محليات

بعد المازوت... من يتحمّل فاتورة الكهرباء في مراكز الإيواء؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كلما تأخر توزيع المازوت على مراكز الإيواء، انقبضت قلوب مدراء المدارس في المناطق الجبلية. فبرودة الطقس، لا تُحتمل، خصوصاً في ساعات الليل، وهذا ما يجعلهم يتساهلون مع نزلاء مدارسهم في استخدام مدافئ الكهرباء. إلا أن ما يخشوه هو أن يتمدّد الأمر لأسابيع إضافية من شهر تشرين الثاني، بينما لم تتضح الصورة لديهم حتى الآن حول الجهة التي ستتحمل عبء فاتورة الكهرباء في المدارس المتحولة لمراكز إيواء.

لا قدرة لصناديق المدارس على تحمل مثل هذه الأعباء. فقرار وزير التربية واضح بمنع الإنفاق من صناديق المدارس إلا وفقاً للأصول، وهذه الأصول لا تسمح لا بتسديد مبالغ طائلة على فواتير الكهرباء ولا لتأمين كميات مازوت بشكل مؤقت. علماً أن معظم صناديق المدارس فارغة بالأساس، باستثناء تلك التي عملت ساعات مسائية في السنة الدراسية الماضية، لم يكن معظمها قادراً على تأمين حتى "تقليعة" عام دراسي اعتيادي.

أزمة كهرباء مراكز الإيواء
يزداد الأمر تعقيداً في المناطق التي تتمتع باستقلالية كهربائية. وزحلة تشكل مثالاً لتحول نعمة الكهرباء 24 على 24 ساعة، الى نقمة بالنسبة لمديري مراكز الإيواء. إذ لا مولدات أحياء في زحلة ولا في أي من قرى قضائها الممتدة على 16 بلدة تقع من ضمن نطاق خدمات شركة كهرباء زحلة. إنما فاتورة واحدة مقسمة الى شقين تستوفيها شركة كهرباء زحلة عنها وعن مؤسسة كهرباء لبنان، وتقوم بقطع التغذية بعد مهلة الإنذار عن المتخلف عن سدادها، وهذا ما يجعلها تفاخر بأن نسبة جباية كهرباء زحلة هي مئة في المئة.  

الشكوى لا تزال تدور في إطار ما يهمس به داخل إدارات المدارس في هذه المنطقة، ولكنها جدية. حتى أن بعض المدراء ينظرون الى المراكز التي لا تتمتع بتغذية كهربائية متواصلة كامتياز. ويشيرون الى أن تجهيز المراكز بمولدات خاصة يتيح للإدارة تقبل هبات الهيئات، أو المغتربين أو حتى أفراد خيرين، أبدوا استعداداً لتأمين مادة المازوت في مناطق عديدة.

يتخوف بعض المدراء من بلوغ فاتورة كهرباء المدارس أرقاماً قياسية في تاريخ إدارتها. وبالتالي هناك خشية من العجز في تسديدها وتحولها الى دين على صندوق المدرسة، حتى لو لم تلجأ شركة كهرباء زحلة الى قطع التيار مباشرة مراعاة للظرف القائم.

بانتظار جلسة مجلس الوزراء
في المقابل لم تظهر الهيئات العاملة بتمويل المنظمات المانحة أي نية بتبني فاتورة كهرباء مراكز الإيواء حتى الآن. وبحسب إحدى المديرات، فإنه تم عرض الأمر مباشرة خلال الزيارات المتكررة لممثلي هذه المنظمات الى مراكز الإيواء، ولكنها لم تلمس أي إستجابة. وتنقل المديرة إنطباعاتها بأن الجهات المانحة ترغب بأن تتولى الدولة هذه المهمة مباشرة.

وتأمين التغذية بالكهرباء يلقي بثقله كعبء إضافي على خزينة دولة التي لا تملك مقومات الصمود أمام متطلبات الإنفاق الطارئ، حتى أن الموازنة العامة للعام 2025 لم تلحظ أضرار الحرب ولا فواتيرها. ومع ذلك أقرت الحكومة في الأسبوع الماضي سلفة خزينة بقيمة 10.4 مليون دولار لتأمين كميات المازوت المطلوبة لتدفئة مراكز الإيواء. أما فواتير الكهرباء ومعالجتها فيبدو أنها تأجلت لجلسة مجلس وزراء مقبلة. علماً أنه وفقا لرئيس لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين "هناك تصور صيغة للعلاج، يتضمن تقديرات لكلفة هذه الفاتورة وتفصيل لها وفقاً لتجهيزات كل مركز، وقد درستها وزارة التربية مع هيئة الطوارئ وإتبعت وزارة التربية، بحسب ياسين، آلية مشابهة لتلك التي توصلت الى تحديد قيمة السلفة التي رصدت لإحتياجات المازوت.

ويؤكد ياسين "أننا قمنا بدراسة تفصيلية لكل مركز ولحاجة كل غرفة، وفقاً لوسيلة التدفئة المجهزة في المدرسة." أما الصيغة التي يمكن أن ترسي عليها فتقضي وفقاً لياسين "بتأمين سلف لمدراء المدارس التي تحولت مراكز إيواء، دعماً لصناديقها، على أن يعطى المدير صلاحية إنفاق هذه السلف في تسديد فواتير الكهرباء مباشرة.  وقد رفعت هذه الدراسة الى مجلس الوزراء على أن تناقش في الجلسة المقبلة."

مراكز الإيواء تنتظر المازوت
ومع ذلك ثمة خشية يعبر عنها مدراء المراكز، بأن تجافي الأرقام الواقع كلما تأخر توزيع المازوت. بحيث تنطلق الأرقام وتقديراتها بالنسبة لتحديد كلفة الكهرباء، من فاتورة النزوح الأولى عن شهر تشرين الأول، وهي بعيدة عن الواقع، بعدما أحضر الكثيرون المدافئ الكهربائية للاستعاضة بها عن تأخر وصول كميات المازوت المطلوبة لتشغيل المدافئ والشوفاجات.

فماذا عن موعد وصول المازوت الى المدارس، خصوصاً أن إمداد مراكز الإيواء بها قد تخفف من استهلاك الطاقة الكهربائية للتدفئة؟ يجيب ياسين أنه تابع الأمر مع وزارتي المالية والطاقة والمياه، وقد أصبح بمراحله النهائية، وبمجرد توقيع المرسوم تنطلق العملية وفقاً لآليتها المحددة. مؤكداً بأن الكميات المطلوبة متوفرة في السوق اللبناني. ويلفت ياسين في المقابل الى عمل مواز يجري مع المنظمات الدولية لتأمين تدخلها في تأمين بعض تجهيزات التدفئة، وسد الثغرات التي تعاني منها بعض المراكز، من حاجتها الى "الصوبيات" أو حتى لإصلاح بعض النوافذ لتشكل حماية أكبر من البرد بالنسبة للقاطنين في مراكز الإيواء، بالإضافة الى تأمين إحتياجات الدفء الفردية كمزيد من الحرامات ومعاطف للشتاء وثياب للأولاد.

في الأثناء ساهم تجهيز المدارس بسخانات المياه "orbit" بالتخفيف من استخدام البعض أيضاً للغاز وحتى للكهرباء في تسخين المياه. ومع أن مادة المازوت ليست متوفرة في المراكز، تقوم كل عائلة بإحضار كمية قارورة على حسابها، تسخن بها المياه، مقابل أن يتعاقب كل أفرادها على استخدامها، قبل أن يسلّم الدور لعائلة ثانية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا