أسبوعان جهنميان بانتظارنا.. وسلاح "الحزب" يهدّد المناطق الآمنة
"أسرار" انقطاع علاقة الجيش اللبناني مع "حزب الله"
كشف العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني جميل أبو حمدان أن علاقة الجيش مع حزب الله انقطعت بعد اشتعال جبهة الجنوب، في وقت كشفت مصادر لـ"إرم نيوز" تفاصيل هذه العلاقة التي تم تشبيهها بأنها "طلاق غير معلن" بين الطرفين.
وأخذت العلاقة بين حزب الله والجيش اللبناني كحركة المد والجزر، خاصة بعد سيطرة الحزب على مقدرات الدولة سياسيا وعسكريا وحتى اقتصاديا.
واليوم، تشهد هذه العلاقة فتورا كبيرا ظهر بشكل علني وغير مسبوق من خلال خطاب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، في إطلالته الأخيرة، بمعرض تعليقه على خطف مواطن لبناني في بلدة البترون من قبل فرقة كوماندوز إسرائيلية.
هجوم نعيم قاسم على الجيش
خلال الخطاب، قال نعيم قاسم "أنا اليوم لن أتّهم، لكني أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية، أن يُصدر موقفاً وبياناً يُبيّن لماذا حصل هذا الخرق؟ حتى لو قال إنّه لم يكن قادراً وإنّه كان عاجزاً، فليقل أمام العالم ما هو السبب. وأيضاً فليسأل اليونيفيل وخاصة الألمان ما الذي رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه في تلك الليلة ويُطلع الناس عليه".
وبدأت ذروة التوتر بين الجيش اللبناني وحزب الله بعد اشتعال جبهة الجنوب؛ بسبب غلق قنوات الاتصال بين الجيش وقائده العماد جوزف عون والحزب، بعد أن كانت العلاقة تنسق خلال السنوات الماضية بالاتصال المباشر والتنسيق الدائم، فقد كان الجيش ممنوعا من التوجه إلى الكثير من المناطق، ليس فقط في الجنوب، بل أيضا في الضاحية الجنوبية، وبعلبك، ومنطقة البقاع.
لا مساعدات من الجيش لحزب الله
وقال أبو حمدان، لـ"إرم نيوز"، إن قائد الجيش كان واضحا وصريحا بشأن تحييد ضباطه وعناصره عن المعركة، وأن لا يتم جرهم بأي شكل من الأشكال إليها، وتشديده على أن لا يتم تقديم أي مساعدة للحزب والاكتفاء بالأوامر اليومية ومعظمها تنص على الدفاع عن مراكز الجيش إذا ما تعرضت لأي اعتداء، وتقديم المساعدة للمدنيين وإجلاء الجرحى، وفتح الطرقات بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المنتشرة في الجنوب.
أسباب تهجم نعيم قاسم على الجيش
وأضاف: "الكثير من الأسباب الأخرى تكمن وراء تهجم الشيخ قاسم على الجيش اللبناني، وهو أمر غير مسبوق على الإطلاق".
وتابع: "والكلام جاء مبطنا يحمل الكثير من الاتهام إما بالتقصير وإما بالتقاعس"، مردفا "كان حريا بقاسم أن يلجأ إلى الدولة اللبنانية، ومن خلال وزرائه أو كتلة نوابه، للتوجه بسؤال إلى قائد الجيش أمام المؤسسات الدستورية والقانونية".
وأشار أبو حمدان إلى خوف حزب الله من تصاعد أسهم الجنرال عون محليا وإقليميا ودوليا، الذي من الممكن أن يتيح له الحصول على الرئاسة الأولى وتتكرر تجربة الحزب مع الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان الذي كان أيضا قائدا للجيش، لكنه حين وصوله إلى سدة الرئاسة رفض وجود سلاح حزب الله وتحكمه بقرار الحرب والسلم، ودعاه إلى تسليم سلاحه للدولة ووقف سيطرته على العديد من المناطق اللبنانية".
من جهته، قال صلاح منصور، عنصر سابق في حزب الله، أن العلاقة بين الحزب والجيش اللبناني شهدت العديد من المحطات المفصلية، فتارة العلاقة جيدة، بل ممتازة، وأحيانا يشوبها التوتر إلى حد القطيعة كما هو الحال اليوم، وفق قوله.
وأضاف منصور أن العلاقة المتوترة حاليا بدأت قصتها منذ فترة ولاية الرئيس ميشال عون، فقد شاب التوتر العلاقة بين الرجلين وصل حد القطيعة أواخر عهد عون، على خلفية مواقف القائد وأوامره، خاصة بعد اندلاع ثورة 17 أكتوبر 2019، إذ رفض قائد الجيش وقتها فتح الطرقات بالقوة بناء على طلب حزب الله، بل قام بحماية المتظاهرين من الاعتداءات التي كانوا يتعرضون لها من قبل عناصر ومناصري الحزب وحركة أمل.
عملية اغتيال سياسي ضد قائد الجيش
وأكد لـ"إرم نيوز" أن هناك عملية "اغتيال سياسي" يقوم بها حزب الله لقائد الجيش من قبل آلات الحزب السياسية والإعلامية وجمهور السوشال ميديا، سياسيا من خلال رأس الهرم الحالي الشيخ نعيم قاسم وبعض النواب والسياسيين، وإعلاميا من خلال الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية بمشاركة معظم الإعلاميين الموالين له"، وفق قوله.
وأردف: "أيضاً في مواقع التواصل الاجتماعي يبدو من الواضح وجود حملة ممنهجة لضرب مصداقية الجيش وإظهار ضعفه وعدم قدرته على ضبط الأمن في لبنان، حتى وصل الأمر إلى اتهامه بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الدعم الأمريكي للجيش خاصة في الوقت الحالي والتعويل عليه لإدارة الملف الأمني، ليس فقط في الجنوب بل على جميع الأراضي اللبنانية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|