إنفراج قريب بعد اجتماع الدوحة؟

كان لافتا الحضور اللبناني في اجتماع الدوحة الذي جمع أمس رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع، بمدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني. فالاجتماع الذي كان مخصصا لبدء مفاوضات من أجل التوصّل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح بعض الرهائن لدى حركة حماس مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، خرج عن سياقه الأصلي ليتطرق إلى الحرب الإسرائيلية على لبنان، في ضوء سعي المسؤولين في بيروت إلى إعادة تعويم اقتراح هدنة الأسابيع الثلاثة والذي سبق أن قدّمه رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم الثنائي الشيعي وبموافقة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قبل أن يجهضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باغتيال نصرالله.
وينصّ الاقتراح اللبناني على هدنة ٣ أسابيع، ينصرف خلالها مجلس النواب الى انتخاب الرئيس في الأسبوع الأول منها، تكون أولى مهماته الإشراف على تطبيق القرار ١٧٠١ والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وعلى ما يبدو، ناقش اجتماع الدوحة أمس الطرح اللبناني المتجدّد بعد تواصل حصل بين رئيس مجلس النواب والمسؤولين في القاهرة والدوحة، من باب قبول حزب الله بفصل غزة عن لبنان وقبوله بتطبيق القرار ١٧٠١ ضمن سلة كاملة من الترتيبات. وتُنتظر زيارة موفد قطري رفيع إلى بيروت من أجل متابعة مداولات اجتماع الدوحة والبحث في أي ترتيبات لازمة لإنجاح الاقتراح اللبناني.

وكان بري قد أعاد طرح هذا الاقتراح على المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين في زيارته الأخيرة، وما لبث أن اشتكى من تأخر الجواب الإسرائيلي، إلى أن تبيّن أن الموفد الأميركي سيزور اليوم تل أبيب ليستمع من نتنياهو إلى ردّه على المقترح اللبناني، علما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتقصّد تأخيره بما يتيح له كسب مزيد من الوقت من أجل مواصلة ضرب بنك الأهداف الإسرائيلي في لبنان.
ولم يكن المسؤولون في بيروت حتى ساعة متأخّرة في صورة ما سيخلص إليه اجتماع نتنياهو بهوكستين، لكن ثمّة من يراهن على ثغرة ما تحقّقت في اجتماع الدوحة من شأنها الانعكاس إيجابا على لبنان. ولا ريب أن زيارة هوكستين إلى بيروت سيتبيّن مآلها في ضوء ما سيسمع من نتنياهو.