لماذا انقلاب جنبلاط على إيران الآن؟
بدا كلام رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط، بمثابة رسالة واضحة للدول كافة التي تعي جيداً ما يحصل في لبنان، وأن إيران هي من تقرر مصيره، اذ حمل في طياته رسائل تشدد على ضرورة أن تُترك للبنان حريته في تحديد مساره من حرب الإسناد التي بدأها “حزب الله” من دون موافقة أو إذن من الشرعية اللبنانية، وهذا الموقف الواضح والعلني بمثابة تشديد على عدم الاستمرار في ربط مسار غزة بلبنان، على الرغم من الموقف والتضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ولكن جنبلاط أراد الاشارة الى أن لبنان لا يريد هذه الحرب، بل إيران من تريدها وتُحرّك “حزب الله” كيفما شاءت بهدف إبقاء البلد تحت النار لإتمام صفقاتها ومصالحها، خصوصاً وأن الحزب ليس بيده أن يوقف ما بدأه قبل الحصول على الضوء الأخضر من الايراني.
ورأى جنبلاط أن “الأوان آن للجمهورية الاسلامية أن تعلم أن هناك دولة في لبنان”، وهذا الموقف ليس بجديد، لا سيما وأنه أكد في وقت سابق أن “وزير الخارجية الايراني لا يستطيع أن يعطينا دروساً في المواجهة”. وحذر من خطر إتساع رقعة هذه الحرب، داعياً الى تجنبها.
هذا الانزعاج من الايراني على لسان بعض المسؤولين، جاء نتيجة سلسلة من التصريحات التي تجاوزت المنطق وتعدّت على السيادة اللبنانية، وبالتالي بدا موقف جنبلاط متماشياً مع موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي قام بتأديب ايران قبل أيام.
في هذا السياق، رأى عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “كلام جنبلاط محاولة لحماية لبنان فقط، وعدم إدخاله أكثر في اللعبة الاقليمية خصوصاً وأنها تبدو طويلة”.
وقال: “بعد الدمار والقتل والابادة الجماعية المستمرة في فلسطين ولبنان بات المطلوب حماية البلد، التي انطلقت من محاولة وقف اطلاق النار التي خاضها الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي في نيويورك وأفشلها الاسرائيلي، واستمرت بمبادرة عين التينة، واليوم مستمرة بالدعم الفرنسي وتحديداً بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، وبالتالي كل المحاولات تأتي لتأمين وقف اطلاق النار، وتخفيف النزيف في البلد، وهذا يتطلب من الجميع احترام سيادة لبنان”.
أضاف: “لا نزال مكاننا كنا نقول اننا متضامون مع أهلنا في فلسطين والجنوب، وكنا نقول يجب أن لا نستدرج الى الحرب، واليوم نحاول أن نخرج من الحرب”.
وعن تناغم موقف الرئيس بري مع كلام جنبلاط الأخير، أكد عبد الله أن “كل فريق يعبّر عن موقفه”.
وعما اذا تلقى الحزب أي ردود من “الثنائي الشيعي”، شدد عبد الله على “أننا لم نهِن أحداً، لكي تأتي أي ردود فعل، بل نحن نتوجه الى دولة تعتبر نفسها صديقة للبنان لتخفف من أعباء مشكلاتها الاقليمية عليه، وهذا حقنا الطبيعي”.
آيه المصري -لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|