مشهد مصوّر لمبنى مستهدف بغارة إسرائيلية في منطقة بئر العبد (فيديو)
تقرير لـ"The Guardian": فوز ترامب انتصار لنتنياهو.. فهل سيحصل على ما يريد؟
ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أن "نتيجة الانتخابات الأميركية لها عواقب وخيمة على الشرق الأوسط، وهي في المقام الأول فوز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يحاول إخفاء تفضيله لفوز دونالد ترامب. لقد أرجأت إدارة جو بايدن فرض أي ضغوط ذات مغزى على رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ما بعد الانتخابات، على الرغم من إحباطها المتزايد تجاهه بشأن قضايا متعددة منها عرقلة المساعدات إلى غزة، وحملته ضد الأمم المتحدة، وعرقلته لاتفاق الرهائن مقابل السلام، ودعم حكومته للمستوطنين العنيفين في الضفة الغربية".
وبحسب الصحيفة، "إن النفوذ الذي منحه الديمقراطيون التقدميون لبايدن طوال الأشهر الثلاثة عشر من الصراع في غزة هو النفوذ الذي كان يستغله. لقد ساهم الغضب إزاء القنابل الأميركية المستخدمة لتدمير غزة في هزيمة كامالا هاريس. والآن، حتى لو كان النفوذ الأميركي الساحق في المنطقة ليُطلَق العنان له أخيرا، فسوف يكون الأوان قد فات لإحداث أي تأثير ذي مغزى. في الشهر الماضي، كتب وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويدأوستن إلى الحكومة الإسرائيلية تفاصيل عرقلتها للمساعدات الإنسانية إلى غزة وتحدي جهودها لإغلاق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد أعطت الرسالة إسرائيل 30 يومًا، حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، لتغيير مسارها أو مواجهة القيود بموجب القانون الأميركي على توريد الأسلحة الأميركية".
وتابعت الصحيفة، "ينتهي الموعد النهائي في 12 تشرين الثاني، وعند هذه النقطة قد تقيد الولايات المتحدة تدفق الأسلحة عندما لا يكون هناك أي خطر انتخابي. ولكن في ظل نتيجة الانتخابات الأميركية، لن يكون لها تأثير يذكر على حكومة نتنياهو. من المؤكد أن الإدارة القادمة لن تدافع عن الأونروا. فقد قطع ترامب التمويل الأميركي للوكالة في عام 2018 ولم يستأنفه بايدن إلا بعد ثلاث سنوات. وقد تواجه الأمم المتحدة وجهود الإغاثة بأكملها في المنطقة أزمة
تمويل. كما أن استعادة ترامب للبيت الأبيض تزيل حاجزًا كبيرًا أمام سيطرة إسرائيل الكاملة وضمها المحتمل لجزء على الأقل من غزة والضفة الغربية. وقد أظهر الرئيس القادم أنه غير مثقل بثقل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بالأراضي، فقد اعترفت إدارته بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان في عام 2019".
وأضافت الصحيفة، "من غير الواضح من سيقود سياسة الشرق الأوسط في إدارة ترامب الجديدة، ولكن في المجموعة المحيطة بالرئيس المنتخب هناك مؤيدون بارزون لحركة الاستيطان، مثل صهره جاريد كوشنر والسفير السابق
في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي قدم طلبا للحصول على وظيفة جديدة في الإدارة المقبلة في شكل كتاب يمجد حق إسرائيل الملهم من الله في الاستيلاء على الضفة الغربية. إن الدعم الذي حصل عليه الجناح المؤيد للضم في أقصى اليمين الإسرائيلي ربما يكون النتيجة الأكثر إلحاحاً وأهمية لفوز ترامب في الشرق الأوسط، وذلك بسبب قدرته على إعادة رسم الخريطة".
وبحسب الصحيفة، "إن عودة ترامب تعزز أيضاً من موقف نتنياهو في السياسة الداخلية ومن المرجح أن تعمل على تسريع تحركاته نحو تحويل إسرائيل إلى دولة أقل ليبرالية. لكن عودة حليف وثيق إلى المكتب البيضاوي لا تمنح نتنياهو حرية التصرف بالكامل، فعلى النقيض من بايدن، لا يخشى ترامب أن يلحق الأذى السياسي برئيس الوزراء الإسرائيلي في الداخل. كما وسوف تكون علاقة القوة الجديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر انحيازا، وسوف يكون نفوذ الرئيس الجديد أعظم كثيرا من نفوذ أسلافه".
وتابعت الصحيفة، "لقد أوضح ترامب بالفعل في رسالة إلى نتنياهو في ذروة الحملة أنه يريد انتهاء حملة غزة بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، على الرغم من أن ترامب من المرجح أن يقبل نتيجة تميل بشكل كبير لصالح إسرائيل، بما في ذلك السيطرة العسكرية على القطاع. كما أوضح الرئيس العائد أنه سيرغب في التوصل إلى صفقة سريعة في لبنان، إذا لم يتم التوصل إلى صفقة خلال الأشهر الأخيرة من ولاية بايدن العرجاء. والأمر الأكثر أهمية
هو أن نتنياهو لا يستطيع التأكد من أن ترامب سيدعم أولويته الاستراتيجية، وهي الحرب لتدمير البرنامج النووي الإيراني. إن أي صراع من هذا القبيل من المرجح أن يجتذب الولايات المتحدة، ونفوره من الحروب الخارجية يشكل عنصرا ثابتا في السياسة الخارجية المتقلبة التي ينتهجها ترامب. ومن ناحية أخرى، ربما لا يعجز نتنياهو عن إقناع الرئيس السابق والمستقبلي بأن قصف إيران من شأنه أن يوفر انتصارا سريعا وسهلا على نظام تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية أنه تآمر لاغتياله".
وبحسب الصحيفة، "كان الرابح الكبير الآخر في الشرق الأوسط ليلة الثلاثاء هو النظام الملكي السعودي، الذي استثمر بعمق في عائلة ترامب. ولكن حتى بالنسبة لولي العهد، لن يكون من السهل عقد صفقة مع نتنياهو في وقت يتم فيه تدمير غزة وقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|