأزمات، وفرنسا مشاركة في مكان ما بتطوير هذه الخطة وفي إرساء الثقة بينها وبين وزارة الصحة، وصحيح أنّ الوزارة سلّمتها تلك المساعدات، إلّا أنّ جزءاً كبيراً منها يذهب مباشرة أيضاً الى الجمعيات التي نثق بها من صليب أحمر وكاريتاس وجمعيات أخرى معروفة».

الإجلاء

وعن المؤشر الأول لإطلاق خطة الإجلاء في حال توقف مطار بيروت، يوضح المصدر الفرنسي: «طالما أنّ مطار بيروت يعمل في انتظام ويسيّر رحلات بنحو طبيعي، فنحن سنساعد رعايانا الراغبين بالمغادرة عبر طيران الشرق الأوسط، لكنّنا اليوم لسنا في وارد الإجلاء التام على رغم من أنّ خطة الإجلاء الخاصة جاهزة في حال توقف مطار رفيق الحريري عن العمل».

وإذ يستبعد المصدر ضرب اسرائيل المنشآت العامة والبنى التحتية، لفت في المقابل إلى أنّه «لا يمكن سحب ضمانات من إسرائيل، فإذا شعروا أنّهم يريدون زيادة الضغط لأنّهم لم يحصلوا على كل ما يريدونه، فإنّ كل شيء ممكن. لافتاً أنّه «على رغم من الانتصارات الجوية التي تحققها إسرائيل يجب أن تدرك أنّها ليست الوسيلة السليمة لإعادة المستوطنين إلى ديارهم، لأنّ التصعيد يبعدهم عن الهدف».

ويرى المصدر «أنّ الجميع سيعودون في النهاية إلى الحل الديبلوماسي عندما يرون أنّ الحل العسكري لن يؤدّي إلى نتيجة، والحل هو العودة إلى تطبيق القرار 1701، أي العودة إلى الطرح الفرنسي بالتنسيق مع أميركا قبل بدء الحرب».

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا