محليات

باسيل والانعطافة الكُبرى: الرهان على اليوم التالي للحرب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ اليوم الاول لانخراط حزب الله في حرب الاسناد دفاعا عن غزة والتيار الوطني الحر برئيسَيه، الروحي والتنظيمي، يرفض زج لبنان بحرب الحسابات الاقليمية والدولية. ومَن يعرف الرئيس ميشال عون يعلم أن الرجل لا يبني مواقفه على العواطف والصداقات بل على الحسابات السياسية التي تتحكم باللعبة وعلى التقاطعات الدولية التي تُحَدّثُ كل عشرين سنة خارطتها الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط، فالرجل اختبرها في حربَي الالغاء والتحرير وذاق مرارة تلك التقاطعات التي أبعدته عن لبنان لسنوات.

 

في التيار الوطني الحر ثمة أكثر من رأي وهذا أمر طبيعي نسبة لتيار سياسي يجمع مختلف المشارب الفكرية من أقصى اليمين المسيحي الى أقصى اليسار مرورا بالافكار القومية التي أثَّرت بشكل لافت على تاريخه، وبالتالي فإن قراءة حرب الاسناد وتداعياتها على الداخل تَخلُص الى تباينات كبيرة بين الرفاق الذين أُصيب بعضهم بانتكاسة على خلفية التصريحات الاخيرة لرئيسهم على قناة العربية والتي جاءت بمثابة تقديم أوراق إعتماد للدول العربية التي عاداها باسيل طيلة السنوات الماضية نُصرة لحزب الله وايران.
وجد باسيل نفسه أمام فرصة الانقلاب الابيض على الخط الممانع وتأمين الانتقال السلس الى الضفة الاخرى من البوابة العربية. أطل الرجل على القناة السعودية ليُحاكي من خلالها الرأي العام الذي ينتظر مثل هذه التصريحات في توقيت الاصطفافات الكُبرى، مع علمه المسبق أن ميزان التحولات "طابش" بالاتجاه المُعاكس.
في قراءة باسيل للمرحلة المقبلة لا مكان لصديقه السيد حسن نصرالله الذي كان جزءا من قناعاته في معركة المحاور، وكان ضمانته الداخلية التي خاض عبرها معارك كبيرة للوصول الى البرلمان بكتلة نيابية وازنة. تحرر باسيل من قيود السيد وتحرر معه أيضا الالتزام بمحور كلفه عقوبات أميركية لا زالت سارية المفعول حتى يومنا هذا، ولم يعد جائرا بالنسبة اليه البقاء في مربع الانتظار القاتل الى أن يُعلن أحد الاطراف الهزيمة وهو ما لن يحصل، وعليه فإن الافضل برأي باسيل التموضع من جديد بانتظار قطار التطبيع الآتي مع الشرق الاوسط الجديد.
ولباسيل حساباته المسيحية قبل الوطنية، فالرجل يريد استباق رئيس القوات سمير جعجع في الحصاد، والعمل على مد جسور التعاون مع المكون الشيعي باللوك الجديد بعد الطوفان وهو ما يؤكده الحوار المفتوح الذي بدأه باسيل مع الرئيس نبيه بري وكانت أولى ثماره الاتفاق المسبق على تطيير جلسة انتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان رغم ان ابقاء القديم على قدمه انعكس سلبا عليه الا أنه ارتضى التضحية بالامور الثانوية بانتظار قطف ثمار التغيير الجذري المنتظر.
يسعى باسيل الى الالتفاف على الخيار الرئاسي والذي يشتم رائحة طبخته بين الكتل، ويعمل الرجل بكل قواه على تطيير قائد الجيش العماد جوزاف عون من المعادلة عبر تقديم تنازلات للرئيس نبيه بري والكتل الأخرى الرمادية، ولكنه في المقابل يترك خيطا رفيعا في العلاقة مع اليرزة لأن هدفه الاساس البقاء شريكا في الحكم وفي السلطة إن رسى التوافق الداخلي والمعادلات الاقليمية والدولية على قائد الجيش رئيسا للبلاد.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا