محمد علي الحسيني يتهم الحزب بتهديد عائلته وأحبّته.. "حربكم معي"!
السلطة اللبنانية تلقي تراكماتها على أكتاف الجيش
هي مهام كبيرة وكثيرة تراكمت على الجيش اللبناني خلال وقت قياسي.
تحت النار...
فبعد سنوات لم يسمح القرار السياسي المحلّي خلالها للجيش بأن يصبح القوة العسكرية الوحيدة المُسيطِرَة على امتداد الأراضي اللبنانية، بات البلد بحاجة ماسّة لهذا الدور الآن، أي تحت النار، وفي "حشرة" حرب مدمّرة، وبموجب مهام وأعمال وأدوار، قد يستغرق التجهيز لبعضها ما يتجاوز الأعوام غير القليلة ربما.
وأمام هذا الواقع، كيف سيتمكّن الجيش من تنفيذ المستحيل، بسرعة، ومن دون أي مشاكل، طالما أن معوقات الداخل لا تزال هي نفسها أيضاً، ومن دون أي خريطة طريق محلية واضحة أمامه؟
حال الطوارىء
أكد العميد المتقاعد جورج نادر أنه "لا يمكن للجيش أن ينفّذ أي مهمّة فعّالة الآن من دون إعلان حال الطوارىء. لماذا؟ لأن حال الطوارىء تضع كل القوى المحلية المسلّحة بتصرّفه (الجيش)، من أمن عام، وأمن داخلي، وأمن دولة، وصولاً الى الدفاع المدني، وكل من يمكنه أن يحمل السلاح، فيُصبح الجميع بتصرّف الجيش. وفي تلك الحالة، سيُصبح واضحاً أمامه كيفية التصرّف".
ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "الإسراع في إعلان حال الطوارىء، طالما أننا بحالة خطر قصوى حالياً. فنحن أصبحنا في مرحلة سيتوجّب فيها على الجيش أن يتدخّل ليفصل في مشاكل النازحين بين بعضهم أولاً، وبينهم وبين باقي المواطنين، إذ هناك من يريدون احتلال المنازل بالقوة، وهناك من باتوا يرفضون دفع الإيجار في مناطق نزحوا إليها، الى جانب من لا يزالون يدفعون الآن ولكنهم لن يتمكّنوا من ذلك في مدى بعيد. بالإضافة الى مشاكل استضافة نازحين ضمن بيئة سياسية ومذهبية مختلفة عن بيئتهم الأصلية. فهذه كلّها تحديات تراكمت على الجيش في وقت واحد، بموازاة الصعوبات التي يخلّفها التعاطي مع الآليات التي تحوي أسلحة وتتنقّل بين المناطق، والتصدّي لإسرائيل في الجنوب. وبالتالي، لا يمكن للجيش أن يتصرّف بظروف مماثلة من دون إعلان حال الطوارىء، وإلا فلن نصل الى أي نتيجة".
تغيير المعادلة
وأشار نادر الى أن "كل الأحاديث عن وقف قريب لإطلاق النار ليست صحيحة، ولا تصدقوها. فإسرائيل لا تريد أن توقف النار الآن، فيما كل ما يحاول أن يفعله الأميركيون حالياً، هو أن يأخذوا نقطة متقدّمة في الانتخابات الرئاسية التي اقترب موعدها جداً لديهم، ولكن (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو لن يمنحهم إياها. فنحن أمام حرب مدمّرة، وما يجب أن يحصل داخلياً من أجل حُسْن التعاطي مع هذا الواقع، هو إعلان حال الطوارىء التي تمنح الجيش اللبناني حرية الحركة في الداخل، وعلى امتداد البلد كلّه".
وأضاف:"مفاعيل المشاكل التي وقعنا فيها ستكون طويلة، وهي تحتاج الى بَدْء العلاج منذ الآن. فأين هي خطط الدولة على صعيد حقن الدماء، ووقف الدمار، والإعداد لإعادة الناس الذين من الممكن أن يعودوا الى مناطقهم؟ إعلان حال الطوارىء مُخيفة لمختلف الأطراف دائماً، لأنهم يعتقدون أنها تعني تشكيل حكومة عسكرية مثلاً، ولكن هذا ليس صحيحاً. فالحكومة السياسية هي التي تعلن حال الطوارىء، وتوكل صلاحية الأرض للجيش. بينما الانتشار في الجنوب لا يحتاج الى صلاحيات شفهية فقط، بل لصلاحيات كاملة بموجب حال طوارىء، تسمح للعسكريين بالتصرّف في أي ظرف يمكن أن يواجههم".
وختم:"إعلان حال الطوارىء سيسمح للجيش بأن يقوم بالعمل اللازم. وإذا اشتبك الجيش الإسرائيلي معه (الجيش اللبناني)، فهذا سيراه العالم أن إسرائيل تشتبك مع جيش شرعي لدولة إسمها لبنان، أي دولة عضو في الأمم المتحدة يقوم جيشها بتطبيق قرار أممي. وهو ما سيغيّر في نظرة العالم كلّه للحرب، لأن الاشتباك مع جيش دولة غير الاشتباك مع حزب مُسلَّح. وبالتالي، سيقف الجميع الى جانب الجيش اللبناني، وسيدعمونه بشكل سيقلب المعادلة كلّها. ومن هنا أهمية إعلان حال الطوارىء الآن، ومنح الجيش اللبناني حرية الحركة واتّخاذ القرار".
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|