التيار... إلى سلوك وسطي أم يسير وفق ما تشتهي السفن؟!

من سمع وتابع التصريح الأخير لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، اندفع إلى الإستفسار عما أطلقه وطبيعة كلامه، وما إذا كان ينم عن استدارة ام تبدل ام سلوك سياسي جديد؟

كل هذه التكهنات تخدم الهدف، في حين أن هذه الموقف ليس استدارة أو تبدل لأن باسيل سبق وأعلن ذلك مرات عدة وإن بشكل أخف مما قاله في مقابلته التلفزيونية الأخيرة عبر قناة "الحدث".

فاللجوء إلى سلوك سياسي مختلف عما كان سابقا هو الأقرب له، لا سيما وان تياره وتحديدا مناصروه انفصل عن قوى المعروفة بتسمية "قوى الممانعة"، دون ان ينتقل إلى ضفة المعارضة.

لذا السؤال: هل يتجه باسيل الى "سلوك وسطي"، ام يسير راهنا وفق ما تشتهي رياح السفن؟

تعتبر أوساط معارضة عبر وكالة اخبار اليوم أن النائب باسيل وتياره باتوا في موقع سياسي جديد لا يشبه مواقع أخرى، وليس مستغربا أن "يخترع" رئيس التيار واقعا معينا للقول أنه بات فيه، فبعد ابتعاده عن الحليف الرئيسي انهمك في لعب ادوار يعتبرها تقريبية لوجهات النظر فحمل مساع رئاسية وقبل ذلك كرر الموقف من رفض جبهة إسناد غزة وسياسة وحدة الساحات، مشيرة إلى أن التيار في الوقت نفسه ليس متموضعا الى جانب المعارضة وليس في وارد نسج تحالف مع أي طرف، لكنه يحافظ على تواصله مع الأفرقاء الذين لم يقطع علاقته معهم .

وماذا بعد؟ ما هي الاستراتيجية الجديدة لتكتله النيابي الذي يعتبر من أكبر الكتل المسيحية في البرلمان؟ تقول الأوساط نفسها أن المسألة ملك لباسيل الذي يخلط الأوراق ويرتب حراكه الجديد بعد المواقف التي أطلقها دون أن يعلن أي خطوة تجاه المعارضة، علما أنها مستبعدة، اما التنسيق مع الإشتراكي وباقي الكتل فلن يتوقف، والدليل على ذلك سلسلة اجتماعات بينهما.

بدورها ، توضح مصادر في التيار الوطني الحر أن باسيل كرر ثوابت الموقف وتحدث عن أخطاء في العلاقة مع حزب الله، ولم يستدر ولن يخطو خطوة ناقصة أيضا، والمهم عنده وقف إطلاق النار كما يدعو الجميع.

واشارت مصادر التيار إلى أنه حاليا ما من كلام يعلو فوق ذلك، وبالتالي أي توقعات أخرى بشأن ما ينوي القيام به ليست في مكانها، وحاليا تتركز الجهود على نبذ الفتنة وإجهاض أي محاولة في هذا المجال، وبالتالي مسألة قربه من هذا الفريق او ذاك فليس وقتها الآن.

الدور الجديد للتبار الوطني الحر لا بدّ له يتظهر مع الأيام، على أن هناك قناعة بأن ثمة مراجعة جدية ومتواصلة يلجأ إليها في الوقت المناسب.

كارول سلوم – "اخبار اليوم"