مصادر لـ "رويترز": فشل جهود أميركية لتطبيق هدنة في لبنان قبل انتخابات الرئاسة
إيران تقاتل بمدى مفتوح والسلطة اللبنانية تفاوض بمجال ضيّق فماذا عن النهاية؟...
تتقاطع معلومات محليّة وعالمية على معطيات تُفيد بأن ما يجري في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة، يتمّ بقيادة وإدارة إيرانية، وبأن طهران هي التي تضبط أو لا، اليوميات اللبنانية العسكرية، بحسب الأهداف التي تحدّدها وتريدها القيادة الإيرانية.
إيران وروسيا...
ولكن رغم ذلك، نلاحظ أن الحركة الديبلوماسية الدولية تشدّد على حفظ دور الدولة اللبنانية، وأنها تتحدّث عن تطبيق القرارات الدولية مع ممثّلي تلك الدولة، وليس مع الإيرانيين، وذلك رغم أن المنطق يقول إن من يسخّن الأرض اللبنانية (أي إيران) هو نفسه القادر على تبريدها، من خلال "إطلاق سراح" الالتزام بتطبيق القرار 1701، وسائر القرارات الدولية.
فما هو الثمن الذي تريده إيران مقابل ذلك؟ وماذا عن روسيا، حليفة طهران، والدولة المُصنَّفَة "صديقة" للبنان، في ممارسة ضغوط على الإيرانيين ليُفرجوا عنه (لبنان)، وعن التزاماته الدولية؟
وهنا نذكر روسيا أيضاً، نظراً لما لها من دور في تسليح الفصائل التابعة لإيران على امتداد الشرق الأوسط، منذ عقود، وهو ما يجعلها مُلزَمَة بلعب دور حاسم في وقف الحرب، بنسختها اللبنانية، ونظراً للحاجة اللبنانية الملحّة لإنهاء حالة القتال.
آلية مسروقة؟
لفت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك الى أن "إيران تتعاطى مع لبنان تماماً كما لو أنه آلية مسروقة يمكن استباحتها أو تحطيمها، وليس كما تريد لغيرها أن يتعامل معها على أرضها. فهي تفرض على "حزب الله" الاستمرار بجرّه (لبنان) الى معركة مدمّرة. والكلام المُنمَّق عن أنهما يدعمان تطبيق القرار 1701 هو كلام لا أكثر، إذ بالتدقيق في مفهوم "الحزب" ومفهومها عن القرار الدولي، يتبيّن بوضوح أنهما يفهمانه على أساس أنه عودة الى ما قبل 7 تشرين الأول 2023، والاحتفاظ بوجودهما ضمن منطقة جنوب الليطاني، و(الاحتفاظ) بالسلاح والإمرة على السياسة الداخلية، وبقرار السّلم والحرب في لبنان، وكأن شيئاً لم يحصل".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "إيران دخلت اليوم بدوّامة لا يمكنها الخروج منها، ولا التراجع عنها. وهي بمواصلة القتال من لبنان، تتجنّب القبول بالقرار 1701 بتفاصيله كافة، وذلك بموازاة سعيها لعدم الذهاب في الحرب بعيداً جداً، خوفاً من أن تنتقل الى داخل أرضها بشكل مباشر".
الرعب النووي
وأشار يزبك الى أن "الثمن الذي تريده إيران في النهاية، هو دور في كعكة الشرق الأوسط، أي أن تكون دولة ذات تأثير دائم فيه. وهو الدور الذي كانت لعبته بين عامَي 2006 و2023 من خلال "حزب الله" وإدارة العلاقة الخلافية مع إسرائيل من دون الوصول الى حرب. وبعدما انتقل الوضع في لبنان الى المعارك، حاولت (إيران) أن تقود معركة ضمن قواعد اشتباك صغيرة، أي بحدود كيلومترات قليلة داخل إسرائيل ولبنان، الى أن وصلنا لما نحن فيه الآن. وكنّا نحذر دائماً من أن المُشاغَلَة تلك لا يمكن ضبطها، ومن أنها ستنتقل الى مراحل أوسع، تضرّ بلبنان كثيراً".
وأضاف:"ما تحاول أن تحصل عليه إيران اليوم، من خلال استمرارها بقيادة المعركة في لبنان، هو الاحتفاظ بدورها نفسه فيه إذا كان ذلك ممكناً، أو بيع الحالة اللبنانية ووقف إطلاق النار وحالة هدوء طويلة المدى، بشكل يحفظ لها دورها بين اللاعبين الكبار على خريطة الشرق الأوسط. والطريق لدور إيراني إقليمي كبير لا يعود لـ "حزب الله" في لبنان أي دور فيه، هو أن تتحول إيران الى دولة نووية على طريقة باكستان، أي دولة إسلامية نووية. وعندها، إذا تخلّت عن "الحزب"، فستكون امتلكت هيبة الرعب النووي".
روسيا... باردة
وعن الدور الروسي، اعتبر يزبك أن "الطرف الروسي يلعب لعبة باردة جداً. فهو يستعمل إغراق الإسرائيلي في لبنان الذي هو إغراق للأميركي أيضاً، كردّ ولو بسيط على ما يجري لروسيا في أوكرانيا. وبالتالي، ما يفعله الروسي بطريقة ذكية اليوم، هو أنه يترك الأرض السورية مُستباحة للغارات الإسرائيلية، ولا يتدخل حتى لا يشتبك مع الأميركيين بشكل مباشر، ولكنه يتفرّج في الوقت نفسه على استنفاد المليارات الأميركية، وعلى احتراق المخزون العسكري الأميركي الاستراتيجي بين غزة ولبنان".
وختم:"ما قد يدفع الروسي الى التخفيف من لعبته تلك، هو شعوره بخطر تحوّل إيران الى دولة إقليمية كبيرة جداً، تؤثر على مصالحه. ففي تلك الحالة، من الممكن أن يلعب دوراً لقصقصة أجنحتها بشكل فعلي. ولكن بمعزل عن كل الاحتمالات، تبقى إيران واستمرار "حزب الله" في المعركة، وإسرائيل، والولايات المتحدة الأميركية، المؤثّر الأساسي والمباشر بما يجري في لبنان الآن. والاهتمامات الدولية الحاصلة حالياً، تنبع من الخوف من صراع شرق أوسطي واسع يؤثر على دول ومناطق في الخارج، مثل أوروبا وغيرها، انطلاقاً من الساحة اللبنانية".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|