على لبنان اقتناص الفرصة من تحت الركام... وهي سانحة اليوم
"اميركا هي اميركا حيث الدولة العميقة لا تتغير لا سيما على مستوى السياسات الاستراتيجية بغض النظر عن هوية الرئيس وانتمائه الحزبي"، هذا ما اشار اليه مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع، لكن قال، عبر وكالة "أخبار اليوم"، مرحلة جديدة افتتحت اليوم مع انتخاب دونالد ترامب، حيث يمكن الرهان على حزمه وعلى بعض خياراته التكتيكية والاستراتيجية التي قد تكون في مكان ما مفيدة للبنان.
واستطرد قائلا: هنا، لا يمكن تعليق الآمال على المستشار مسعد بولس وعلاقة المصاهرة مع ترامب في التأثير على مجريات الاحداث في الشرق الاوسط اذ على المقلب الآخر نجد الصهر الثاني جاريد كوشنر الذي يعتبر احد مهندسي صفقة القرن.
وردا على سؤال، قال المصدر: ترامب كما سائر رؤساء اميركا لا يعادون إسرائيل او اقله يراعون الى ابعد الحدود مصالح اسرائيل فهذا الامر ثابت في الادارة الاميركية، لكن في المقابل مع الجمهوريين وتحديدا مع ترامب نعرف ان تمادي اسرائيل قصير، لا سيما وان ترامب في ولايته السابقة لم يُدخل اميركا اي حرب لا بل اقفل ملفات حروب كثيرة، ولا بدّ من الاشارة هنا الى صداقاته القوية جدا مع العالم العربي الغني بالبترول والغاز وما شابه وصولا الى صداقته مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين التي لم تعد خفية على احد، كما ان صداقته مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد تكون مفيدة في مكان ما لانهاء الحرب.
ورأى المصدر ان اي بحث في وضع حدّ للاعمال العسكرية سيأخذ بالاعتبار مصالح اسرائيل، وما الورقة الاميركية الاخيرة التي ناقشتها الدولة اللبنانية لا سيما من قبل الرئيسين نبيه بري و نجيب ميقاتي الا لمصلحة اسرائيل وتعطيها حقها في الرقابة، وهو الامر الذي رفضه لبنان كونه يمس بالسيادة ويفيد تل ابيب من عنصر الدمار والخراب والقتل والابادة لوضع صك الاستسلام سياديا على لبنان مقارنة مع ما كان عليه الوضع في ظل القرار 1701 الذي لم تتم المحافظة عليه.
لذلك، تابع المصدر: الرهان على ترامب لإنهاء الحرب، والرهان عليه ايضا لفرض حل الدولتين..
وردا على سؤال، اعتبر المصدر اننا امام مرحلة جديدة، اذ فور اعلان فوز ترامب سجلت مؤشرات اقتصادية لصالح الولايات المتحدة منها ارتفاع الدولار مقابل اليورو، وارتفاع قيمة الاسهم وسندات الدين الاميركية في العالم، وربما الاتجاه سيكون نحو صدام اقتصادي مع الصين التي غزت العديد من اقتصادات العالم خلال عهد جو بايدن، وهذا ما يمكن وصفه بـ"الامر الخطير".
وكيف سيترجم الرهان على انهاء الحرب؟ قال المصدر على لبنان ان يستفيد من هذا الظرف، بدءا من اكمال الهيكلة الدستورية والبدء ببناء مشروع الدولة النائم منذ سنوات، مشيرا الى انه على الدولة اللبنانية ان تذهب الى جيش قوي وقادر على تنفيذ المهام الموكلة اليه لا سيما القرار 1701 بحذافيره، هذا الى جانب قيام دولة قوية بكل المفاهيم والمعايير للخروج من الازمة الاقتصادية والمضي قدما سواء من خلال الاتفاق مع صندوق النقد الدولي او سلوك اي خيارات اخرى، بما يؤدي الى اعادة هيكلة الانتظام المالي.
وقال المصدر: على الرغم من الخسارة الكبيرة جراء الحرب على صعيد البشر والحجر والنزوح وصولا الى دمار البنى التحتية والقرى والدمار الشامل ما جرف معه التراث والآثار، إلا انه على اللبنانيين الاستفادة من هذا الظرف والاتجاه الى اعادة الحياة الى المرافق العامة.
وختم: دائما يجب اقتناص الفرص من داخل اسوار الدولة ومن خارجها للقيام بما هو افضل ولوقف معالم الانهيار والانحدار... هذا ما تثبته تجارب التاريخ.
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|