انتقده في 2016…لماذا غيّر ماسك موقفه من ترامب؟

أثناء حملة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، جذب الانتباه الدور البارز الذي لعبه إيلون ماسك بدعمه للمرشح الجمهوري بشكل كبير على الصعيدين المالي والإعلامي، ما جعله واحدًا من أبرز حلفائه ومؤيديه الأساسيين.

ويعكس هذا الدعم تحولًا لافتًا في العلاقة بين الرجلين، خصوصًا بعد التوترات التي شابت علاقتهما في الماضي. ففي عام 2016، صرح ماسك لشبكة “سي أن بي سي” أنه لا يعتقد أن ترامب هو الشخص المناسب للرئاسة، وقال: “أصبحت لدي قناعة أقوى بأنه ليس الشخص المناسب. لا يبدو أنه يمتلك الشخصية التي تعكس صورة إيجابية عن الولايات المتحدة”. وأضاف أن السياسات الاقتصادية والبيئية للمرشحة الديمقراطية آنذاك، هيلاري كلينتون، كانت “صحيحة”.

أنفق ماسك، أغنى رجل في العالم، أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته الشخصية لدعم انتخاب ترامب. وقال الأخير إنه يعتزم إشراك ماسك في حكومته المقبلة في دور استشاري.

وفي تعليق على هذا الموضوع، قال المحلل الاقتصادي الأميركي، ديفيد باين، إن ماسك حاول ترميم علاقته مع ترامب بعد أن أدرك قوته وقدرته على العودة إلى الساحة بعد خروجه من الرئاسة في عام 2020. وأكد باين أن ماسك، “مثل ترامب”، يوازن علاقاته على أساس الربح والخسارة، مشيرًا إلى أن ماسك يسعى للاستفادة من وجود ترامب في الإدارة الأميركية لتحقيق رؤيته الاقتصادية وليس فقط لتحقيق مكاسب شخصية.

وكان ترامب قد أعلن عن نيته تعيين الرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا” في لجنة جديدة لتحسين كفاءة الحكومة، إذ يرى ماسك أنه يمكن خفض ما لا يقل عن تريليوني دولار من الميزانية الفيدرالية البالغة 6.75 تريليون دولار، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.

وأشار باين إلى أن ماسك يسعى لتطبيق رؤيته الاقتصادية الأميركية، ما يفسر تمسكه بترامب الذي يعتبر “المرشح الوحيد الذي قد يمنحه الضوء الأخضر” اللازم. وأوضح أن قرب ماسك من ترامب والحزب الجمهوري يمنحه فرصة لدعم توسع مشاريعه في الولايات المتحدة.

ورغم هذا التقارب، لا تخلو العلاقة بين ماسك وترامب من تباينات، خصوصًا فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية. إذ يُعد ماسك داعمًا للطاقة النظيفة، بينما أعلن ترامب سابقًا عن معارضته لتوجه كاليفورنيا نحو تحويل جميع المركبات إلى كهربائية خلال عقد من الزمن.