إختراق قريب: هدنة فاتفاق؟

رسمتْ الإطلالة الأولى للشيخ نعيم قاسم بعد انتخابه أمينا عاما لحزب الله، الخطوط العريضة لموقف الحزب من المساعي المبذولة لوقف إطلاق النار. هو أبدى استعداد الحزب لوقف إطلاق النار بالشروط التي يراها مناسبة، لافتا إلى أنه يقاتل إسرائيل دفاعاً عن الأراضي اللبنانية، ولا يقاتل نيابة عن أحد. وقال: "برنامج عملي هو استمرارية لبرنامج قائدنا (السيد حسن) نصرالله في كل المجالات السياسية".

تزامنت إطلالة قاسم مع تسريب حزب الله ٨ نقاط تحكم ثوابته إزاء الحرب والمفاوضات، حملت تشدّدا في الشكل وفي المضمون، توازي الشروط التي حدّدتها تل أبيب للحزب للقبول بوقف إطلاق النار، وقاربها الأخير على أنها شروط للاستسلام وليس للتفاوض.

على الرغم من ملامح التشدد في خطاب قاسم كما في الشروط ٨، تحفل الكواليس السياسية بمعطيات عن قرب نضوج الصفقة التي ستوقف الحرب، وتنطوي على ترتيبات وضعها الحزب للحدود والسلاح جنوب الليطاني، تردّد أنها عبارة عن إعادة تموضع شاملة نحو شمال الليطاني، بما يستجيب لمتطلّبات القرار ١٧٠١ ويبطل الذريعة الإسرائيلية القائمة على مواصلة الحرب حتى إعادة السكان إلى شمال إسرائيل.

يُنتظر أن يحضر هذا التطور في المحادثات التي يجريها اليوم في تل أبيب كل من المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، موفدين من الرئيس جو بايدن. وهو ما أكده المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر بقوله إن هوكستين

وماكغورك "في طريقهما إلى إسرائيل، للبحث في قضايا تشمل حلا دبلوماسيا في لبنان، فضلا عن التوصل لإنهاء النزاع في غزة".

ولا ريب أن هذا الحضور الوازن يؤشر إلى اختراق محتمل على جبهتيّ غزة ولبنان، يؤدي إلى هدنة موقتة تشكل جسر عبور إلى اتفاق شامل، في موازاة تسريبات إسرائيلية عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على "تسوية في لبنان تضمن عودة الإسرائيليين إلى بلداتهم بأمان".

وكان تأخير إسرائيل ردّها على الأفكار التي وضعها هوكستين كنتيجة لزيارته الأخيرة لكل من بيروت وتل أبيب، قد ترك علامات استفهام عن حقيقة موقف تل أبيب، وزاد منسوب القلق عند رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كرّر التمسّك بحرفية القرار ١٧٠١ ورفض الارتكاز على القرار ١٥٥٩، كما رفض استبدال اليونيفيل بقوات متعددة الجنسيات. وهذه النقاط الثلاث هي التي أثارها الإعلام الإسرائيلي على أنها من ضمن الأفكار التي يسوّقها هوكستين، ولاقت رفضا لبنانيا، وأثارت الشك حول جدية المسعى الأميركي.

الحدث - ميرا جزيني