صورة "العشاء الأميركي" لن تُصلح ما أفسده الصادق والقعقور
لا يمكن التعويل على الصورة التي أرسلتها النائب بولا يعقوبيان، التي ضمت إليها النواب وضاح الصادق وحليمة القعقور والياس جرادي ونعمة افرام، بإمكانية إعادة إحياء تكتل التغيير. وصحيح أن يعقوبيان تحاول ما بوسعها لإطفاء النار المشتعلة بين القعقور والصادق والنواب الآخرين، لإعادة لم الشمل، إلا أن هذه الصورة، التي ظهر فيها الصادق وهو يحضن القعقور وخلفهما افرام وجرادي مبتسمين جميعاً، غير كافية للقول إن المسألة حلت بينهما.
خيارات مغايرة عن التكتل
ورغم وجود محاولات من بعض النواب في التكتل ومن أشخاص من خارجه لرأب الصدع، إلا أن الآراء ما زالت تميل نحو تشكيل كتل نيابية بديلة عن التكتل، الذي أثبتت التجارب عدم فعاليته. وتقول مصادر "المدن" أن لا رغبة عند أحد بإحياء التكتل، خصوصاً أن البعض يصر على ترشيح الدكتور عصام خليفة لرئاسة الجمهورية. وهذا الأمر لا يعني كسر إرادة الفريق الذي تم الانقلاب عليه بترشيحه، بل استمرار النهج الذي يحاول البعض تكريسه في الانقلاب وتخطي الخطوط الحمراء. لذا يتم التداول بذهاب كل مجموعة من النواب إلى خيارات مغايرة عن التكتل، يكون فيها الانسجام أكثر فعالية في العمل، مع الحفاظ على علاقات وطيدة مع باقي النواب للتعاون معهم في الملفات التشريعية.
محاولات رأب الصدع
رغم وجود هذه الآراء، ثمة مساعٍ في التكتل لرأب الصدع بمعزل عن الاستمرار بترشيح خليفة. فالأخير يمثل خيارات التغييريين السيادية بإدانة اتفاق ترسيم الحدود البحرية والتمسك بالخط 29، وهو من الشخصيات التي تمثل 17 تشرين. لكن هذا لا يمنع من الذهاب إلى خيارات أخرى بعد الدخول بالفراغ الرئاسي، وذلك من خلال التوافق مع جميع نواب التكتل على خيارات أخرى غير خليفة. وتقول المصادر: يمكن لنواب التكتل استكمال المبادرة الرئاسية والانفتاح على الكتل السياسية الأخرى وخياراتها الرئاسية المعروضة، على قاعدة تأمين 86 صوتاً لانتخاب رئيس للبلاد يلتزم بميثاق إصلاحي للبنان.
العشاء الأميركي
لا تعول المصادر على العشاء الذي نظمته "فرقة العمل الأميركية من أجل لبنان" (task force lebanon)، في أحد فنادق الأشرفية مساء الأربعاء الماضي ، الذي التقطت فيه يعقوبيان الصورة للنواب الخمسة. فالعشاء ضم نواباً من مختلف الأطياف وشارك فيه نواب تكتل التغيير. فقد كان لقاءً عاماً وأتت الصورة من باب اللياقات وحسب.
رغم أن الصورة أتت من باب اللياقات، يقول البعض إن النائبين القعقور والصادق وصلا إلى مأزق كبير في كيفية تعاملهما مع بعضهما البعض. وكان لا بد من هذه الصورة لترطيب الأجواء بينهما. فالقعقور مهددة بخروج مجموعات من برجا لتنظيم تظاهرة ضدها إلى بلدتها بعاصير، لأنها متهمة بالارتماء في محور حزب الله. أما الصادق فذهب بعيداً بتخوين زملائه وهو متهم بأنه نائب تغييري يمثل السفارة السعودية في التكتل.
استغلال الصورة
وتقول المصادر إن الملفت في العشاء، ليس الصورة، بل مشاركة القعقور في عشاء تنظمه "فرقة العمل الأميركية"، فيما تواصل هي وفريق عملها والجو المحيط بها بتوجيه الاتهامات لنواب آخرين بأنهم عملاء للأميركيين.
وتضيف المصادر، أن القعقور وفريقها يقولون لجمهورهم شيئاً ويتصرفون عكسه. كما أن القعقور افتعلت إشكالاً مع الصادق حول تسمية نعمة افرام لرئاسة الجمهورية، فيما كانت مبتسمة وافرام خلفها في الصورة.
مصادر أخرى لا تكتفي بالقول إن الصادق استغل الصورة للقول إنه منفتح على الحوار لإعادة جمع التكتل، بل استغل لقاء اجتماعياً يشارك فيه سياسيون ونواب من مختلف الأطياف، وحشر نفسه في الصورة ملاصقاً القعقور عنوة، ونشر الصورة لتلميع صورته، بعدما انكسرت الجرة مع التكتل وبات خارجه.
وأضافت المصادر أن الصادق، الذي كال الشتائم وحرّض ضد بعض النواب، بمن فيهم القعقور، لا يمكنه استغلال الصورة للقول إنه يريد إصلاح الوضع مع باقي النواب. فما قام به سابقاً لا يغتفر. كما أن الخلافات معه ليست شخصية كي يستغل صورة في لقاء عام، بل هي سياسية.
وليد حسين - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|