"السلام لروحك وروح سمير"... الجميّل: شهادتك فدا لبنان لا قضايا خارجية
اقتربت من 90 ألف دولار: بيتكوين تحقق أرقاماً قياسية... فإلى أين؟
بدأ سعر بيتكوين بالارتفاع المتسارع بنحو 30 في المئة منذ الانتخابات الأميركية في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ووصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق وهو 89.6 ألف دولار الثلاثاء 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في مقابل سعر 68,9 ألف دولار الثلاثاء 5 تشرين الثاني (نوفمبر)، فما هي أسباب القفزات السعرية لعملة البيتكوين، وإلى أي مدى سيصل سعر العملة الرقمية الأشهر في العالم، وما تأثير هذا الصعود القياسي على الاقتصاد العالمي؟
أسباب صعود سعر بيتكوين؟
تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في برنامجه الانتخابي لولاية رئاسية جديدة تحويل الولايات المتحدة عاصمة جديدة للتشفير، كما تعهد تطبيق قواعد أكثر ودية إزاء العملات الرقمية، وتكوين احتياط استراتيجي من بتكوين وتعزيز عمليات التعدين المحلية للعملة.
أعطت تعهدات ترامب دفعة قوية للعملات الرقمية وعلى رأسها بيتكوين وجعل الذهب الرقمي يلمع أمام أنظار المستثمرين، خصوصاً في ظل توجههم نحو التحوط ضد انخفاض الدولار عبر الاستثمار في العملات المشفرة، في ظل بقاء جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الفيديرالي في منصبه حتى عام 2026، وهذا يدل على استمرار سياسة الفيديرالي الأميركي القائمة على التيسير النقدي وخفض سعر الفائدة على الدولار بمعدلات تراوح بين 1 و2% في عام 2025، وربما تستمر هذه السياسة حتى منتصف عام 2026 حال استقرار معدلات التضخم قرب المعدل المستهدف وهو 2%، إذ سجلت في أيلول (سبتمبر) الماضي 2.4%، ويتوقع أن تُظهر بيانات تشرين الأول (أكتوبر) ارتفاعاً قدره 0.2%، وكلما تراجع سعر الورقة الخضراء ارتفعت أسعار الذهب الرقمي.
وزادت شهية مستثمري العملات الرقمية المشفّرة أيضاً بعد ظهور أغنى رجل في العالم المقدرة ثروته بقيمة 320,2 مليار دولار، إيلون ماسك، وهو يدعم ترامب في الانتخابات، إذ يُعدّ ماسك من أكبر داعمي سوق الكريبتو وتحديداً عملة الدوغ كوين الشهيرة.
ويحتاج ترامب إلى مجلسي نواب وشيوخ جمهوريين لتقنين تداول عملات سوق الكريبتو داخل الولايات المتحدة، من خلال تمرير مشروع القانون من البيت الأبيض إلى مجلس النواب ثم إلى مجلس الشيوخ لإقراره، وهذا على عكس سياسة الديموقراطيين المتشددة حيال العملات الرقمية.
يقول الدكتور محمد عبدالمطلب مدير شريك في شركة "إكس باي" (X-Pay) للتكنولوجيا المالية، إن صعود بيتكوين كان متوقعاً منذ بداية عام 2024 الجاري، وكانت التوقعات أن يصل سعرها الى ما يراوح بين 100 إلى 120 ألف دولار، لكن بطء صدور التشريعات والتشدّد الذي مارسته هيئة الأوراق المالية والبورصات حالا دون تحقيق التوقعات، لذلك شهدنا صعوداً مفاجئاً لبيتكوين فور فوز ترامب الذي وعد بأنه سيكون أكثر ليونة ووضوحاً مع تشريعات العملات المشفّرة.
وفي السياق نفسه، يشير أحمد عزام، المحلل المالي الأول في مجموعة "إكويتي"، إلى دور التبني المؤسسي لعملة البيتكوين والذي لايزال بأفضل حالاته، حيث إن شركة "مايكرو استراتيجي" لاتزال تشتري بيتكوين حتى مع ارتفاعات الأسعار، واستحوذت على 27,2 ألف بيتكوين، بقيمة تزيد عن ملياري دولار، الأمر الذي عزز حيازاتها إلى قرابة 280 ألف بيتكوين، مما يعكس الثقة المؤسسية بإمكانات البيتكوين على المدى الطويل.
وأضاف عزام أن عمليات التعدين رغم ارتفاع الصعوبة والتكلفة، سجلت ارتفاعات مضطردة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قد يكون أحد اللاعبين الأساسيين في ذلك هو صناديق الاستثمار المتداولة التي عززت الطلب في الآونة الأخيرة على بيتكوين مع كل المشاعر الإيجابية المحيطة، مشيراً إلى أن المستثمرين في سوق العقود الآجلة يتهافتونعلى رهانات بأن سعر بتكوين سيتجاوز حاجز 100 ألف دولار بحلول نهاية العام، وفقاً لبيانات من منصة ديريبيت (Deribit).
ويعرض عبدالمطلب توقعات أسعار بيتكوين بحلول نهاية العام الجاري، قائلاً أن لا أحد يملك اليقين بشأن السعر، لكن سعر 80 ألف دولار كان حاجزاً وجرى كسره، أما الحاجز الجديد المستهدف فهو 98 ألف دولار إلى 100 ألف دولار، ثم الانتقال إلى حاجز 125 ألف دولار، ومتوقع أن يُكمل الصعود في حال استمر شهر العسل بين سوق الكريبتو وإدارة ترامب التي وعدت بتعزيز قبضتها على الكونغرس، لدفع أجندتها الخاصة بالعملات الرقمية المشفرة.
ويتفق عزام مع عبدالمطلب في كسر سعر البيتكوين حاجز 100 ألف دولار بنهاية العام الجاري، قائلاً إن مستويات 100 ألف دولار في مرمى البيتكوين على ما يبدو، وأن المزيد من الارتفاعات نحو مستويات 150 ألف دولار في عام 2025 قد يكون وارداً بالنظر إلى طبيعة البيتكوين الانكماشية على عكس العملات الورقية التقليدية التي تخضع للتضخم وتآكل القيمة التدريجية، إذ إن المعروض المحدود بعدد 21 مليون عملة بيتكوين فقط يجعلها مقاومة لمثل هذا الانخفاض في القيمة مستقبلاً، في حال ظهر سيناريو موجة تضخم عالمية جديدة في ظل خفض أسعار الفائدة من البنوك المركزية.
وتابع عزام: "سُأبقي الباب مفتوحاً على تقلبات سعرية عالية في الفترة المقبلة وخصوصاً أن الصعود الأخير نشأ عن طريق مشاعر إيجابية حول تحركات الرئيس الأميركي، وأن دونالد ترامب هو سيّد المفاجآت والقرارات المفاجئة السريعة، مما قد يعني أن أي إشارة سلبية من ترامب قد تعني أن امكان الارتداد قد يكون متسارعاً".
يقول عبدالمُطلب، إن العملات المشفّرة جزء أساسي من "الفينتك" (التكنولوجيا المالية) التي أصبحت تدخل في مجالات اقتصادية عدة أبرزها المعاملات المالية في قطاعات التجزئة، وهذا سيكون له تأثير سلبي على القطاع المصرفي، لأن مع انتعاش سوق الكريبتو المعتمد على التكنولوجيا المالية ستشهد المصارف تراجعاً في عمولات التحويلات التي كانت تعتمد عليها إيراداتها، بسبب انتشار التكنولوجيا المالية التي تتمتع بسرعة وشفافية في تحويل الأموال.
وفي معرض تعليقه، قال المحلّل المالي الأول في مجموعة "إكويتي": قد يبدو تأثير العملات الرقمية على الاقتصادات العالمية في حالة شك حول ماهية التشريعات والتنظيمات التي قد يقدمها دونالد ترامب. لكن يبقى الشيء المؤكد أن أسواق العملات الرقمية متقلبة جداً وأن فكرة احتياط البيتكوين الأميركي قد تبدو مخيفة في حال كان الاعتماد مفرطاً على البيتكوين وقد يشكل مخاطر على استقرار الدولار الأميركي وقد يؤدي إلى نقاط ضعف اقتصادية.
النهار-كريم حمادي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|