بلينكن لنتنياهو :غزة أولاً
لفتت مراجع إلى انّ الجهود الاميركية ليست مضمونة في غزة، وهي تلحظ تجاهل البحث في ما يجري في لبنان. فاقتناع بلينكن بأنّ نتنياهو حقق معظم أهداف الحرب بمقتل السنوار وانتهاء المعارك الكبرى في القطاع، ويمكنه أن ينتقل إلى مرحلة إعلان «انتصاره الكامل» في غزة أولاً. وهي خطوة ينصح بها الاميركيون لتحويل ما يسمّونه «النجاحات التكتية» المتعددة إلى «نجاح استراتيجي» كما قال بلينكن وقبله اكثر من مسؤول اميركي. ولكن ذلك على ما يبدو لم يكن كافياً لإقناع نتنياهو بفعل شروطه ومطالبه المتدحرجة مع كل محطة أو معركة في القطاع. وانّ انصراف الجيش مرّة اخرى في اتجاه شمال القطاع وتفريغه من سكانه يوحي للأميركيين انّ تل ابيب لم تفهم حجم معارضتهم لأي عملية «ترانسفير» من القطاع ولا بقاء الاحتلال على أرضه، كما بالنسبة الى حظر عودة سلطة ««حماس» اليها بأي شكل من الأشكال. وهي ملاحظات بالغة الأهمية، لكنه لا يمكن البحث في طريقة ترجمتها طالما أنّه لم يتوافر أي حل يحاكي «اليوم التالي» في القطاع، على رغم من مجموعة المشاريع المطروحة.
وبناءً على ما تقدّم، وإن صحّت المعلومات التي قالت بمشروع حل اميركي يعطي الأولوية لغزة على أنّه فصل بين المسارين وفشلاً في تقديم الحل للوضع في لبنان. وهو ما عُدّ «انقلاباً» على النظرية التي قالت باستحالة الفصل بينهما، فإنّ ذلك مردّه إلى انّ الرفض اللبناني المتمادي لمثل هذه الخطوة لا يلغي الأخرى إن تحققت. فوقف النار في غزة يمثل خطوة إيجابية، ينهي الربط الذي أقامه الحزب والقوى الاخرى ومن خلفها إيران من طرف واحد، وينتصر للنظرية التي تدعمها واشنطن ومعها معظم الوسطاء الذين نادوا بوقف حرب «الإلهاء والإسناد» لأشهر عدة الى أنّ وقع لبنان في الفخ. وهو ما يعزز الاعتقاد بأنّ العملية العسكرية في لبنان ما زالت في بدايتها، وانّها مستمرة وربما ستكون طويلة ما لم يتمّ التفاهم على خطوات اقترحها هوكشتاين على قادتهم قبل أن يغادر بيروت الاثنين الماضي. ما زاد في الطين بلة غياب أي خبر عن تحركاته في المشهد السياسي في انتظار أي جديد ما زال مفقوداً. وهي أجواء يخشى معها بأنّه قد أتمّ واجباته وبات المتبقي على عاتق اللبنانيين.
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|